تنمية الذاتمصطلحات مهنيةنصائح مهنية

الخوف من التحدث أمام جمهور – أسبابه وطرق علاجه

الخوف من التحدث أمام جمهور، هي الجلوسوفوبيا (بالانجليزية: Glossophobia) وهي رهاب التحدث امام الجمهور، فهل تعرضت في يوم ما إلى ضرورة التحدث أمام عدد كبير من الأشخاص بما تقتضيه مهام العمل أو الدراسة أو غيرها ووجدت في نفسك رهبة كبيرة جدًا وشعور بالخوف لا يمكنك السيطرة عليه؟! حسنًا، لا شك أن الكثير من الأشخاص قد تعرضوا إلى مثل هذا النوع من الشعور بالخوف لعدة أسباب؛ حيث أن إحصائيات كثيرة قد أثبتت أن نسبة ليست بالقليلة من الأشخاص يبذلون قصارى جهدهم للتهرب من خوض مثل هذه التجربة لشعورهم بالخوف والرهبة من مواجهة الجمهور والتحدث أمامه بشكل مباشر.

غير أن الكثير من الأبحاث والدراسات العلمية قد تناولت هذه الظاهرة بمزيد من الاستكشاف، وقد توصل العلماء إلى تحديد أسباب الخوف من التحدث أمام جمهور، وأشاروا أيضًا إلى أهم طرق علاجه؛ ونحن بدورنا عبر موقع Kick Career نوضح لكم أهم أسباب الخوف من التحدث أمام جمع من البشر سواء كبير أو صغير، والطرق الفعالة أيضًا لعلاج هذا الخوف المُزعج والتخلص منه.

أسباب الخوف من التحدث أمام جمهور

هناك عدة أسباب قد تكون هي وراء رهاب التحدث أمام الجمهور، مثل:

انعدام الثقة بالنفس

يُعد انعدام الثقة بالنفس من أهم وأدعى أسباب الخوف من مواجهة الجمهور؛ حيث أن افتقاد الإحساس بالقدرة على مواجهة الآخرين والاعتقاد بأنه سوف يتعرض إلى مواقف محرجة وتلعثم ونسيان للمعلومات يجعله يعزم بينه وبين نفسه على عدم التعرض مُطلقًا إلى أي موقف يُحتم عليه التحدث أمام جمع من الناس.

التعرض لمحاولات غير موفقة

كما أن بعض الأشخاص قد يتعرضون لمحاولات غير موفقة للتحدث أمام الجماهير؛ ويتعرضون إلى النقد اللاذع من قبل المستمعين إليهم أو غير ذلك من المواقف التي تجعل محاولتهم غير موفقة؛ وهو أمر يدفعهم إلى تجنب خوض مثل تلك التجربة مرة أخرى.

إنعدام الخبرة

لا شك أن التحدث أمام جمع من الأشخاص يتطلب أن يكون المتحدث متمكنًا تمامًا من أدواته ومعلوماته وأسلوبه في إلقاء ما لديه من أخبار أو معلومات؛ أما عدم وجود قدر كافي من الخبرة والمعرفة بالموضوع الذي يتناوله عبر لقائه بالجمهور يُعد من أهم أسباب الخوف من التحدث أمام جمهور.

الخجل الزائد

بعض الأشخاص لا يشعرون بالخوف من التحدث أمام الجمهور؛ وإنما يشعرون بـالخجل الشديد فقط ولا سيما الإناث؛ وإن كان هذا الأمر غير مرغوب به؛ إلا أنه يُعد من أسهل الأسباب التي يُمكن القضاء عليها بسهولة مع الممارسة الدائمة والمستمرة.

الاضطراب النفسي

بعض الأشخاص مُصابين ببعض الاضطرابات النفسية مثل القلق الزائد والتوتر، وفي بعض الأحيان الوسواس القهري؛ ومثل هذه الحالات المرضية تحول بين الإنسان وبين قدرته على مواجهة الجماهير والتحدث أمامهم.

الاضطراب البدني

الاضطراب البدني أيضًا في بعض الأحيان قد يكون عامل مضاد للقدرة على مواجهة الجمهور؛ سواء في حالات الإعاقة الجسدية أو الاصابة ببعض الأمراض التي تتطلب علاج مستمر ودائم مثل الاضطراب الشديد في ضغط الدم والسكري والشلل الارتعاشي أو أمراض التنفس أو غيرها؛ حيث أنها تُعزز من الشعور بالرهبة من مواجهة الجمهور.

طرق علاج الخوف من التحدث أمام جمهور

لكن لا داعي للقلق؛ حيث أن الكثير من الخبراء والمعالجين النفسيين قد قاموا بوضع مجموعة من الحلول العملية التي يُمكن من خلالها التغلب على هذا الشعور، مثل:

التزود من الخبرة والمعرفة

من أجل خوض تجربة مواجهة جمهور ناجحة؛ لا بُد من التسلح بقدر عالي جدًا وكبير من الخبرة والعلم والمعرفة في الموضوع محل الحديث أو المناقشة حتى يكون المتحدث قادرًا على إيصال المعلومة إلى الآخرين بشكل واضح، وحتى يكون قادرًا على الإجابة على أي سؤال يتم توجيهه إليه من الجمهور.

التخطيط والترتيب

لا شك أيضًا أن عدم ترتيب الأفكار وتنظيمها في الذهن أولًا وعلى الورق ثانيًا؛ يؤدي إلى الفشل في مواجهة الجمهور؛ وبناءً على ذلك من المهم جدًا أن يقوم كل شخص يسعى إلى التغلب على خوفه من مواجهة الجمهور بترتيب الموضوع جيدًا وتنظيمه بشكل احترافي أولًا.

الممارسة المستمرة

الممارسة المستمرة هنا تأتي في أكثر من خطوة؛ حيث يجب أن يتم التدريب بشكل فردي أولًا مثل أن يقف ويتحدث أمام المرآة كما لو كان يتحدث أمام الجمهور ويضبط حركات يديه وتعبيرات وجهه جيدًا، وبعد ذلك ينتقل إلى خطوة أخرى وهو التحدث والمناقشة أمام جمع صغير من أفراد الأسرة أو الأصدقاء؛ ثم السعي هنا إلى التحدث أمام جمع كبير من الجمهور.

عدم المبالغة في الخوف

من المؤسف أن بعض الأشخاص يخشون من التحدث أمام الجمهور أكثر من خشيتهم من الموت أو الفقد! ؛ وهذا يُعتبر أمر مُبالغ فيه تمامًا، لأن تجربة التحدث أمام الجمهور سوف تُثبت لصاحبها أن هذا الخوف كان أكثر مما ينبغي، وأن الأمر لا يتطلب سوى مذاكرة وترتيب أفكار والتحلي بالثقة والممارسة الدائمة فقط.

تقدير الذات

لا تعتقد أن تقدير ذاتك نابعًا من آراء الآخرين واستحسانهم لصنيعك؛ ولكن في حقيقة الأمر أن تقدير الذات أمر نابع من داخل نفس كل إنسان، ولن يعطيه أحد قدر من الاحترام والتقدير إذا كان هو لا يعطي نفسه هذا التقدير؛ ومن هنا يجب على كل شخص أن يكون مؤمنًا بقدراته ومقدرًا لذاته حتى يتمكن من المُضي قدمًا في كل اختبارات الحياة بنجاح بما في ذلك القدرة على مواجهة الجمهور دون خوف.

لا ترهب فترات الصمت

أحيانًا أثناء التحدث أمام الجمهور؛ قد تهرب الكلمات من المتحدث ويتشتت ذهنه مهما كان لبقًا وجريئًا؛ وهنا لا تقلق ولا تتوتر؛ بل عليك أن تتنفس بعمق وتهدأ تمامًا، وبذلك سوف تتوارد الأفكار إلى ذهنك مرة أخرى بسهولة؛ أما الرهبة الشديدة في حالة انقطاع مِداد الأفكار الذهني؛ فسوف يؤدي إلى فشل المحاولة، ولذلك فإن ضبط النفس عامل مهم جدًا عند الرغبة في التحدث أمام الجمهور بنجاح.

الحصول على الدعم النفسي

بالطبع فإن الدعم الأسري ودعم رئيس العمل ودعم المشرف الدراسي لأي شخص مُقبلًا على مواجهة جمع غفير من الجمهور سوف يُساعد بشكل كبير على النجاح في ذلك؛ ولكن إذا كنت تفتقر إلى هذا النوع من الدعم؛ فدعونا نفكر لبعض الوقت بطريقة غير تقليدية؛ حيث أنه يوجد مؤسسات دولية متخصصة تكون قادرة على توفير الدعم النفسي والمعنوي لأي شخص حتى يكون قادرًا على التحدث أمام الجمهور دون خوف أو رهبة؛ مثل مؤسسة توست ماستر العالمية وغيرها.

وأخيرًا؛ علينا أن نُشير إلى أن عدم القدرة على التحدث أمام الجمهور بقوة وثقة ونجاح يؤثر على حياة الإنسان كليًا؛ حيث أنه قد يُقلل من معدلاته الدراسية والأكاديمية، وقد يكون عائقًا كبيرًا أمام تقدمه الوظيفي إذا كانت طبيعة العمل تعتمد على التحدث أمام الجمهور بشكل مستمر؛ وهذا يُوضح بشكل قاطع أهمية البدء فورًا في خطوات التخلص من هذا الخوف السلبي.

ياسمين السيد

كاتبة ومحررة بموقع كيك كارير، أحب القراءة وأعشق البحث العلمي، وأؤمن بأن التدوين وسيلة رائعة لتقديم محتوى مُميز يُثري درجة الوعي والمعرفة في الأوساط العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
);
error: هذا المحتوى محمي !!