تنمية الذات

ما هي عادة الخمس دقائق؟

ما هي عادة الخمس دقائق؟ كثيرًا ما نسمع عن قاعدة أو عادة الخمس دقائق التي قد خلصت إلى أهميتها ومدى نجاحها العديد من الأبحاث والدراسات، وأصبحت تساعد من يعتمد عليها حقًا في تحقيق النجاح المنشود والتخلص من جزء كبير من ضغوطات الحياة، إذًا؛ ما هي عادة الـ 5 دقائق وكيف يمكن تطبيقها؟ هذا ما سوف نتناوله بالحديث من خلال هذا المقال عبر موقع Kick Career في السطور التالية.

ما هي عادة الخمس دقائق ؟

إن المفهوم السائد دائمًا هو أن الأشخاص الذين يطلبون الحصول على أوقات من الراحة في أثناء اليوم هم أشخاص ليسوا أهلًا للعمل والنجاح وتحمل المسؤولية؛ في حين أن هذه القاعدة تنفي ذلك تمامًا، فكم منّا – على سبيل المثال – قد لاذ إلى احتساء فنجال من القهوة والمنبهات بوجهٍ عام مرة أو أكثر؛ من أجل تعزيز درجة الانتباه والاستيقاظ في سبيل أداء العمل بتركيز على مدار اليوم، ومن المؤسف أن نتيجة ذلك لا تكون مرضية أو مثالية؛ بل إنها قد تعزز من شعور الفرد بالضغط والإرهاق في الكثير من الأحيان.

ومن هنا ظهرت نظرية الخمس دقائق التي تشير إلى أن حصول الفرد على – وقت مستقطع – لا يزيد عن خمس دقائق لأكثر من مرة في اليوم؛ يقوم خلالها بإفراغ ذهنه من أي تفكير وتحقيق الاسترخاء الذهني المطلوب؛ كان ذات نتائج إيجابية للغاية في تعزيز قدرة الفرد على مواصلة عمله بنفس القوة والإقبال والتركيز.

تطبيق قاعدة الخمس دقائق

لقد أشار العلماء إلى أنه لا يوجد حصر للطرق التي يمكن الفرد أن يسترخى من خلالها في خلال الخمسة دقائق؛ بل إن الإنسان أدرى بذاته، وسوف يتمكن من أن يدرك ما هي أفضل طريقة يمكنه من خلالها تصفية ذهنه وتجديد نشاطه، ومن أهم طرق تطبيق هذه العادة، ما يلي:

إغماض العينين

جزء كبير من ذهن الإنسان يتعدى الخمسين بالمائة مخصص لاستقبال الإشارات المرئية والتعامل معها، وبالتالي فإن إغماض العين خمسة دقائق فقط – بدون نوم – سوف يساعد على تقليل هذا الكم الهائل من المدخلات المرئية الموجهة إلى ذهن الإنسان، مما سوف يساعده على تقليل الضغط الواقع على الدماغ.

ويمكن تنفيذ ذلك بسهولة من خلال الجلوس على مَقْعَد مريح قدر الإمكان، ثم إغلاق الجفون بلطف شديد، وطرد أي أفكار أو أي عوامل تشتت ذهني بعيدًا، والاستمتاع بالاسترخاء هكذا على هذا الوضع لمدة خمسة دقائق.

احلم وانت مستيقظ!

جمينا قد سمعنا أو ربما مررنا بما يسمى أحلام اليقظة، والتي يطلق بها الفرد العنان لأفكاره لكي تذهب بعيدًا إلى حيث اللامنطق – في بعض الأحيان – لتغذية هذا الخيال.

وقد أكد علماء وخبراء النفس أن الأشخاص القادرين على فعل ذلك خصوصًا وهم في مرحلة الطفولة؛ سوف يكونون شخصيات ناجحة ومؤثرة في مجتمعهم بل وشخصيات إبداعية مستقبلًا، لا سيما أن الفرد قد يتوصل في بعض الأحيان إلى أفكار جديدة وإبداعية عبر هذا الخيال، ومن ثم؛ يقوم بتحويلها إلى واقع.

والأمر هنا ليس صعبًا، ولا يتطلب بالضرورة أن تكون طفلًا صغيرًا كي تحظى بأحلام اليقظة، فكل ما عليك فعله، أن تقوم بإحضار منظر طبيعي أو لوحة فنية أو غير ذلك، ثم – تسرح – بها وتشرد بذهنك تتخيل وتتخيل، وهنا سوف يساعدك ذلك على أن تدعم روحك النفسية بأحلام جميلة من جهة، وسوف يخفف عنك عبء ضغوطات العمل من جهة أخرى، ولكن يجب أن تكون حريصًا على ألا تستغرق وقتًا طويلًا في هذه الأحلام؛ حيث يجب ألا يتعدى الأمر في كل مرة أكثر من 5 دقائق فقط.

التنفس بعمق

إن التنفس بعمق لا يعد علاجًا لأعباء وضغوطات العمل والذهن فقط؛ بل إنه وسيلة صحية مهمة أثبتت أهميتها في علاج والوقاية من العديد من الأمراض، ولقد أشارت الأبحاث أن المخ يستهلك حوالي 20% من إجمالي نسبة الأكسجين الواصل إلى جسم الإنسان.

وبالتالي؛ فإن الجلوس باسترخاء والتنفس بعمق وبطء أكثر من مرة على مدار الخمسة دقائق؛ سوف يجدد طاقة الذهن لا سيما أنه يعزز من استرخاء الجهاز العصبي المتحكم في الاسترخاء الفسيولوجي والذهني بالجسم، بل إن البعض قد أكد أن التنفس بعمق لمدة 5 دقائق مع الاسترخاء قد يكون علاجًا لمن قد جاء إلى عمله دون أن يحصل على القسط الوافر من النوم ليلًا بشكل أفضل كثيرًا عند المقارنة مع تناول الكافيين.

ممارسة لعبة!

ليس من المخزي أو المحرج أن تترك أعمال مهمة جدًا ومهام مصيرية في عملك ثم تقوم لمدة 5 دقائق بممارسة إحدى ألعاب الهاتف – على سبيل المثال – التي تفرغ من خلالها الضغط النفسي الواقع عليك؛ لا سيما أن هذا الأمر سوف يساعدك على تحقيق قدر معقول من الصفاء الذهني، ومن ثم؛ سوف تكون قادرًا على معالجة أي أعمال أو قرارات مهمة بالعمل بشكل أكثر انتباهًا وتركيزًا.

ما هي مميزات عادة الخمس دقائق؟

يطلق على عادة الخمس دقائق أنها عادة الشخصيات الناجحة، نظرًا إلى أن أنجح الأشخاص وأصحاب ريادة الأعمال على مستوى العالم قد أكدوا أنهم يطبقونها دائمًا، ومن أهم مميزات هذه العادة، ما يلي:

  • سوف تساعد الفرد على الإنجاز وتقضي على التسويف؛ حيث إنه لا حاجة إلى التسويف أو تأجيل العمل أو أي مهمة يكون الفرد منوط بالقيام بها؛ لأن 5 دقائق فقط هنا كفيلة بتجديد النشاط والعودة مرة أخرى لإكمال العمل.
  • قد تقود صاحبها في الكثير من الأحيان إلى التوصل إلى أفكار جديدة وإبداعية.
  • تساعد على تحسن علاقات العمل التي دائمًا ما يغلب عليها التوتر؛ خصوصًا عند تنفيذ المشروعات الكبيرة أو اتخاذ القرارات الحاسمة، لأنها تساعد على تحسين الحالة النفسية للفرد وبالتالي التواصل الإيجابي البناء مع زملائه.
  • ربما تكون هذه العادة عامل مهم ومساعد في الوقاية من العديد من الأمراض التي دائمًا ما تصيب الفرد نتيجة ضغوط العمل والحياة.

ياسمين السيد

كاتبة ومحررة بموقع كيك كارير، أحب القراءة وأعشق البحث العلمي، وأؤمن بأن التدوين وسيلة رائعة لتقديم محتوى مُميز يُثري درجة الوعي والمعرفة في الأوساط العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
);
error: هذا المحتوى محمي !!