مؤسسات ناجحة

قصة نجاح شركة تسلا : شركة السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة

قصة نجاح شركة تسلا هي من أشهر قصص النجاح خلال القرن الحالي؛ حيث إن العنصر البشري دائمًا ما يتوق إلى كل ما هو جديد وغير مألوف، ومن هنا تبلورت قصة نجاح شركة السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة المعروفة باسم شركة تسلا TESLA؛ والتي قد قدمت جيلًا جديدًا من السيارات التي تعمل بالكهرباء بدلًا من الوقود؛ فدعونا نتعرف على أهم جوانب قصة نجاح هذه الشركة عبر موقع KickCareer من خلال هذا المقال.

قصة نجاح شركة تسلا

لقد أصبح اسم شركة تسلا مرتبط بالابتكار والإبداع، وباتت محط أنظار جميع الأشخاص المهتمين بكل ما هو جديد وغير تقليدي في عالم التكنولوجيا والتقنيات الحديثة، وذلك بعدما أبهرت تسلا العالم بتلك السيارة الكهربائية الفريدة من نوعها، ورئيسها المثير للجدل دائمًا نظرًا لولعه بالتكنولوجيا – إيلون ماسك.

بداية ونشأة شركة تسلا

اكتسبت شركة تسلا اسمها نسبة إلى العالم الصربي الشهير النابغة نيكولا تسلا صاحب الاختراعات الفريدة في عالم الهندسة والكهرباء والتكنولوجيا، ويعود تاريخ تأسيس شركة تسلا إلى عام 2003م على أيدي مجموعة من المهندسين ورجال الأعمال وكان يرأسهم السيد إيلون ماسك، ولقد كان العامل الأساسي المشترك فيمَا بينهما هو الإيمان بفكرة إنشاء سيارة تعمل بالطاقة الكهربائية بدلًا من الوقود.

وكان سبيلهم إلى ذلك هو التركيز على تطوير بطارية جديدة معتمدة على أحدث ما توصل إليه العلم في تكنولوجيا وكفاءة البطاريات، ومما لا شك فيه أن فريق العمل قد واجه عدد ليس بالقليل من الصعوبات والتحديات التكنولوجية في طريقهم لإنتاج بطارية سيارة كهربائية.

جديرًا بالذكر أن تنفيذ فكرة عمل سيارة كهربائية لم يكن راجعًا إلى إيلون ماسك وفريقه، ولكنه كان استكمالًا لما بدأته شركة صغيره كانت تعرف باسم شركة سيليكون فالي التي أطلقت سيارة كهربائية بالفعل عرفت باسم T Zero لكن لم يتم الترويج بالشكل الكافي للسيارة، كما إن طاقة بطاريتها كانت لا تتعدى الـ 300 كم، لذلك لم ترحب بها الشركات المنتجة؛ حيث تم اعتبارها سيارة غير عملية.

غير أن إيلون ماسك الشغوف بالتكنولوجيا قد تبنّى هذا المشروع وعكف هو وفريقه على تطوير بطارية جديدة تساعد السيارة على أن تعمل لأطول وقت ممكن وتكون ذات مزايا أقوى وأفضل، وقدم إيلون ماسك التمويل المادي اللازم للشركة إلى أن أصبح هو المدير التنفيذي لها.

مراحل نمو شركة تسلا

على الرغم من عدم تواني المليونير إيلون ماسك في توفير كل الدعم المادي اللازم للشركة لإنتاج سيارة الأحلام؛ إلا أن الطريق لم يكن ممهدًا على الإطلاق؛ بل مرت الشركة بصعوبات قوية كادت أن تعصف بهذا الحلم، وظلت الشركة تعمل لفترة كبيرة جدًا دون أن تجني أي أرباح، ويُذكر أن عام 2007م كان من أصعب الأعوام المالية على الشركة.

وبناءً على ذلك قرر ماسك التخلي عن بعض مؤسسي الشركة؛ لأنه كان يرى أنهم لا يقدمون المنظور التكنولوجي المتطور الذي من شأنه أن يُساعد على سرعة إنجاز المشروع، وتمكن بالفعل من استبعادهم من الشركة، ومع حلول عام 2008م كانت الشركة قد خفّضت نسبة العمالة بها بنسبة 10% لتوفير جزء من رأس المال قدر الإمكان.

نقطة تحول في مسار تسلا

لا شك أن الشغف الحقيقي والإيمان بفكرة “مشروع ما” هو السبيل الأهم لكي يرى هذا المشروع النور، حتى وإن بدت كل الأمور المحيطة به محبطة وصعبة، ولقد تحقق ذلك بالفعل في مسيرة و قصة نجاح شركة تسلا.

وعلى الرغم من أن قرارات الإصلاح الإداري التي اتخذها ماسك لم تسمن ولم تغني من جوع، بل وشهد العام التالي أيضًا 2009م خسائر وعدم وجود أرباح حقيقية بالشركة، وبعد أن كانت تسلا قاب قوسين أو أدنى من أن تغلق أبوابها تمامًا؛ قام ماسك بمحاولة أخيرة وهي ضخ استثمار إضافي بالشركة بقيمة 70 مليون دولار من ثروته الخاصة.

وفي شهر مايو من نفس العام؛ قامت شركة ألمانية وهي المصنعة لسيارات مرسيدس بنز بشراء حصة بمقدار 10% من أسهم الشركة بقيمة تبلغ تقريبًا 50 مليون دولار، ولقد كان اهتمام شركة كبيرة في عالم السيارات بتسلا نقطة تحول كبيرة جدًا وعامل مساعد في ظهور سيارة تسلا بالأسواق.

بداية طريق نجاح تسلا

كانت أول خطوة في طريق نجاح تسلا هو إنتاج سيارة رودستر من طراز S التي تعمل بالكهرباء بشكل كامل، وقد حققت السيارة انتشارًا جيدًا، وشهد عام 2015م أيضًا نجاح جديد لتسلا، حيث تم تطوير سيارة طراز X وهي سيارة تجمع بين كل ميزات السيارات الرياضية وتعمل أيضًا بالكامل بالكهرباء ومزودة بأنظمة الأمان اللازمة للسير على الطريق.

ولم يتوقف طموح تسلا عند هذا الحد؛ بل قامت في العام التالي مباشرةً 2016م بإنتاج الموديل الثالث من سيارات تسلا، وأكثر ما ميّز هذه السيارة أنها كانت تعمل أيضًا بالكهرباء ولكنها كانت مُقدمة بإنتاج ضخم لذلك كانت ذات أسعار مناسبة نوعًا ما، وبعد مُضي بضعة شهور في مطلع عام 2017م؛ قدمت سيارة تسلا الاحترافية الجديدة Tesla Semi Truck التي كانت توفر أموالاً كثيرة في الاستهلاك عند المقارنة بمركبات الوقود.

وكان ماسك يسعى إلى الحصول على سيارة تعمل بالكهرباء وذات تكلفة منخفضة في نفس الوقت؛ لذلك قام بالاعتماد على بعض نسخ السيارات الصينية وقام بتدويل صناعة السيارة؛ حيث تم افتتاح مصنع لإنتاج سيارات تسلا في الصين وذلك عام 2019م، تمهيدًا لإنتاج سيارة من طراز X وطراز Y من تسلا بأقل سعر ممكن.

استمرار مسيرة النجاح

من ذاق طعم النجاح لا يمكنه أن يتنازل عنه؛ ولذلك فإن نجاحات شركة تسلا في مجال الطاقة لا تزال مستمرة؛ حيث إنها لم تكتفي بإنتاج السيارات الكهربائية فحسب؛ لكنها قد نجحت أيضًا في أن تُقدم بعض منتجات الطاقة التي تساعد على توليد الطاقة وتخزينها، ووفرت بعض حلول الطاقة للشركات لتساعدها على توليد الطاقة وتخزينها ثم استهلاكها أيضًا ومن أبرزها نظام Powerwall، ونظام Powerpack وغيرهم.

جدير بالذكر أن الشركة كانت تحمل اسم TESLA MOTORS لكن تم تغيير اسمها إلى TESLA INC بعدما أصبحت غير مقتصرة على إنتاج المركبات فقط.

وقامت تسلا كذلك بتطوير منشأة جديدة متخصصة في إنتاج البطاريات بتكلفة منخفضة حتى تغطي احتياجات التصنيع لدى الشركة، مع توفير أنظمة لإمداد المنازل والشركات بالطاقة الشمسية، ونحن في انتظار المزيد من تسلا التي لا تزال تبهر العالم بمنتجات وأفكار غاية في التطور والإبداع.

وفي الختام، بينما قد ينظر البعض إلى شركة تسلا كمجرد شركة للسيارات الكهربائية، نود أن نؤكد على أن نجاحها يتعدى ذلك بكثير، إذ أنها أثبتت أنه يمكن للرؤية الجريئة والابتكارات أن تقود إلى تغيير جذري في مجال صناعة السيارات والطاقة أو أي مجال تكنولوجي آخر، ومن خلال تحقيقها للتوازن بين التكنولوجيا والتصميم والاستدامة، تسلا ليست فقط قصة نجاح لشركة، بل هي رمز للتغيير والتحول نحو مستقبل أكثر استدامة ونظافة.

يــاسميــــــن السيـــــد

كاتبة ومحررة بموقع كيك كارير، أحب القراءة وأعشق البحث العلمي، وأؤمن بأن التدوين وسيلة رائعة لتقديم محتوى مُميز يُثري درجة الوعي والمعرفة في الأوساط العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
);
error: هذا المحتوى محمي !!