المستشار المهنينصائح مهنية

كيف تتعامل بلطف مع مديرك الذي تكرهه

كيف تتعامل بلطف مع مديرك الذي تكرهه؟ يُعد هذا التساؤل من التساؤلات التي تأتي على أذهان الكثيرون ممن يحملون علاقات متوترة مع رؤسائهم ومديريهم بالعمل؛ وخصوصًا إذا لم يكن في استطاعتهم تغيير مكان وبيئة العمل، وفي هذا الصدد تمكن علماء النفس وخبراء التوظيف والموارد البشرية من تقديم بعض النصائح والتوجيهات التي من شأنها أن تُساعد الموظف على التعايش في بيئة العمل مع المدير الذي يكرهه دون حدوث مشكلات، وتلك النصائح سوف يتم توضيحها عبر هذا المقال بموقع Kick Career بالتفصيل.

كيف تتعامل بلطف مع مديرك الذي تكرهه

إن الدبلوماسية والذكاء هي الفيصل في النجاح بهذه المهمة؛ وخصوصًا إذا كان الموظف يرغب في الاحتفاظ بوظيفته حتى وإن كان لا يروق له التعامل مع المدير العام أو رئيسه المباشر، ومن أهم الإرشادات التي قد أكد عليها الكثير من متخصصي العَلاقات العامة والموارد البشرية لحل هذه المشكلة، ما يلي:

هل العِلاقة مع المدير خلاف عابر أم اختلاف جذري؟

هذا السؤال هو أحد أهم الأسئلة التي من شأنها أن توضح الخطوة القادمة للموظف؛ لأنه من الضروري أن يتم الوقوف على السبب الحقيقي لنمو مشاعر الكُرْه بينه وبين مديره وهل هي خلاف أم اختلاف؛ حيث إن الخلاف يُشير إلى وجود نزاع وتصارع شخصي أو خلاف مرتبط بمهام العمل بين الموظف والمدير وضغوط العمل التي نواجهها بصورة متجددة، في حين أن الاختلاف يُعني وجود مشكلات جوهرية متعلقة بمسيرة العمل مثل رفض الاستراتيجية التي يتبعها المدير خصوصًا إذا كانت قائمة على خداع المستهلك أو عدم الأمانة أو ما إلى ذلك.

وهنا إذا كان الأمر مجرد خلاف أو تنازع أدى إلى كره كل منهم للآخر؛ فهنا يُمكن محاولة حل تلك المشكلات إلى حد كبير؛ ولكن إذا كان مدير المؤسسة ومدير العمل ينتهجون سياسات غير أخلاقية في العمل ذاته؛ فهنا لن يكون هناك سبيلًا آخر إلّا البَدْء على وجه الفور في تصعيد الأمر للإدارات المعنية، أو البحث عن بيئة عمل أخرى تتسم بالأخلاقية والأمانة في العمل.

نقِّب عن الإيجابيات

من المهم أن لا يرضخ الموظف إلى مشاعر البغض التي تنتابه تجاه مديره، حيث يجب أن يقوم أولًا بـِ تحديد أهم أسباب تلك المشاعر، وهل يُمكن معالجتها أو التغاضي عنها من أجل التعايش والاستمرار في مكان العمل أم لا، كما يجب الإجابة على سؤال هام وهو؛ هل المدير يكن نفس هذه المشاعر تجاه موظفه أم إنها مشاعر من اتجاه واحد.

ولا يتأتَّى ما سبق إلّا عندما يجلس الموظف مع نفسه جِلسة مصارحة صادقة؛ وأن يقوم بـِ تدوين إيجابيات وسلبيات المدير بوجه عام وبحيادية تامة، وأن يحاول أن يستغل النِّقَاط الإيجابية ومعالجة أو التغاضي عن النِّقَاط السلبية قدر الإمكان، بالتأكيد هذا سوف يساعدك على التعامل بصورة طيبة مع مديرك حتى وإن كنت تكن له مشاعر سلبية.

أمسك عليك لسانك

ربما تكون مشاعر عدم الحب وغياب الود بين الموظف والمدير سببًا في الرغبة في التعبير عن انتقاده دائمًا أو مخالفته في الرأي أو تصيُّد الأخطاء له، ولكن؛ من الخطأ أن يُطلق الموظف في هذه الحالة العِنان للسانه؛ لأنه بذلك من المؤكد سوف يُثير حفيظة مديره من وقت لآخر، ومن ثم؛ سوف يرتفع أوج توتر العَلاقة فيما بينهما؛ وهذا بالطبع يُهدد بقائه في منصبه الوظيفي.

مما يُعني أهمية أن يُحاول الموظف أن يتغاضى عن التعبير عن رأيه في مديره قدر الإمكان، وأن يُفكِّر مليًا في أثناء الحديث معه؛ لكيلا تطغى مشاعره على عقله، فينطق بما لا يُحمد عقباه.

فرِّغ مشاعرك خارج بيئة العمل

إذا كان على الموظف أن يكظم غيظه فيما يخص مشاعره تجاه مديره في بيئة العمل مدة لا تقل عن ثمانية ساعات يوميًا أو أكثر؛ فهو دون شك أمر مُرهق للنفس؛ ولا يُمكن الترويح عن ذلك عبر تدخين النيكوتين أو تناول فناجيل القهوة؛ حيث إن هذا الأمر قد يُزيد من درجة التوتر النفسي والقلق.

ولذلك يرى علماء النفس والعلاقات العامة ضرورة أن يسعى كل موظف أن يُفرغ عن مشاعره فور الانتهاء من يوم العمل؛ بأن يُمارس لُعْبَة رياضية تُساعده على إخراج ما يشعر به من ضيق وتوتر، مثل أن يعود إلى منزله سيرًا بدلًا من ركوب السيارة إذا أمكن، أو يُمارس رياضة الجري لمدة نصف ساعة يوميًا بعد العمل، غير إن البعض يرى أن ممارسة رياضة اليوجا أو لُعْبَة الملاكمة على سبيل المثال للرجال وسيلة أكثر من رائعة للتخلص من مشاعر الغضب داخله.

كُن دبلوماسيًا

أحيانًا تُجْبرنا الحياة على التعامل مع أشخاص لا يُمكننا تحملهم؛ ولكننا في الوقت ذاته مضطرين إلى التعامل معهم كما هو الحال في العَلاقة بين الموظف ومدير العمل الذي يكرهه، ولذلك؛ فإنه إلى جانب النصيحتين السابقتين؛ لا بُد من الإشارة إلى أنه لن يستقيم الأمر إلا إذا تمكن الموظف من أن يُصبح شخصًا دبلوماسيًا.

وبالتالي؛ عن حدوث أمر ما يتطلب التواصل مباشرةً مع المدير؛ لا بُد من التحلي بالهدوء قدر الإمكان وأن لا يبدو الموظف كارهًا لمديره أو ناقمًا عليه؛ بل عليه أن يتخلى عن تلك المشاعر قليلًا وأن يتخيل كما لو كان يتحاور مع مدير آخر، وأن يقوم بـِ عرض أفكاره وآرائه على المدير دون أن ينتقص من شأنه ودون أن يُكيل إليه بالاتهامات.

اتقن عملك

إذا كان الموظف يخشى من بطش المدير به في أي وقت أو إقصاءه من العمل؛ فلا بُد أن يحرص كل الحرص على أن يُقدم عمله على أكمل وجه؛ لسببين؛ الأول هو أن إتقان العمل أمر حتمي لأي موظف ناجح؛ والسبب الثاني يتلخص في أن إتقان العمل سببًا رئيسًا في تفادي أي مكائد قد يضعها له المدير لتعطيل مسيرته المهنية واقصائه من مؤسسة العمل.

ارفع الأمر إلى الجهة المختصة

إذا كان هناك بعض المشكلات والخلافات القائمة بين الموظف والمدير أدت إلى تعالي وتيرة النِّدية والكره بين الطرفين؛ فلا بُد هنا من الاستعانة بطرف ثالث من أجل تقريب وجهات النظر والقضاء على تلك الخلافات، وهنا يُمكن الاستعانة بأحد زملاء العمل الموثوق بهم والذين يتمتعون بعلاقة طيبة مع مدير العمل.

وإن لم يفيد ذلك بحل المشكلة، يمكن رفع الأمر إلى مدير مديرك، أو إدارة الموارد البشرية التي تشرف على التوظيف لضمان النزاهة التامة في تناول المشكلة ومحاولة حلها على أفضل وجه، أو حتى إلى رئيس مجلس إدارة المؤسسة أوأحد كِبار مسؤولي المؤسسة.

ياسمين السيد

كاتبة ومحررة بموقع كيك كارير، أحب القراءة وأعشق البحث العلمي، وأؤمن بأن التدوين وسيلة رائعة لتقديم محتوى مُميز يُثري درجة الوعي والمعرفة في الأوساط العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
);
error: هذا المحتوى محمي !!