المستشار المهنيشروط مهنية

كيف تصبح طيار مدني؟ شروط مهنة الطيار

كيف تصبح طيار مدني؟ من منّا لم يراوده حلم أن يُصبح طيارًا عندما يكبر؟! في حقيقة الأمر؛ أن مهنة الطيار تعتبر مهنة الأحلام بالنسبة إلى عدد كبير جدًا من الأشخاص، وذلك لما تحمله هذه المهنة من مغامرات ومهام خاصة لا تتوفر في أي مهنة أخرى، ولكن بطبيعة الحال؛ إذا كنت ترغب بالفعل في أن تصبح طيارًا؛ فعليك أن تنتقل من حيز الأحلام إلى حيز التفكير والتخطيط ثم البدء في التنفيذ، وفي هذا الصدد؛ سوف يتناول هذا المقال عبر موقع Kick Career أهم المعلومات حول مهنة الطيار، والخطوات الصحيحة التي يمكن أن تؤهل صاحبها للالتحاق بهذه المهنة.

كيف تصبح طيار مدني؟

خدمة الطيران تحمل عدة أوجه وأنواع؛ حيث أننا نجد كل من: الطيران المدني، الطيران المدني الخاص، الطيران الحربي، الطيران التجاري، الطيران العمودي (الهيلوكوبتر)، والطيران الرياضي، ولكل منهم مواصفات وشروط خاصة؛ لكننا سوف نتناول بالذكر ونركز حديثنا عبر هذا المقال على مهنة الطيار المدني، ولذلك؛ دعونا أولًا نتعرف على مفهوم كل من الطيران المدني والطيران المدني الخاص…

مفهوم الطيران المدني

العمل في وظيفة الطيار المدني؛ يعني قيام الطيار بقيادة الطائرات مختلفة الأحجام من أجل نقل الركاب والمسافرين المدنيين بين مختلف البلدان، ويمكن للطيار المدني أن يعمل في أي من شركات خطوط الطيران المدني في أي مكان.

مفهوم الطيران المدني الخاص

وهنا يكون الطيار مُتخصصًا في قيادة الطائرات الخاصة فقط؛ سواء في حالة امتلاك طائرة خاصة به، أو في حالة العمل لدى إحدى الشركات أو رجال الأعمال الذين يمتلكون طائرات خاصة، ويُمكنه أيضًا أن يقوم بقيادة الطائرات المستأجرة؛ سواء من أجل القيام برحلات خاصة أو لأي غرض آخر، ولا يُسمح للطيار المدني الخاص بقيادة طائرات نقل الركاب أو العمل في خطوط الطيران العامة.

وبوجه عام؛ فإن مهنتيّ الطيار المدني والطيار المدني الخاص تعني إمكانية العمل في قطاع نقل الركاب والمدنيين في رحلات السفر بين البلدان ولكن بصلاحيات مختلفة لكل منهما.

شروط مهنة الطيار المدني

عند الرغبة في العمل في مهنة الطيار المدني؛ فإن ذلك يحتاج إلى عدد كبير من الإجراءات الهامة؛ تبدأ باختيار مواد الدراسة والتخصص منذ الثانوية العامة، وحتى الالتحاق بأكاديمية طيران والحصول على عدد كبير من ساعات التدريب، وإليكم أهم شروط العمل في مهنة الطيار المدني:

شهادة الثانوية العامة

لا بُد أن يكون الطيار قد حصل على شهادة الثانوية العامة بنجاح، وأن يكون قد درس علمي الرياضيات والفيزياء، وفي بعض الأحيان يتم التغاضي عن هذه النقطة في حالة الطيار المدني الخاص.

إتقان اللغات الأجنبية

ينبغي أن يتقن الطيار أكثر من لغة واحدة إلى جانب اللغة الأم، ومن أهم اللغات التي يجب الإلمام بها هي اللغة الإنجليزية والتي تُعد لغة التواصل الأولى والمتعارف عليها عالميًا، ونظرًا إلى أن مهنة الطيار تتطلب الانتقال إلى الكثير من البلدان المختلفة طوال الوقت والتعامل مع أشخاص من أصول مختلفة؛ فلا بُد أن يكون الطيار متقنًا للغة ثانية حتى يتمكن من التواصل مع الأشخاص داخل أبراج المراقبة والمطارات في مختلف البلدان، وإذا كان الطيار يتقن لغات أخرى إضافية مثل الفرنسية والألمانية؛ فإن ذلك يُعزز من فرصته في الالتحاق بخطوط الطيران العربية والعالمية.

تجاوز الكشف الطبي بنجاح

التحليق بين السحاب وبين طبقات الجو العليا يتطلب قوة البنيان الجسدي والصحة الجيدة؛ وخصوصًا أن الطيار يكون مسؤول عن أرواح عدد كبير من الأشخاص مع صعوبة تجاوز الأزمات الصحية التي قد يتعرض لها الطيار أثناء التحليق بالطائرة، ومن هنا كان اجتياز الاختبار الطبي من الشروط الهامة والأساسية للعمل في هذه المهنة؛ مثل التأكد من سلامة القلب، ومستوى ضغط الدم والسكر، وسلامة النظر والسمع أيضًا؛ ولا سيما أن بعض الأشخاص لا يمكنهم تحمل الضغط الجوي عند الارتفاع عن سطح الأرض.

كما يجب التأكد من سلامة الصحة النفسية والعصبية للطيار أيضًا؛ وذلك حتى يكون قادرًا على التعامل مع أي اضطراب أو توتر أو مشكلات يواجهها أثناء الطيران بثبات إنفعالي وبشكل يُحافظ على سلامته وسلامة المسافرين.

الالتحاق بأكاديمية طيران معتمدة

لا بُد للطيار أن يكون مُتخرجًا من أكاديمية طيران معترف بها ومعتمدة، وهناك الكثير من أكاديميات الطيران المنتشرة في الوطن العربي والتي يُمكن الالتحاق بها بعد تجاوز الاختبارات مثل: أكاديمية الشرق الأوسط ومقرها في دولة الأردن، أكاديمية الإمارات للتدريب الجوي، و أكاديمية علوم الطيران في مصر.

وجميع هذه الأكاديميات معتمدة وتقدم عدد من برامج التدريب على الطيران وعلوم تكنولوجيا الطيران وعلوم المراقبة الجوية وغيرهم، وتقوم بعمل العديد من برامج التدريب العملي أيضًا حتى تضمن أن يكون الخريجين على أعلى مستوى من الكفاءة والمهارة المطلوبة للقيام بكل ما تقتضيه مهام مهنة الطيار بنجاح.

تحديد تخصص الطيران

يجب أن يُحدد الطالب ما إذا كان يُريد أن يُصبح طيار مدني عام أم طيار مدني خاص أو مُتخصصًا في الطيران التجاري أو غير ذلك؛ لأن عدد ساعات الدراسة والمادة العلمية وبرامج التدريب تختلف من تخصص طيران إلى آخر؛ مما يوضح ضرورة أن يُحدد الطالب مبتغاه والتخصص الذي يريد العمل به بشكل دقيق؛ حتى يتمكن من الحصول على رخصة الطيران بعد ذلك بنجاح، ويُذكر أن عدد سنوات الدراسة في أكاديميات الطيران يتراوح بين 3 إلى 4 سنوات.

التدريب، والعمل كمساعد طيار Co-pilot

التخرج من الأكاديمية لا يكفي لأن يتحمل الخريج مهمة الطيران بمفرده؛ بل لا بُد أن يقوم بالتدريب لعدد كبير من ساعات الطيران، وخصوصًا أن العديد من شركات الطيران لا تقبل توظيف الطيار لديها إلا بعد أن يكون قد أتم ما لا يقل عن 1500 ساعة طيرانK وأن يكون ذلك موثقًا من جهة معتمدة.

وفي بداية العمل؛ سوف يلتحق الطيار بمهنة مساعد الطيار؛ وفي حقيقة الأمر أنه لا يوجد فرق بين الطيار ومساعد الطيار في التخصص أو عدد سنوات الدراسة، ولكن الفرق الوحيد فيما بينهما هو عدد سنوات الخبرة وعدد ساعات التحليق بالطائرة أيضًا.

وأخيرًا؛ يجب أن يعلم كل من يطمح إلى أن يكون طيارًا ناجحًا أن إتقان هذه المهنة يتطلب قدر كبير من الثقة بالنفس، والاجتهاد، والإنفاق المادي، والمهارة الفائقة أيضًا، ولا سيما أن هذه المهنة اليوم أصبحت تجد نسبة منافسة كبيرة بين الطيارين؛ ولا يقع اختيار شركات الطيران في نهاية الأمر إلا على صاحب الخبرة والمهارة والتميز.

ياسمين السيد

كاتبة ومحررة بموقع كيك كارير، أحب القراءة وأعشق البحث العلمي، وأؤمن بأن التدوين وسيلة رائعة لتقديم محتوى مُميز يُثري درجة الوعي والمعرفة في الأوساط العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
);
error: هذا المحتوى محمي !!