كيفية الاستعداد للمقابلة الشخصية في 7 خطوات
بما أنك قد وصلت هنا، ففي غالب الأمر أنت مقبل على اجراء مقابلة شخصية للإلتحاق بوظيفةٍ ما، وربما تكون هي الوظيفة التي طالما حلمت بها، إذاً… فمعرفة كيفية الاستعداد الجيد لاجراء تلك المقابلة الشخصية بصورة ناجحة هو أمر ضروري لك.
يجد الكثير من الخبراء بمجال الموارد البشرية أن المقابلة الشخصية لها رهبة كبيرة في قلوب الباحثين عن عمل، تلك الرهبة التي إن تملكت من المتقدم بشكل سلبي، كان لها تأثير كبير يقلص من فرص عبوره تلك المقابلة بنجاح، ولا يوجد طريقة صحيحة للتخلص من تلك الرهبة وجعلها عامل إيجابي في صالح المتقدم سوى بالاستعداد الجيد والجدي للمقابلة الشخصية.
فحينما تكون مستعد، ستزيد ثقتك في نفسك وإدراكك لما لديك من إمكانيات، وبالتالي سينعكس ذلك على مدى قدرتك على اقناع مسؤولي التوظيف بملائمتك لتلك الوظيفة وقدرتك على شغلها بكفاءة.
كيفية الاستعداد جيداً لاجراء مقابلة شخصية
هناك أشياء يجب عليك فعلها قبل مقابلات العمل، تلك الأشياء إن أتقنتها ستساعدك على ترك الإنطباع الجيد لدى اللجنة المسؤولة عن اجراء المقابلة الشخصية معك وتقييمك، لذا من خلال الفقرات التالية نقدم إليكم 7 خطوات عملية وفعالة من أجل عبور المقابلة الشخصية بنجاح.
1- دراسة سيرتك الذاتية جيداً
حق أصيل لأي مسؤول توظيف أو مدير أن يسأل المتقدم على وظيفة عن المؤهلات والخبرات والمهارات التي تحويها السيرة الذاتية للمتقدم، لذا فدراستك للسيرة الذاتية الخاصة بك بشكل جيد هي خطوة أساسية لا يمكنك تخطيها عند الاستعداد والتحضير لاجراء مقابلة عمل، وأن تكون على استعداد للإجابة عن أي سؤال أو استفسار بخصوص أي معلومة بها.
جدير بالذكر أن الكذب لا مكان له عند كتابة السيرة الذاتية، فان اكتشف المدير المسؤول عن مقابلة العمل أنك قد كتبت مهارة أنت لا تمتلكها، أو خبرة لم تكن صريح بشأنها، فهذا الأمر يُعَد بمثابة قتل مبكر لأي فرصة كنت قد تمتلكها لنيل هذه الوظيفة.
2- دراسة الوصف الوظيفي للوظيفة المتقدم عليها جيداً
يجب عليك دراسة الوصف الوظيفي الموجود في اعلان الوظيفة؛ قم بالتدبر في جميع الخبرات والمهارات المطلوبة في الاعلان، وحاول الربط بينها وبين مواقف ملموسة وتحديات قد تعرضت لها في حياتك العملية، وأن تحاول أن تبرز حسن تصرفك في هذه المواقف كدليل يدعم من موقفك كمتقدم للوظيفة، أو الدروس المستفادة من خطأ قد وقعت به في مرحلة مبكرة من مسيرتك المهنية كدليل على شفافية المعلومات التي تذكرها، وأنك لا تحاول فقط أن تظهر نفسك كشخص خالي من العيوب.
حاول أن تحضر العديد من الأمثلة والقصص في ذهنك، على أن تكون تلك المواقف داعمة لمتطلبات الوظيفة التي تتقدم إليها، وبذلك سيتيح لك ذلك أن تثبت كم أنت مناسب لشغل هذه الوظيفة.
3- تدرب على أهم أسئلة المقابلات الشخصية وأجوبتها الأنسب
بالطبع من أهم مراحل الاستعداد الجيد للمقابلة الشخصية هو التدرب على أشهر أسئلة المقابلات الشخصية وأجوبتها الأنسب ، فمسؤولي الموارد البشرية لديهم في جعبتهم العديد من الأسئلة الشائكة التي قد تطيح بفرص حصولك على الوظيفة إن لم تستعد لها جيداً.
لذا قم بالاطلاع على أهم وأكثر تلك الأسئلة وروداً في المقابلات الشخصية، واكتشف ما أنت أكثر قلقًا بشأن سؤالك، وقم بتمرين نفسك جيداً على الاجابة على تلك الأسئلة.
فإن أقدمت على المقابلة آملاً ألا يتطرق المدير إلى موضوع معين، فإن حدث وتطرق إليه قد يصيبك ارتباك يعيقك عن تقديم أي اجابة تعزز موقفك، لذا فلا تترك مناطق رمادية لا تستطيع الاجابة عنها بوضوح، وقم بافتراض أن كل ما يخيفك ستُسأل عنه، وضع خطة مناسبة للرد عليه، وقم بالتدرب على اجاباتك مراتٍ عديدة إلى أن تشعر بالارتياح حيال ذلك.
4- اجمع المعلومات عن الشركة والوظيفة المتقدم لها
الموقع الرسمي للمؤسسة قد يحوي العديد من المعلومات المفيدة لتعطي لك تخيل عن تلك المؤسسة ورؤيتها وكيف ترى نفسها وما يميزها عن غيرها من المؤسسات في نفس المجال.
ولا تعتمد فقط على الموقع الرسمي أثناء جمعك للمعلومات، فان كان لك أصدقاء أو جهات اتصال بالشركة فهم خير مصدر يمكن أن تجمع منهم معلومات قيمة تفيدك، أو أن تلجأ إلى الصفحات الرسمية لمواقع التواصل كلينكدإن وتويتر، وكيف يتواصل العاملين مع بعضهم البعض والموضوعات الشيقة التي تجمعهم، كما أنك تستطيع البحث عن المؤسسة بجوجل، لتعرف ما يقوله الآخرين عنها.
وبغض النظر عن التخصص المتقدم له سواء كان هندسي أو تسويقي أو غير ذلك من التخصصات، فستجد أن لجمعك لكل هذه المعلومات فائدتان أساسيتان؛ الأولى أنه أثناء المقابلة الشخصية قد يسألك المدير المسؤول عن معلوماتك عن الشركة، وعدم اجابتك عن هذا السؤال بصورة جيدة قد يعطي علامة سلبية عن عدم جديتك لنيل هذه الوظيفة.
أما الفائدة الأخرى فهي أن ذلك سيتيح لك فهم العقلية التي تدار بها تلك الشركة، مما سيجعل هناك تناغم فكري بينك وبين من يحاورك بالمقابلة الشخصية، وهو أمر إن شعر به مسؤول التوظيف، سيدعم موقفك من هذه الوظيفة بصورة كبيرة.
5- تعرف على طبيعة مقابلة العمل، وتجهز لكيفية بدء المقابلة
الإنطباعات الأولى تدوم، هي حقيقة لا يمكننا تغييرها، وعند الحديث عن مقابلة للإلتحاق بوظيفةٍ ما، فقد لا تحصل على فرصة ثانية لتصحيح ما قد تفسده بعدم الاستعداد الجيد، لذا فليكن هدفك هو ترك انطباع ايجابي منذ الوهلة الأولى، ويبدأ هذا منذ اللحظة التي تختار بها الزي المناسب لاجراء المقابلة الشخصية، بالطبع معرفتك المسبقة بمن سيقوم بعمل مقابلة شخصية معك، ونوع مقابلة العمل سيساعدك كثيراً في هذه النقطة، وبعد أن تختار الزي المناسب، كن حريصاً أن يكون الزي مهندم ويساعد بظهورك بشكل مميز.
من المفيد أن تقرأ عن : أنواع المقابلات الشخصية
اقض أيضاً بعض الوقت في التدرب على الطريقة التي ستقوم بها بتحية من سيقوم بمقابلة العمل معك، فقم يتحيته بابتسامة هادئة، ومصافحته بمزيج من الحزم والود، وعند الجلوس فلتجلس بطريقة صحيحة غير محني الظهر، وأحرص على ألا تعطي انطباعات سلبية باستخدام اليدين، فـاستخدام لغة الجسد في المقابلة الشخصية له تأثير كبير على سير المقابلة.
6- قم بتجهيز أسئلة لتسألها أنت لمسؤولي التوظيف
من المعتاد حين تقترب مقابلة العمل من نهايتها أن يسألك المدير المسؤول إن كان لديك أي أسئلة بخصوص الوظيفة، وهو أمر إيجابي يجب أن تحضر له.
فإن كان لديك أي تساؤل بخصوص متطلبات الوظيفة المتقدم لها، فلا تتردد بالسؤال، واعلم أنه أمر ايجابي يُظهر مدى جديتك لنيل تلك الوظيفة، ولكن احذر أن تسأل اسئلة شكلية فقط لتسأل، حينها يتحول الأمر من فرصة لتزيد من أسهمك لعقبة تعيق فرصك.
لتساعد نفسك على الوصول لأسئلة مناسبة، تخيل أنك قد حصلت على تلك الوظيفة وعليك الذهاب يومياً لمكان عملك الجديد لسنوات قادمة، فما هي المعلومات التي أنت بحاجة لمعرفتها، واحرص على أن تكون اسئلتك ايجابية كأن تسأل عن مقياس النجاح في منصبك هذا، أو أكبر التحديات التي يواجهها الشخص في هذا المنصب… وهكذا.
ولا تخجل من تدوين الأسئلة والاحتفاظ بها معك في ورقة خارجية، فلا عيب في ذلك.
7- افعل هذه الأشياء لضبط الحالة العقلية لديك قبل المقابلة
إذا شعرت بالتوتر قبل إجراء المقابلة ، فهناك حقائق سيخفف تذكرها من حدة التوتر لديك…
- تذكر أن صاحب العمل يعتقد تقريبًا أنك مؤهل ، أو على الأقل من المحتمل أن تكون مؤهلاً! فهم لن يقوموا بمقابلتك إذا لم يقرروا بالفعل أنك مقبول بدرجةٍ ما لهذه الوظيفة.
- تذكر أنه لا أحد يعطي مقابلة مثالية، فالمرشحين الآخرين لديهم أيضاً أخطائهم ونقاط ضعفهم، لذا فالمثالية ليست هدفاً لك، بل هدفك هو أن تنجح في تقديم مقابلة عمل جيدة تستطيع من خلالها توضيح أفضل ما تستطيع تقديمه لهذه الوظيفة.
- تذكر أيضاً أن من يجري مقابلة العمل معك لا يعرفك، ولديه هو الآخر بعض التوتر الداخلي حتى وإن بدى لك في غاية الثقة، فهو فقط نجح في اخفاء ما بداخله من توتر.
- وإذا كنت تشعر بالتوتر بصورة كبيرة في مقابلات العمل، فلا ضير من تقليل سقف توقعاتك وأنك قد فقدت فرصك بالوظيفة، فبذلك تذيل الكثير من الضغوط من على كاهلك، ولكن أحرص على ألا يتسلل شعور بعدم لاهتمام من جانبك لمن يحاورك.
بالنهاية، ننصحك بأن تحدد جيداً مكان المقابلة، وتخطط لكيفية وصولك إليه سواء بالسيارة أو اختيار وسيلة المواصلات المناسبة، فلا تترك شئ للصدفة، واعط لنفسك الوقت الكافي للوصول آخذاً في الحسبان أنك قد تتعطل بالمواصلات فلا تترك نفسك لتصبح فريسة لضيق الوقت.
كما يجب عليك أن تحمل معك رقم للتواصل مع مسؤولي التوظيف لأي أمر طارئ كأن تضل الطريق أو تتأخر لأي ظرف قهري – بالتوفيق.
المصادر:
- كتاب ” اسأل مدير – Ask a Manager ” للكاتبة ” أليسون جرين – Alisson Green “.
- موقع The Cut.
- موقع The Undercover Recruiter.