ما هو الفرق بين التسويق والترويج والاعلان
ما هو الفرق بين التسويق والترويج والاعلان؟ في كثير من الأحيان، يشعر الكثيرون بالإرتباك بين مفهومي التسويق والترويج، حيث يتبادل الكثيرون استخدامهما دون تمييز، ولكن الحقيقة هي أن لكل منهما هويته ومجال عمله الخاص، وهما يؤديان أدوارًا مختلفة بالرغم من ارتباطهما الوثيق، ولا يمكننا نسيان مكمل ذلك الثلاثي، الإعلان، الذي يختلف تمامًا عن التسويق والترويج.
سنستكشف في هذا المقال عبر موقع كيك كارير الفروقات بين التسويق والترويج بدقة، بالإضافة إلى فهم مفهوم الإعلان، ولكن قبل أن نغوص في هذه المفاهيم وتعريفاتها، دعونا نطرح على أنفسنا سؤالًا مهمًا – لماذا يعتبر علم التسويق ذلك الجزء الأساسي والحيوي في عالم الأعمال؟
أهمية التسويق
تبرز أهمية علم التسويق بشكل كبير، ففي عالم الأعمال، يمكن القول بأن المشروع يفشل قبل أن يشرع في البداية إذا لم يتم التركيز بشكل جاد على استراتيجيات التسويق، في الواقع؛ قد يكون التسويق أحد العوامل الأكثر أهمية مع جودة المنتج بالطبع التي هي النصف الآخر لمعادلة النجاح.
تعكس هذه المقولة الحقيقة، حيث يمكن لجودة المنتج أن تكون 50% فقط من المعادلة، ولكن مع استراتيجية تسويق فعّالة بنسبة 80%، يمكن أن تحقق مبيعات هائلة تفوق التوقعات، حتى في مقارنة مع منافسين يفوقونك في جودة المنتج.
بل وقد تتفوق أحيانًا على المنافسين الذين يفتقدون إلى نفس الجودة في عمليات التسويق، وعلى الرغم من ارتفاع القيمة الفعلية للمنتجات الخاصة بهم.
وبالنظر إلى كل المنتجات الناجحة حول العالم فإن الشركات تنفق على التسويق ميزانية تساوي أو تفوق ميزانية الإنتاج نفسه، منها مثلاً شركة أديداس التي تتعامل مع عدد كبير من نجوم الرياضات المختلفة حول العالم لتسويق المنتجات، وتدفع لهم مبالغ هائلة بغرض التسويق لمنتجاتها، ولكن في المقابل كم الارباح يكون أيضاً كبير جداً.
ما هو الفرق بين التسويق والترويج ؟
ليسا وجهان لعملة واحدة، ولكن فقط بإختلاف الثقافات يتم نطق لفظ التسويق على معنيي الكلمة الأولي و الثانية، وهذا ليس صحيحاً فهناك فارق بين مصطلح الـ Marketing “التسويق” والـ Promotion “الترويج”، وإن كانا ملتبسين عليك، سيزول الإلتباس الآن.
أولاً: ما هو التسويق – Marketing ؟
على حد تعريف الخبراء في علم التسويق، يُعَرَّف هذا الفن على أنه سلسلة من العمليات التي تهدف إلى استكشاف رغبات العملاء المستهدفين للشركة، وفي الوقت نفسه، تسعى لتطوير المنتجات والخدمات لتلبية تلك الرغبات، مع التركيز على تحقيق الربح للمؤسسة في إطار زمني مناسب.
في مفهوم أكثر بساطة، يُعد التسويق كالصورة التي تريد أن يحملها الناس في ذهنهم حيال شركتك أو فكرتك، فهذا العلم يسعى إلى جعل الناس يعرفونك، ويثقون بك، ويحبون الشركة أو الفكرة التي تمثلها.
وعند الحديث عن مصطلح “بحوث التسويق”، يُمكن اختصاره بأنه الخطوة الأولى نحو وضع خطة تسويقية فعّالة، تتضمن هذه العملية جمع وتحليل البيانات المتعلقة بحاجات السوق والمنتجات المستهدفة للتسويق، وتُستخدم أيضًا بحوث التسويق في وضع خطط إنقاذ تسويقية عندما يواجه المنتج عقبات تعترض انتشاره بالشكل المأمول.
ثانياً: ما هو الترويج – Promotion ؟
تُعرَّف عمليات الترويج كعنصر ذو أشكال متعددة يهدف إلى إيجاد تواصل فعّال بين ما تقدمه الشركة وما يستفيد المستهلك منه، فتعتمد هذه العمليات على الإمكانيات المتاحة للأفراد أو المؤسسات، وتتخذ من مجموعة وسائل متنوعة لتحقيق هذا التواصل.
بالإضافة إلى ذلك، يُحدد عمليات الترويج مستوى الاهتمام والتكاليف المخصصة لكل فئة فرعية ضمن عناصرها، وتشمل هذه الفئات الأساسية: الإعلان، والبيع الشخصي، والتسويق المباشر، والدعاية، بالإضافة إلى تنشيط المبيعات.
فتعمل عمليات الترويج على تشكيل صورة إيجابية للعلامة التجارية، مما يُعزز الثقة والولاء من قبل العملاء، ويمكن أن يكون الإعلان عبر وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية واحدًا من أبرز أشكال الترويج، حيث يتيح للشركات التفاعل المباشر مع الجمهور وجذب انتباههم بطرق مبتكرة وجذابة.
في نهاية المطاف، يُظهر فهم دقيق لعمليات الترويج أهمية تحقيق التوازن بين الوسائل المستخدمة، لضمان وصول فعّال إلى الشريحة المستهدفة وتحقيق أقصى استفادة من الجهود التسويقية.
إذن ما هو الفرق بين التسويق والترويج ؟
الترويج يعتبر جزءًا لا يتجزأ من عمليات التسويق الفعّال، إذ يشكل التسويق مزيجًا مُتناسقًا من عدة عناصر رئيسية، مثل صياغة المنتج، وتحديد سعره بشكل مناسب، ووضع خطة بيع فاعلة، إضافةً إلى تصميم استراتيجيات فعّالة للتوزيع والانتشار، وغير ذلك. في هذا السياق، يأتي الترويج كجزء حيوي من هذه العناصر، حيث يساهم بشكل كبير في إكمال خطة التسويق وضمان نجاحها.
لا يمكن فصل الترويج عن التسويق، حيث يعكس كل منهما جانبًا مهمًا من عمليات التسويق الشاملة، فبدون استراتيجيات تسويق فعّالة، يفتقد الترويج إلى معنى أساسي، حيث يكمن جوهره في تعزيز المنتجات أو الخدمات وجذب انتباه الجمهور، ورغم أنه يمكن أن تكون هناك خطط تسويقية تفتقر إلى الترويج، يظهر ذلك غالبًا بأثر سلبي على فعالية الحملة التسويقية، حيث يعمل الترويج على تعزيز الوعي وتفاعل الجمهور بشكل أكبر.
ثالثاً: ما هو الإعلان – Advertisement ؟
كما سبق آن نوهنا عن مفهوم الإعلان، فهو جزء من عملية الترويج أو صورة منها، فهو أحد الأنشطة الإعلامية الفعالة بالعملية التسويقية، وتم تعريف الإعلان من قِبَل جمعية التسويق الأمريكية على أنه “وسيلة تلجأ إليها المؤسسات من أجل تقديم خدمة معينة أو الإعلان عن منتج محدد، ويكون ذلك عن طريق جهات إعلامية معروفة، ويكون له أجر مقابل له”.
ومن التعريف يتضح لنا كيف أن الإعلان هو أحد صور الترويج الفعالة، وينطبق على كافة أنواع الإعلان سواءً المرئي “على التليفزيون أو اللافتات في الشوارع أو الإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي” أو كذلك الإعلانات المكتوبة أو الإعلانات المسموعة “المعروضة بالإذاعة”.
ختاماً، يظهر التسويق كعلم وعالم واسع يتيح فهمًا عميقًا لديناميكيات الأسواق، مما يسهم في تحقيق نجاحات استثنائية سواء في انتشار المنتجات أو الخدمات أو حتى الأفكار، ويشكل هذا العلم أحد الركائز الأساسية للشركات الكبيرة على مستوى العالم، حيث يُمكِنها من البقاء في المقدمة وتحقيق التفوق على المنافسين، ومع ذلك، يجب فهم أن التركيز على جودة المنتج أمر ضروري، حيث يعتبر بناء علاقات مع العملاء ناتجًا عن الثقة في هذه الجودة.
في النهاية، يجب أن تكون التسويق والجودة على وجه السواء جزءًا من استراتيجية شاملة، حيث يعملان جنبًا إلى جنب لضمان تحقيق الأهداف الاستثمارية بنجاح، فبموازاة تحسين جودة المنتجات، يُشدد على أهمية التسويق الفعّال في توجيه الانتباه إلى العلامة التجارية وبناء التفاعل الإيجابي مع الجمهور، مما يسهم في إرساء أساس قوي للنجاح المستمر.