المستشار المهنينصائح مهنية

قبل تغيير مهنتك اجب عن هذه الاسئلة أولاً

قبل تغيير مهنتك اجب عن هذه الاسئلة أولاً ! هناك قطاع عريض من الأشخاص يرغبون في عمل تغيير لـ المسار المهني الخاص بهم، أو كما يعرف في الأوساط العملية باسم عمل كارير شيفت Career Shift ، ونظرًا إلى اعتقاد الكثيرون بأن هناك فرص أكبر للنجاح إذا ما التحقوا بمهنة أخرى في تخصص مختلف، أو ربما يكون هناك حاجة إلى تغيير المهنة من أجل جني الكثير من المال، أو من أجل تخفيف ضغوط العمل المفسدة للحياة التي تفرضها الوظيفة الحالية، والعديد من الأسباب الأخرى التي تدفع العديد من الأفراد إلى السعي إلى تغيير مهنهم.

مثل هذه الخطوة عادةً ما تكون فاصلة في حياة الفرد، فهو قرار يترتب عليه الكثير إما خير وإما ندم، لذا فلابد من أن يطرح الفرد على نفسه بعض الأسئلة قبل أن يقدم على هذه الخطوة؛ لكي تكون خطوة محسوبة جيدًا وأن يقلل أيضًا من فرص الإخفاق بعد تغيير مهنته؛ وفيما يلي عبر موقع Kick Career سوف يتم توضيح أهم هذه الأسئلة بالتفصيل.

قبل تغيير مهنتك اجب عن هذه الاسئلة أولاً

على كل عامل أو موظف أو صاحب عمل حر يفكر جديًا في تغيير مهنته؛ أن يفكر مليًا وأن يجيب عن الأسئلة التالية بصدق؛ قبل الإقدام على هذه الخطوة، وتشمل هذه الأسئلة ما يلي:

ما هي الأسباب التي تدفعني إلى تغيير مهنتي؟

لا بد من تحديد السبب الرئيسي الذي يسعى الفرد إلى تغيير مهنته من أجله بصدق، حيث إنه لا بد أن يكون الفرد على علم جيدًا بالسبب الحقيقي الذي كان دافعًا قويًا له للتفكير في تغيير مهنته؛ سواء كان بهدف زيادة الدخل، أو بسبب الرغبة في امتهان مهنة أخرى شغوف بها، أو فقط أنه لا يحب مهنته أو غيرها من الأسباب.

فيجب على الفرد أن يكون صادقًا في توضيح الأسباب حتى وأن يكون واقعياً في تفكيره تجاهها كونه لن يجد مثلها في وظيفته الجديدة فيكون قد خسر خبرته في المهنة الحالية دون مكسب حقيقي في التخلص من الأسباب التي دفعته لتغيير المهنة، وإن حسم أمره كونها أسباب مقنعة، فليمضي قدماً وإن بدت تلك الاسباب غير مقنعة للآخرين.

ما هي الوظيفة ذات المستقبل الأكثر أمانًا؟

لا بد من عمل مقارنة بين الوظيفة الحالية والوظيفة التي يرغب الفرد في الانتقال إليها، وأن يكون على دراية بالمستقبل الوظيفي لكل مهنة، وما هي المهنة الأكثر أمانًا لمستقبله، والمهنة التي سوف يكون سوق العمل بحاجة إليها أكثر بعد 5 سنوات من الْآن ـ على سبيل المثال ـ والوظيفة ذات الفرصة الأعلى في الاستمرارية أيضًا، وهكذا.

هل مؤهلاتي كافية للنجاح في المهنة الجديدة؟

حب المهنة والشغف بها هو سبب مهم للانتقال للعمل بها ولكنه ليس كافيًا؛ حيث لا بد أن يكون الفرد على دراية بمدى قدرته على النجاح والتميز في هذه المهنة؛ خصوصًا إذا لم يكن لديه خبرات سابقة في العمل بها.

ويرى خبراء الموارد البشرية أن عدم وجود خبرة كافية في الوظيفة التي يرغب الفرد في العمل بها يمكن التغلب عليه من خلال محاولة الاستزادة من العلم والخبرة في هذه المهنة إلى جانب المهنة الحالية – قدر الإمكان – مثل استغلال أيام الإجازة أو وقت قصير من اليوم أو ما إلى ذلك للتزود من خبرات هذه المهنة، وعند الشعور بالإلمام بأهم مهاراتها؛ يكون هنا من السهل والمضمون الانتقال إليها.

ما مدى تقبل البيئة المحيطة لهذا التغيير المهني؟

إن التغيير المهني لا يؤثر على الفرد فحسب، ولكنه بطبيعة الحال سوف ينعكس على أسرته كُلََّها، خصوصًا إذا كان هو عائل هذه الأسرة، لذلك؛ لا بد أن تكون خطوة التغيير المهني هذه مدعومة وتجد الموافقة والترحيب من قبل أفراد الأسرة، نظرًا إلى أن تغيير المهنة سوف يتطلب قدرًا من الصبر والدعم والتشجيع من البيئة المحيطة بالفرد؛ من أجل تحقيق النجاح المطلوب بها.

ما هي المدة المطلوبة للنجاح بالمهنة الجديدة؟

لا بد أن يكون الفرد على علم بأن التغيير المهني سوف يجعله كما لو كان يبدأ أول خُطّوة في مسيرته المهنية من جديد، حيث إن أي إنجازات أو ترقيات قد حققها في وظيفته القديمة – في أغلب الأحيان – لن تكون ذات أهمية في مراحل تدرجه في الوظيفة الجديدة.

لذلك؛ لا بد أن يكن الفرد مستعدًا ومتقبلًا لذلك قبل أن يأخذ قراره النهائي بتغيير المهنة – وعلى سبيل المثال – فإن الطبيب الذي يرغب في الانتقال إلى العمل كمصمم أزياء لن تفيده خبراته أو إنجازاته الطبية في مهنته الجديدة، كذلك الحال بالنسبة للمهندس الذي يسعى إلى ترك وظيفته وامتهان العمل الحر، وهكذا.

ما هي عقبات الوظيفة الجديدة، وهل يمكنني التغلب عليها؟

إن العمل في أي مهنة سواء كان الفرد شغوفًا أو غير شغوفًا بها وسواء كان ذو خبرة كبيرة أو قليلة بها؛ لن تصل به إلى أعلى مراتب التميز والنجاح التي يرنو إليها دون أن يواجه بعض من العقبات والإخفاقات على اختلاف أنواعها، وهنا لا بد أن يكون الفرد على علم بطبيعة العقبات التي ربما يواجهها في مساره المهني الجديد، وما هي الخُطَّة التي قد وضعها للتغلب على هذه العقبات؛ لكي لا تكون حاجزًا كبيرًا يحول بينه وبين تحقيق النجاح في هذه المهنة.

من هم أصحاب الخبرة الذين يمكنني اللجوء إليهم؟

يجب على الفرد أن يقوم ببناء علاقات طيبة مع أصحاب الخبرة في مجال المهنة الجديدة التي يرغب في الالتحاق بها؛ لكي يتمكن من العودة إليهم عند حدوث أي عثرات تواجهه في مسيرته المهنية الجديدة، وأن يتعرف منهم أيضًا على أهم مقومات النجاح في هذه المهنة وأن يحرص على اكتساب تلك المقومات قبل اتخاذ قراره بالتغيير المهني إليها.

ما هي مميزات الوظيفة الجديدة؟

لا يمكن لفرد ذو عقل وحكمة أن يترك وظيفة تمده بعدد كبير من المميزات وينتقل إلى وظيفة لا يوجد أي مميزات بها دون أسباب، لذلك؛ يجب عمل مقارنة بين المهنة الحالية والمهنة الجديدة، ومعرفة أيهم يمده بعدد أكبر من المميزات الحقيقية، وما هي المميزات الموجودة في المهنة الحالية والتي لا يمكنه التنازل عنها، وما هي المميزات التي يمكنه التغلب على عدم وجودها في المهنة الجديدة وهكذا.

وأخيرًا، تجدر الإشارة إلى أن اتخاذ قرار بالتغيير المهني لا بد أن يسبقه قدر جيد من التفكير والتخطيط والمصارحة والصدق مع النفس قبل الآخرين؛ حتى يكون الفرد دارسًا لكل خطوة يخطوها بعناية فائقة، ومن ثم؛ لا يدع أي مجال للشعور بالندم بعد أن يتخذ قراره النهائي بالتغيير المهني، وبعد اتخاذ هذا القرار؛ ينبغي الاطّلاع على السيرة الذاتية لبعض الأفراد الذين قد قاموا بعمل كارير شيفت وحققوا نجاحًا كبيرًا في مهنهم الجديدة، لكي تكون دافع ومشجع للفرد لبذل الوقت والجهد من أجل النجاح في مهنته الجديدة.

ياسمين السيد

كاتبة ومحررة بموقع كيك كارير، أحب القراءة وأعشق البحث العلمي، وأؤمن بأن التدوين وسيلة رائعة لتقديم محتوى مُميز يُثري درجة الوعي والمعرفة في الأوساط العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
);
error: هذا المحتوى محمي !!