شخصيات ملهمة

جيف بيزوس مؤسس أمازون – من فكرة أصبح الأغنى بالعالم

جيف بيزوس مؤسس أمازون ، لا يبدو الأمر مميزاً عندما أعرض عليك فكرة إقامة مشروع لمحل تجاري يبيع الكتب في إحدى شوارع المدينة، وليس أمراً مقنعاً أيضاً أن أعرض عليك فكرة إنشاء موقع إلكتروني لبيع الكتب عبر الإنترنت ونحن في تسعينات القرن الماضي!

الأفكار الجديدة والغريبة كهذه عادةً لا تلقى قبول من أحد، أو على أقل تقدير لا تلقى قبولاً من أصحاب الأموال القادرين على إخراجها للنور، ولكن ما ثبُت هو أن الأفكار المميزة، الجديدة، والغريبة هي وحدها من تستطيع أن تضع الأشخاص والمؤسسات في مكان مميز دون أي منافس وهي من تصنع الثروات ايضاً.

هذا ما يجسده جيف بيزوس المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أمازون في مثال مازال حياً حتى يومنا هذا، بل هو الشخص الأغنى على وجة الأرض طبقاً لتقرير فوربس وذلك منذ عام 2018 وحتى يومنا هذا بعام 2021.

دعونا نأخذكم اليوم في رحلة جديدة عبر Kick Career لسيرة ذاتية لواحد من أهم الشخصيات الملهمة في العالم، الملياردير الأمريكي جيف بيزوس.

من هو جيف بيزوس؟

ولد جيفري بيستن بيزوس، في 12 يناير/ كانون الثاني عام 1964، وهو في الأصل أبن لتيد جورجينسن والسيدة جاكلين جيس، وكانت للعائلة أملاك كثيرة في ولاية تكساس الأمريكية ورثتها عن أجداد أمه.
جاكلين جيس تزوجت بعد فترة من ميغيل بيزوس، أحد المهاجرين الكوبين إلى الولايات المتحدة آن ذاك ليتبنى ميغيل جيف ويحصل الأخير على لقبه بعد ذلك، والذي مازال معروفاً به حتى الآن.

تعليمه

درس جيف في مدرسة ريفر أوكس الابتدائية بمدينة هيوستن بتكساس بعدما انتقلت عائلته إلى هناك عندما كان في الصف الرابع ليعمل والده بالتبني كمهندس في شركة إكسون.
وفي المرحلة الثانوية انتقلت العائلة إلى ولاية فلوريدا ودرس جيف في مدرسة ميامي بالميتو وتخرج بتقديرات عالية، كما حصل وقتها على دورة تدريبية في العلوم بجامعة فلوريدا حصد من خلالها جائزة الفارس الفضي عام 1982.

وتخرج جيف بيزوس من جامعة برنستون بولاية نيو جيرسي الأمريكية التي درس بها منذ العام 1982 وحتى عام 1986، وحصل على درجة البكالريوس مع مرتبة الشرف في الهندسة الكهربية وعلوم الكمبيوتر.

إقرأ: الوجهات الدراسية الأفضل للطلاب العرب

أمازون – Amazon

عمل بيزوس في عدة مناصب عقب تخرجه من الجامعة وكان له شأن جيد في شركة بانكرز ترست، وعلى الرغم من أنه كان أصغر نائب رئيس في تاريخ الشركة إلا أن الأمر كان مملاً بالنسبة له.

فقرر ترك الوظيفة والتوجه إلى شركة الخدمات المالية دي أي شاو الشهيرة بـ وول ستريت في مانهاتن والعمل على فرصة استثمار في شبكة الإنترنت قبل أن يترك الوظيفة ويتوجه إلى معقل التكنولوجيا في أمريكيا حيث بدأ بيل جيتس وستيف جوبر.. وادي السيليكون Silicon Valley.

في عام 1994 بدأت فكرة أمازون، حيث وضع جيف بيزوس فكرة بيع الكتب عبر شبكة الإنترنت، وكان بحاجه إلى مليون دولار لتمويلها في ذلك الوقت.
بالطبع كان من الصعب بل نكاد أن نقول من المستحيل إيجاد مستثمر للفكرة، حيث كان يرى الجميع أن فكرة مثل هذه لن تكون مجدية، ولن تصلح في هذا التوقيت نظراً لعدم قدرة الإنترنت على تغطية هذه النفقات والحصول على أرباحاً منها ايضاً حسب وجهة نظرهم.

لكن وعلى العكس، فكان جيف بيزوس لديه رأي آخر فكان على يقين أن فكرة أول موقع إلكتروني لبيع الكتب عبر الإنترنت ستكون ذات مستقبل عظيم، ولكن ما لم يكن يدركه حينها أن هذه الفكرة ستكون سبباً رئيسياً في فتح أبواب التجارة الإلكترونية على مصراعيها، وسيكون بيزوس في ذلك الوقت أحد أغنى رجال الأعمال في العالم.

الأمر لم يكن مفاجئاً، ولم يجد جيف المستثمرين المؤمنين بالفكرة فقرر أن يضخ ما كان يملكه من أموال حصل عليه من والده من أجل بناء أجزاء من المشروع وكانت التكلفة حينها 100 ألف دولار فقط، وكان يوظف بها مبرمجين من أجل العمل على تصميم الموقع وإنهاء بعض التفاصيل الأخرى المطلوبة منهم.

وفي الوقت ذاته بدأ بيزوس في العمل على إقناع مستثمرين بضخ 50 ألف دولار في موقع أمازون، حيث التقى بما يصل إلى 60 مستثمراً بهدف دعم المشروع، وكان هذا بمساعدة معارفه في شارع المال والسوق الأمريكي الأول “وول ستريت”.

وعلى الرغم من التأكيدات التي سمعها بيزوس من بعض المستثمرين بعدم جدوى الفكرة فإنه كان يُراهن على نمو شبكة الإنترنت الرهيب آنذاك، حيث استند إلى بحث أجراه الباحث جون كوارترمان، والذي أفاد بنمو الشبكة بمقدار 2300% سنوياً.

وفي 5 يوليو من العام ذاته أصبحت مكتبة الكتب الإلكترونية جاهزة، وعلى الرغم من استمرار التوقعات بعدم النجاح استطاعت أمازون منافسة المتاجر التقليدية، وحققت نجاحات تجاوزت بها المنافسين، ليتم الإعلان عن إطلاق الموقع بشكل رسمي للعامة في 1997.

النجاحات التي وصلت لها الشركة بعد سنة واحدة فقط من تأسيسها جعل المستثمرين يصطفون خارج مكتب جيف بيزوس من أجل عرض مساهماتهم والاستثمار معه في فكرة الموقع.
وكانت أمازون من أوائل المواقع التي وفرت للمستخدمين تسجيل وحفظ بيانتهم من مرة واحدة، وطورت نظاماً لعرض المنتجات المقترحة بناءً على عمليات الشراء السابقة، وكانت هذه الفكرة واحدة من أسباب نجاحها.

ولم تتوقف أفكار بيزوس بل أستمرت في التوسع، ولم تعد أمازون مجرد متجر لبيع الكتب فأصبح متجر إلكتروني شامل، ففي 1998 طرحت أمازون بيع الـCD والفيديوهات، وفي عام 2002 بدأت في بيع الملابس.

وبعدها بعام أطلقت محرك A9 الخاص بالبحث عن المواقع الإلكترونية التي تعمل في مجال التجارة الإلكترونية، وأطلقت متجر خاص للمنتجات الرياضية ضم أكثر من ثلاثة آلاف ماركة عالمية.

وفي عام 2007 طرحت أمازون جهاز Kindle لتحميل الكتب وقراءتها، ووقعت اتفاقية كبيرة مع وكالة الوايلي The Wylie Agency حصلت فيها على الحقوق الرقمية لأعمال المؤلفين هناك، مما أثار غضبهم وقتها بسبب عدم إخبارهم بهذا الأمر، إلا أنها نجحت في زيادة نسبة المبيعات والقراءة مما دفعهم بعدها لتغير رأيهم وكانت هذه الاتفاقية في عام 2010.

إنجازات شخصية

حصل بيزوس على الدكتوراه الفخرية بالعلوم والتكنولوجيا من جامعة كارنيجي ميلون في 2008، كما حصد جائزة الإبداع على اختراع Kindle وأخَتير بأفضل قادة أمريكا من U.S News & World Report. وحصد لقب “رجل أعمال العام” في 2011 من جانب مجلة Fortune.

ثروة جيف بيزوس

تدرجت قيمة ثروة جيف بيزوس منذ عام 1999 وحتى العام قبل الماضي 2017، حيث وصل إلى قمة الهرم كأغنى رجل في العالم في هذا العام محققاً أرباح وصلت إلى أكثر من 100 مليار دولار بعد ارتفاع سعر أسهم أمازون بمقدار 2.5%، أما الآن بتاريخ يونيو 2021 فقد تعدت ثروته الـ 200 مليار دولار، وذلك بالرغم من حادثة طلاقة الشهيرة عام 2019 من زوجته السابقة ماكينزي بيزوس (الآن: ماكينزي سكوت) والتي قد دفع لها تسوية طلاق تاريخية بلغت 38 مليار دولار لتصبح هي رابع أغنى نساء العالم.

ولا يلقى بيزوس منافسة على عرش أغنى رجال العالم سوى من المستثمر الفرنسي برنار أرنو الذي تبلغ ثروته 194.1 مليار دولار، و الداهية إيلون ماسك (تراجعت ثروته لـ 155.5 مليار دولار) الذان إنتزعا الصدارة تباعاً أثنا عام 2021 ولكن استطاع جيف بيزوس استرجاع الصدارة لنفسه مرة أخرى بنفس العام.

وكانت في 1999 ثروة بيزوس 10.1 مليار دولار وكان ترتيبه رقم 19 من ضمن قائمة الأغنى في العالم، وفي عام 2000 قلت ثروته لتكون 6 مليار وعام 2001 كانت أقل فوصلت 2 مليار وأستمر الهبوط في عام 2002 لتكون 1.5 وفي عام 2003 عاد للارتفاع بشكل طفيف فوصلت إلى 2.5 مليار، وفي العام الذي يليه كانت 5.1 مليار وبعدها 4.8 مليار و4.3 مليار وفي 2006 كانت 3.6 مليار.

إستمرار نجاحات أمازون

مازالت أمازون تُطلق يومياً العديد والعديد من الأفكار الجديدة وهو ما يساهم في ارتفاع سعر السهم وبالتالي زيادة الأرباح، فهي تُطلق خدمات مبتكرة تسهل على الأشخاص حياتهم وتوفر لهم خدمات إلكترونية وغير إلكترونية.

كما انها ابتكرت وتبتكر منتجات من بينها الـ (kindle) والمساعد الذكي إليكسا وأمازون تي في بوكس.. الخ، كما تعمل في نفس الوقت على تطوير طائراتها بدون طيار Amazon Prime Air Delivery لتوصيل الطلبات بشكل أسرع إلى الزبائن وبأوزان أكثر.

وأطلقت خدمة أمازون لتنظيف المنازل وسوبر ماركت يسمح للمشترين بأخذ البضائع التي يحتاجونها ويخرجون بها مباشرةً دون الوقوف في طوابير دفع وغيره.

ختاماً…”إذا لم تكن مستعداً لتحمل الانتقادات، فلا تقم بأي عمل جديد” هكذا قال جيف، فكم تحمل بيزوس للكثير من الإنتقادات والتشكيكات في مدى قوة فكرته، وقدرتها على تحقيق آماله وطموحاته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
);
error: هذا المحتوى محمي !!