المستشار المهني

هل الاستقرار الوظيفي يقتل المسيرة المهنية؟ بحث

هل الاستقرار الوظيفي يقتل المسيرة المهنية؟ الاستقرار في جوانب الحياة المختلفة هو أكثر ما يطمح إليه الغالبية العظمى من الأشخاص حول العالم، وعلى الرغم من الفوائد الكبيرة لتحقيق الشعور بالاستقرار؛ إلا أنه قد يكون سلاح ذو حدين خصوصًا في حالة الاستقرار في الوظيفة لأنه قد يقتل الطموح والرغبة في الوصول إلى مستويات مهنية أفضل، ولذلك نقدم لكم عبر موقع KickCareer هذا المقال لنُوضح لكل شخص مزايا وسلبيات الاستقرار الوظيفي.

الاستقرار الوظيفي

يمكننا تعريف الاستقرار الوظيفي على أنه إحساس الموظف بالرضا والأمان في الوظيفة التي يشغلها، مما يدفعه إلى إتخاذ قرار بالبقاء والاستمرار في تلك الوظيفة وفي نفس مؤسسة العمل، وفي كثير من الأحيان يكون الاستقرار في أي وظيفة ناتجًا عن عوامل مثل المميزات والتسهيلات ونوعية عقود العمل التي تُقدمها تلك المؤسسة من أجل الحفاظ على موظفيها خصوصًا الموظفين الناجحين الأكفاء ذو التأثير الإيجابي في تقدم المؤسسة؛ وبالتالي يكون قرار الاستمرار في العمل نابعًا من الموظف برغبته وإرادته.

أسباب وعوامل الاستقرار الوظيفي

ومن أهم عوامل الاستقرار الوظيفي في أي مؤسسة عمل، ما يلي:

  • قيام المؤسسة بتقديم التعويض المادي الدائم إلى موظفيها مقابل ما يقدمونه من عمل؛ سواء في صورة رواتب مرتفعة أو مكافآت أو حوافز أو غيرها، وخصوصًا إذا كان التعويض المادي داخل المؤسسة يفوق المعدل المتعارف عليه لنفس الوظيفة في باقي الشركات ومؤسسات العمل الأخرى.
  • حرص المؤسسة على توفير العديد من الامتيازات الإضافية للموظفين لديها مثل: توفير التأمين الصحي للموظف ولأسرته، وتوفير برامج تدريبية متميزة، وتوفير فرص حضور المؤتمرات والندوات العالمية بشكل مجاني، وتوفير بعض العوامل الترفيهية أيضًا مثل الرحلات السياحية وتذاكر السفر السنوية واشتراكات النوادي المختلفة وغيرها.
  • الحفاظ على حق الموظف في الحصول على الأجازت المختلفة على مدار العام ليكون هناك توازن بين وقت العمل ووقت الراحة، وبالتالي يكون الموظف قادرًا على أن يوازن بين عمله وحياته الخاصة، ويُعد ذلك أحد أهم عوامل جذب الموظف إلى الاستقرار والاستمرار في عمله.

ومن ناحية أخرى؛ هناك بعض الأسباب على مستوى الأفراد التي تجعل الموظف ذو رغبة أكيدة في الوصول إلى الاستقرار الوظيفي، مثل:

  • الاستقرار الوظيفي يضمن للشخص وجود دخل ثابت يتمكن من خلاله من توفير متطلبات الحياة المختلفة.
  • يُساعد الاستقرار الوظيفي في تحقيق الاستقرار النفسي بدًلا من أن يكون الموظف في حالة بحث دائمة عن عمل طوال الوقت، وبالتالي يفقد جزء كبير من تركيزه في أداء العمل.
  • كما أنه يضمن للموظف مستوى ووضع اجتماعي ثابت طوال الوقت ويُساعده على اكتساب الخبرة وأن يصبح اكثر تركيزًا واجتهادًا في أداء عمله.

هل الاستقرار يقتل المسيرة المهنية ؟

على الرغم من المزايا الهامة والمتعددة التي يوفرها الاستقرار الوظيفي؛ إلا أنه قد يترك بعض الآثار السلبية سواء على الفرد أو المؤسسة، على النحو التالي:

  • يؤدي الاستقرار الوظيفي إلى تكاسل الموظف عن تطوير ذاته واكتساب المهارات الجديدة في مجال عمله.
  • كما أنه يؤدي إلى تحطيم الطموح وضياع الأحلام في الوصول إلى مستويات وظيفية مُتقدمة؛ حيث أن العمل الثابت الدائم والروتين الواحد يجعل الإنسان معتاد على نمط حياة واحد ومتناسيًا أي طموح آخر كان يسعى إليه مُسبقًا.
  • الاستقرار في وظيفة ما أو شركة أو مؤسسة عمل ما قد يؤدي إلى أن يكون مستوى دخل الموظف ثابت طوال الوقت ولسنوات عديدة؛ وفي حالة الحصول على زيادة أو مكافأة مالية فإنها تكون طفيفة جدًا ولا تُضاهي الحصول على فرصة وظيفية أعلى.
  • ونظرًا إلى التراجع الاقتصادي الذي تشهده الكثير من الدول العربية؛ فإن الدخل الثابت الذي لا يشهد أي زيادة مقابل ارتفاع الأسعار هنا سوف يجعل صاحبه غير قادر على توفير متطلباته الحياتية الأساسية في الكثير من الأوقات.
  • دائمًا ما يؤدي الاستقرار الوظيفي إلى رغبة الموظف في البقاء طوال الوقت في منطقة الأمان والراحة Comfort zone وبالتالي فهو يرفض تجربة أي فكرة أو خطة جديدة.

متى تسعى إلى الاستقرار الوظيفي؟ ومتى تسعى إلى التغيير

بعد أن عرضنا أهم إيجابيات وسلبيات الاستقرار الوظيفي؛ دعونا نُوضح لكم الوقت الصحيح الذي يمكن السعي إلى طلب الاستقرار الوظيفي به، كما يلي:

في بداية الحياة العملية يجب أن لا يُفكر الموظف في الاستقرار الوظيفي مُطلقًا؛ لأن ذلك سوف يعود بتأثيرات سلبية كبيرة عليه، ويؤدي إلى مرور عدة سنوات دون اكتساب خبرات جديدة أو تطوير المهارات الوظيفية، وبالتالي ضياع الكثير من فرص العمل الأفضل.

عند اكتساب قدر مناسب من الخبرة والمهارة في مجال العمل فقلا تتسرع باللجوء إلى الاستقرار الوظيفي في أي مؤسسة عمل؛ إلا إذا كانت هذه الشركة توفر العديد من الدورات التدريبية والأنشطة التي من شأنها أن تُساعد الموظف على اكتساب قدر أعلى من الخبرة والمهارة وتتيح له أيضًا فرص الترقية إلى مناصب أعلى.

وأخيرًا؛ فإن الوقت الصحيح لاتخاذ قرار الاستقرار الوظيفي دون قلق؛ يكون بعد أن يصل الموظف إلى منصب وظيفي مرموق، وأن يكون طريقه للصعود أكثر واضح، وحينها يكون قد تمكن بالفعل من أن يُحقق الطموح والأحلام الوظيفية التي يُسعى إليها منذ البداية.

ياسمين السيد

كاتبة ومحررة بموقع كيك كارير، أحب القراءة وأعشق البحث العلمي، وأؤمن بأن التدوين وسيلة رائعة لتقديم محتوى مُميز يُثري درجة الوعي والمعرفة في الأوساط العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
);
error: هذا المحتوى محمي !!