الربح أون لاينمصطلحات تقنية

ما هي الـ NFT أو NFTs ؟ كيف تربح منها؟

ما هي الـ NFT أو NFTs ؟ كيف تربح منها؟ إن الـ NFT أو الرموز غير القابلة للاستبدال أصبحت في الوقت الحالي محور الاهتمام وحديث الساعة في مجتمع الإنترنت، بعدما كثر الحديث عنها في الكثير من وسائل الإعلام وتبنتها أيضًا الكثير من المؤسسات والأندية والمشاهير، ولكن هل الـ NFT عملة رقمية حقًا مثل البيتكوين أم إنها تقنية حديثة مختلفة؛ هذا ما سوف يتم التطرق إليه عبر موقع KickCareer بالتفصيل.

ما هي تقنية NFT؟

إن رموز NFT هي اختصار لعبارة Non Fungible Token، وعلى الرغم من أنه لا يُوجد تَرْجَمَة دقيقة لتلك العبارة في اللغة العربية؛ إلا أن البعض قد ترجمها بشكل يُشير نوعًا ما إلى معناها وهو (الرموز المشفرة غير القابلة للاستخدام)، حيث إن تقنية الـ NFT تُشير إلى أن الصورة تكون محمية بهذه التقنية بشكل يجعلها أصل مملوك لشخص واحد غير قابلة للاستبدال أو التغيير، وهو ما يعجلها حقًا تقنية فريدة من نوعها.

ومن أجل توضيح معنى تقنية ومدى أهمية تشفير الصور والملفات “NFT” بشكل أكبر؛ يكفينا القول بأن إحدى اللوحات الفنية الخاصة بالفنان مايكل جوزيف وينكلمان التي تحمل اسم EVERYDAYS: THE FIRST 5000 DAYS قد تم تحويلها إلى NFT وبيعها بمبلغ ضخم بلغ حوالي 69 مليون دولار! وهذا شأن العديد من الصور والملفات الرقمية التي يتم تشفيرها بالاعتماد على تقنية NFT حيث إنه لا تتطلب الاحتفاظ بحقوق ملكية، ولكن يبقى الأصل الخاص بهذه الصور مملوك لدى شخص واحد فقط ولا يُمكن لأي شخص آخر امتلاك الأصل أو استبداله، وهذا سر أهمية تقنية الـ NFT التي تُعد طفرة جديدة في عالم الإنترنت والفن الرقمي خصوصًا.

ولم يقتصر الأمر على الصور فقط، فأي نشاط رقمي يمكن تحويله لـ NTF، المهم هي القيمة من وراء هذا النشاط، فنجد جاك دورسي مؤسس تويتر قد نجح في بيع أول تغريدة له على موقع تويتر بـ 3 مليون دولار!!

من جهة أخرى؛ يُذكر أن ملفات NFTs تعتبر جزءًا من نظام تقنية سلسلة الكتل “البلوك تشين” بتقنية مشتقة من البلوكتشين الخاص بعملة الإيثريوم وهذا النظام هو عبارة عن عمل مشفرة تشبه إلى حدٍ كبير العملات الرقمية الشهيرة مثل البيتكوين ودوجكوين والريبل وغيرهم.

لماذا تباع الرموز غير القابلة للاستبدال NFT بالملايين

بعض الأشخاص المهتمين بالفنون يكونوا مولعين باقتناء اللوحات والصور الفريدة من نوعها، ولذلك؛ فإن الكثيرين منهم يؤيد فكرة امتلاكها بشكل رقمي عبر الـ NFT، حيث إن الفرد هنا سوف يمتلك اللوحة بعدما يقوم بشرائها بمبلغ ضخم ليصبح الأصل منها ملكًا له وحده بشكل رقمي فقط من خلال نظام البلوك تشين.

وعلى الرغم أن الآخرين يمكنهم نسخها واستخدامها، إلا أنه سيظل الشخص الوحيد الذي يملكها بعقد من صانعها الأصلي، وإن باعها لآخرين ستظل تلك النسخة محتفظة بقيمتها من تسلسلها من المالك الأصلي مهما تم نسخ صور طبق الأصل منها.

لذا؛ فإن ما يُعطي ملفات وصور الـ NFT قيمتها المالية هو تسلسل الملكية من صانعها حتى الشخص المالك لها، ويوجد عدد كبير من الأفراد المهووسين بالفن وامتلاك الملفات الرقمية الفريدة من نوعها الذين يدافعون عن هذه الفكرة الجديدة في عالم الإنترنت؛ حيث إنهم يرون أن امتلاك صور وملفات خاصة ونادرة هو أمر له قيمته الفنية وقيمة هذه الأشياء تكمن في امتلاكها والتباهي بها.

ولتفهم هذا الأمر أكثر؛ نضرب مثالاً بالصحف العالمية مثل واشنطن بوست وغيرها التي بدأت في بيع NFTs لأخبار شهيرة من ذاكرة التاريخ لأحداث هامة كالحرب على العراق أو حادثة تشيرنوبل وغير ذلك من الأحداث الهامة، فإذا قمت بشراء NFT من واشنطون بوست وقمت أنا بشرائها منك أصبحت أنا المالك الرسمي لها رقمياً، لذا ستظل قيمتها كبيرة وقابلة للزيادة حسب اهتمام الآخرين في حين أن أي نسخ أخرى منها من مصدر غير واشنطون بوست ستظل بقيم زهيدة إذا ما قارناها بالنسخة الأصلية حالها كحال لوحة الموناليزا إذا ما قارناها بملايين النسخ منها ستظل تلك اللوحة في متحف اللوفر محتفظة بقيمتها وتميزها.

في حين أن البعض الآخر يرى أنه أمر غير منطقي بأن يتم إنفاق آلاف الدولارات في شراء لقطة للاعب كرة سلة من مباراة مهمة أو أول تغريدة على موقع تواصل اجتماعي لشخصية شهيرة أو غيرها؛ ولا تتمثل عدم المنطقية هنا في عدم أهمية امتلاك تلك الأشياء؛ نظرًا إلى أن الاهتمامات تختلف من فرد لآخر، ولكن تكمن عدم منطقية الأمر في أن أي شخص سوف يكون قادر على استخدام تلك الصور في أي وقت، كما أن الفرد لا يحصل على حقوق ملكية كاملة لها، وإذا قام باستخدام صورة NFT تم شرائها بآلاف الدولارات في مقطع فيديو ـ على سبيل المثال ـ على موقع يوتيوب فربما يتم اعتبار ذلك انتهاك لحقوق الملكية!

وبالتالي؛ فإن ماهية الـ NFT هنا تتلخص في إنها عبارة عن رموز غير قابلة للاستخدام وأصول افتراضية يملكها الشخص فقط على نظام البلوك تشين؛ حيث يحصل هنا على شفرة؛ عند إدخالها إلى قاعدة البيانات في البلوك تشين؛ سوف يتم التأكد من أن هذا الشخص هو المالك الأصلي لها، وبالطبع فإن امتلاك أصول واقعية يختلف كثيرًا عن امتلاك أصول افتراضية، حيث أن أصول الـ NFT لا تُعطي صاحبها الحق في الحصول على حقوق الملكية أو حق الانتفاع الخاص بها على الرغم من إنفاق أموال طائلة في شرائها !!

أسباب اعتماد الـ NFT على البلوك تشين

إن الحصول على شفرة امتلاك أحد الصور أو الملفات الرقمية بشكل غير قابل للاستبدال يتطلب بالطبع وجود نظام تشفير قوي غير عكسي؛ لكي لا يتمكن أي شخص من اختراق تلك الشفرة، ويُعد نظام البلوك تشين هو المناسب بشكل كبير لحفظ الشفرات الخاصة بملفات الـ NFT.

حيث إن عمليات التشفير تكون ذات اتجاهين ويمكن عكسها كما هو الحال في التشفير بنظام End to End Encryption، حيث يتم فك الشفرة عندما تصل إلى الطرف الثاني كما هو الحال في رسائل بعد تطبيقات الجوال مثل الواتساب.

ولكن في نظام البلوك تشين؛ فإن الأمر مختلف؛ حيث يعتمد النظام على خوارزميات التجزئة Hashing وهي عبارة عن رموز غير قابلة للاستبدال وغير عكسية، وبذلك؛ فهي تكون آمنة لحماية الممتلكات الرقمية كما هو الحال في حماية البيانات الخاصة بأصحاب الملفات الرقمية NFT، وبالتالي، لن يتمكن أي شخص من تغيير اسم المالك الأصلي لأي من الملفات الرقمية التي تأتي على هيئة NFT.

حجم سوق تقنية NFT

لقد أحدثت تقنية NFT ضجة كبيرة للغاية في عالم الإنترنت نظرًا إلى ارتفاع أسعار شراء الملفات والصور والملفات الرقمية عمومًا المعتمدة على نظام الرموز غير القابلة للاستبدال، حيث قد شهد عام 2021م نمو غير مسبوق في حجم سوق الـ NFT بالقدر الذي قد وصل تقريبًا إلى 2 مليار دولار، وفي الفترة ما بين شهريّ أكتوبر وديسمبر المنصرمين؛ تم بيع ملفات NFT بقيمة وصلت إلى نحو 93 مليون دولار.

وكما ذكرنا، فقد أشار خبراء التقنية إلى أن تقنية الـ NFT ليست مقصورة على اللوحات الفنية فقط؛ بل يُمكن لأي شخص شراء مقاطع صوتية أو أفلام تسجيلية أو مقاطع فيديو أو أي أعمال فنية أو ملفات رقمية أو نصية بمرونة وحُرية تامة، نظرًا إلى أن تقنية الـ NFT مرنة وتتيح إمكانية تشفير أي مِلَفّ رقمي وتحويله إلى نظام الـ NFT.

ومن المثير للعجب أن الكثير من الأشخاص أصبحوا يستثمرون أموالهم في شراء تلك الأصول الافتراضية، كما لو كان الفرد يقوم بشراء عَقَار أو مجوهرات ذهبية أو غيرها من الأصول التي تزداد قيمتها مع الوقت، حيث يرى بعض الأفراد المقتنعين تمام الاقتناع بنظام الـ NFT أن اقتناء أصول افتراضية لملفات رقمية خصوصًا المهمة والنادرة منها؛ تُعد ثروة كبيرة قد تُدر على صاحبها مبالغ لا مثيل لها عند بيعها مستقبلًا.

كيف تربح من الـ NFT ?

من المؤكد أن الكثير من الأشخاص يرغبون في معرفة كيفية اقتحام عالم الـ NFT من أجل الربح منه، وفي حقيقة الأمر إن الربح من هذه التقنية الحديثة يتطلب امتلاك بعض الملفات الرقمية أو اللوحات والأعمال الفنية تمهيدًا لتحويلها إلى ملفات بنظام الـ NFT ثم عرضها للبيع على أي من المنصات التي تدعم بيع الـ NFT، وتأتي خطوات الربح من هذه التقنية على النحو التالي:

  • فتح محفظة تدعم (الإيثريوم) مثل محفظة Coinbase بهدف استخدامها في سداد تكاليف إنشاء الـ NFT واستقبال الأموال عليها لاحقًا.
  • شراء بعض الإيثريوم من أجل الاعتماد عليها في دفع المصروفات الخاصة بعرض الملفات غير القابلة للاستبدال.
  • الربط بين محفظة الإيثريوم وبين واحدة من المنصات التي تدعم بيع الرموز غير القابلة للاستخدام ومن أشهرها، كل من: منصة Zora ، منصة Rarible، منصة nifty gateway، منصة SuperRare ، منصة Opensea وغيرهم.
  • أخيرًا؛ يجب البَدْء في صناعة رمز للملف المُراد تحويله إلى NFT وعرضه على المنصة لبيعه، ويجب تحديد مبلغ بَدْء مناقصة البيع، مع ضرورة الانتباه إلى أن عملية تحويل المِلَفّ إلى NFT تتطلب دفع رسوم تتراوح بين 70 إلى 160 دولار تقريبًا وهي تختلف من منصة إلى أخرى.
  • ولا بٌد من الانتباه أيضًا إلى قيمة عمولة المنصة في حالة بيع مِلَفّ NFT والرسوم الخاصة بسحب الأموال وغيرها من المصروفات قبل اتخاذ قرار بتحويل أي مِلَفّ إلى NFT؛ حيث إن تلك المصروفات قد تفوق في بعض الأحيان سعر بيع أحد ملفات الـ NFT.

ختامًا يُذكر أنه على الرغم من الطفرة الضخمة التي أحدثتها تقنية الـ NFT في عالم التكنولوجيا والإنترنت؛ إلا أن البعض يرى أن هوس ارتفاع أسعار ملفات NFT يُشير إلى أنها ربما تكون مجرد ضجة مؤقتة سوف تنتهي وسوف تعود أسعار تلك الرموز غير القابلة للاستبدال إلى قيمتها الحقيقة لاحقًا؛ في حين يرى البعض الآخر أنها حقًا طفرة تكنولوجية مهمة تستحق التجربة والاستمرار مثلها مثل العملات الرقمية في بدايتها حينما كانت قيمة البتكوين بسنتات قليلة ونجده الآن قد اصبحت قيمته عشرت الآلاف من الدولارات.

ياسمين السيد

كاتبة ومحررة بموقع كيك كارير، أحب القراءة وأعشق البحث العلمي، وأؤمن بأن التدوين وسيلة رائعة لتقديم محتوى مُميز يُثري درجة الوعي والمعرفة في الأوساط العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
);
error: هذا المحتوى محمي !!