ادارة و اعمالمؤسسات ناجحة

دروس مستفادة من انهيار شركة كوداك Kodak

دروس مستفادة من انهيار شركة كوداك Kodak التي قد كانت نجمة ساطعة في عالم إنتاج الكاميرات وأدوات ومعدات التصوير الضوئي، ولكنها ما لبثت أن تراجعت واندثرت، حيث لم تتمكن من الصمود أمام المنافسة الشرسة التي واجهتها، فما هي قصة هذه الشركة؟ وكيف نجحت؟ وكيف انهارت أيضًا؟ هذا هو محور حديث الفقرات التالية عبر موقع KickCareer بالتفصيل.

قصة نجاح وانهيار شركة كوداك

لقد تأسست شركة كوداك Kodak التي كانت متخصصة في إنتاج مُعِدَّات وأدوات التصوير بمختلف أنواعه منذ عام 1892م بواسطة رجل الأعمال الأمريكي جورج إيستمان، ولقد كانت شركة متعددة الجنسيات وكان مقرها الرئيسي في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية.

ولقد تمكنت هذه الشركة من أن تكون الأولى وصاحبة الريادة في مجالها خلال القرن الماضي، وكانت مسيطرة على السوق بشكل ملحوظ؛ حيث قد وصلت حصتها إلى ما يقرب من التسعين بالمائة بالسوق الأمريكي.

ولقد ظلت كوداك متفوقة وناجحة حتى جاءت الثورة التكنولوجية الحديثة وتحديدًا منذ أواخر التسعينيات، حينما ظهرت الكاميرات الرقمية والهواتف المزودة بالكاميرات الرقمية أيضًَا؛ حيث أدى ذلك إلى تراجع نسبة مبيعات الشركة بشكل كبير جدًا، ومن هنا بدأت أولى محطات الانهيار.

ثم تلا ذلك أن خرجت الشركة من تصنيف أفضل 30 شركة أمريكية منذ عام 2004م، كما إنها لم تحصد أي مبيعات أو تحقق أي أرباح منذ عام 2007م، بل إن سعر سهم الشركة قد وصل إلى أقل من دولار في بورصة أمريكا، ورغم محاولات الشركة للإصلاح إلا أن تلك المحاولات قد باءت بالفشل واستمر الوضع كما هو.

أسباب انهيار شركة كوداك

يمكن تلخيص أهم أسباب فشل وانهيار شركة كوداك وهبوطها من القمة إلى القاع، في النِّقَاط التالية:

  • عدم وجود توازن بين الحفاظ على الطابع الخاص لمنتجات الشركة وبين النظرة الابتكارية والتطويرية لتلك المنتجات.
  • الاعتماد على التغيير البطيء جدًا الأمر الذي جعل منافسين الشركة قادرين على تخطيها والتفوق عليها بسهولة بمنتجات مبتكرة ومتوافقة مع متطلبات العصر.
  • اتباع استراتيجيات إصلاح تقليدية وعدم ضخ خبرات جديدة إلى الشركة.
  • عدم بناء جبهة بنّاءة مع المنافسين، وبالتالي؛ كانت منتجات كوداك أقل كثيرًا في المميزات بالمقارنة مع المنافسين.
  • التقاعس عن تطوير مهارات فرق العمل بالشركة وعن تطوير وسائل الإنتاج بها أيضًا، خوفًا من خسارة جزء كبير من رأس المال بدون جدوى؛ على الرغم من وجود دراسات جدوى مسبقة قادرة على التنبؤ بنتائج تطبيق تلك الاستراتيجيات بنسبة كبيرة.

دروس مستفادة من انهيار شركة كوداك Kodak

لقد كان سقوط شركة كوداك وانهيارها بهذا الشكل حديث الساعة لا سيما خلال العقد الأول من القرن الحالي، ولقد أعرب بعض من رواد الأعمال وأصحاب الخبرات عن مجموعة من أهم الدروس المستفادة من تلك السقطة المدوية لشركة كوداك، ومن أهمها ما يلي:

  • لا بد من الحرص على دعم الاستراتيجيات الابتكارية طوال الوقت.
  • مراقبة المنافسين عن كثب خصوصًا المنافسين الجدد، ومعرفة كل ما يقدمونه من مميزات جديدة في منتجاهم.
  • الحرص على تطوير مهارات فرق العمل بمختلف تخصصاتها.
  • وضع خطط عمل سواء خمسية أو عشرية، مع وضع خطط أخرى بديلة أيضًا، ليكون هناك سبيل للخروج من أي أزمة طارئة.
  • يرى بعض رواد الأعمال أنه يتعين على الشركات الكبيرة شراء الشركات الصغيرة الناشئة؛ لكي تظل قادرة على السيطرة على السوق طوال الوقت بدون وجود منافس حقيقي لها.
  • من المهم أن يكون هناك قسم خاص داخل كل شركة تكون مهمته الأساسية هي متابعة أي تطورات تكنولوجية جديدة في مجال عملها.
  • لا بد من التيقن من أن التغيير السريع هو سمة العصر، وبالتالي؛ فمن لم يهتم بذلك الجانب؛ سوف يندثر بسرعة لا يتخيلها وبدون هوادة كما قد حدث مع شركة كوداك.

ياسمين السيد

كاتبة ومحررة بموقع كيك كارير، أحب القراءة وأعشق البحث العلمي، وأؤمن بأن التدوين وسيلة رائعة لتقديم محتوى مُميز يُثري درجة الوعي والمعرفة في الأوساط العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
);
error: هذا المحتوى محمي !!