هل تكره عملك الحالي؟ إليك هذا الحل العملي
هل تكره عملك الحالي؟ إن كان هذا هو حالك، فلست وحدك بهذا الأمر، بل أن “كره العمل” هو وضع شائع جدا بين الكثير من العاملين بالمجالات المختلفة، فبصورة شبه يومية ستجد نفسك تقابل شخص أو اثنين يتذمرون من مهام عملهم، أو يشعرون بأن أعمالهم تجعل حيواتهم بائسة!
ولكن هناك حقيقة ثابتة حول هذا الأمر، وهي أن ترك العمل ببساطة لكونك تكرهه هي رفاهية لا يتمتع بها الغالبية العظمى من العاملين، لذا فالصحيح والواقعي أن نبحث عن سبل نسلكها حين نشعر بالضيق الشديد من العمل ولكننا مضطرين للاستمرار به، وبهذا المقال عبر Kick Career نقدم لكم حل عملي يمكنكم من الاستمرار بوظيفة تكرهونها ومضطرين للاستمرار بها مع اقل الخسائر الممكنة.
الحل العملي إن كنت تكره عملك الحالي
ماذا يمكنك أن تفعل إن كنت تكره عملك الحالي؟ مثلاً إن كنت تكره مديرك بالعمل، أو بيئة العمل، أو زملائك بالعمل، أو حتى طبيعة العمل نفسه، فأول نصيحة يجب عليك اتباعها هي ألا تتحدث بهذا الأمر على المشاع لتخبر زملائك أنك لا تطيق العمل، ففي غالب الأمر سيؤدي هذا الفعل إلى الحصول على نتيجة عكسية إلى حدٍ كبير، ولكن في ضوء البحث عن حل عملي فعلي لتلك المشكلة؛ فلقد تمكن الخبراء من إسداء بعض النصائح العملية التي ربما تُساعد على التخلص من هذا الشعور المزعج بنسبة جيدة، مثل:
اعلم أنك لست وحدك
من بين مليارات الموظفين والعاملين في مختلف القطاعات العامة والخاصة على مستوى العالم يُوجد الآلاف ممكن يكرهون وظائفهم، لذلك؛ فاعلم أنك لست الشخص الوحيد الذي يُعاني من هذه المشكلة؛ واعلم أيضًا أن كره الوظيفة ليس بالضرورة أن يكون ناتجًا عن مشكلة في شخصك؛ وإنما قد يكون الموضع الوظيفي ومهامه ليست على حجم التوقعات، أو ربما يكون زملاء العمل وأيضًا رئيس العمل أشخاص سيئون، أو ربما يكون الجدول الزمني للعمل هو سبب الشعور بعدم الارتياح لبيئة العمل – مثل العمل بنظام الورادي.
ومع ذلك فإن العديد من شاغلي الوظائف في أي مكان يُعانون بنسب متفاوتة من واحدة أو أكثر من هذه المشكلات ويحاولون التعايش معها قدر الإمكان، غير إنه على الموظف أن يضع يده بشكل دقيق وحقيقي على السبب الأساسي لكره بيئة العمل ليُحدد لاحًقا هل يُمكن التكيف مع هذا الأمر وإصلاحه تدريجيًا أم لا.
ضع أمر التفكير في الاستقالة جانبًا
إن اللجوء إلى الحل السهل وهو ترك العمل مباشرةً في حالة تنامي الشعور بكره هذا العمل ليس حلًا ذكيًا؛ خصوصًا أن الكثير من الموظفين من أصحاب المسؤوليات الذين لا يُمكنهم العيش دون مورد رزق مع عدم وجود ضمان أكيد للحصول على عمل بديل بشكل سريع، وفي هذا الجانب؛ يُشير خبراء التنمية البشرية والتطوير المهني إلى أنه على كل موظف أن يجيب على مجموعة من الأسئلة المهمة قبل اتخاذ القرار بترك العمل، وهي:
- هل أنت في احتياج حقيقي إلى ترك العمل، أم إنك سوف تمر بوقت عصيب من الاحتياج المادي؟
- هل هناك أي شيء يمكنك القيام به بشكل مختلف لتكون أكثر سعادة وتتخلص من الشعور بكره بيئة العمل؟
- هل يُمكنك تقديم طلب بالانتقال من فرع مؤسسة العمل أو المنصب الوظيفي إلى آخر؟
- هل هناك أي شيء يُمكنه أن يُحدث تغييرًا في بيئة العمل ويُقنعك بالبقاء؟
ولقد طرح الخبراء تلك الأسئلة خصيصًا من أجل العثور على أي شيء من شأنه أن يُساعد على تقبل الوظيفة قدر الإمكان والتخلص من شعور الكره، حتى وإن كان ليس بشكلٍ كامل وإنما بهدف تحقيق قدر من القبول فقط بدلًا من مغادرة العمل كليًا؛ خصوصًا أن العثور على عمل آخر ووظيفة جيدة في العصر الحالي يُعد من الأمور الصعبة نوعًا ما.
استعد للبحث عن وظيفة جديدة
من الأفضل البَدْء في البحث عن وظيفة جديدة تناسب طموح الشخص وتطلعاته، وهو مازال على رأس الوظيفة الحالية خصوصًا إذا كان قد استنزف طرق البحث عن سبل لتغيير وتحسين بيئة العمل خاصته؛ حيث إن ذلك سوف يُساعده على التخلص من أُخْطُبوط البطالة الذي ربما يتعرض إليه لأشهر طويلة إذا ما ترك عمله الحالي دون وجود وظيفة أخرى بديلة.
ويُشير الخبراء هنا إلى ضرورة أن يبدأ الموظف في إعداد سيرة ذاتية جديدة ومحدثة لإرسالها إلى جهات التوظيف عبر البريد الإلكتروني الرسمي لكل منهم، مع تحديث المِلَفّ الشخصي بأحدث الخبرات والمهارات على مواقع التواصل المتخصصة في توفير نقطة اتصال بين أرباب العمل والباحثين عن عمل ومن أشهرها موقع linkedIn وفيس بوك وبيت .كوم وغيرهم من شبكات التواصل الاجتماعي ومواقع التوظيف الأخرى.
تعرف على: أهم مواقع التوظيف المرموقة
التزم بالسرية التامة
كما إنه ليس من الجيد أن تخبر أي من زملاء بيئة العمل الحالية أو مدير العمل بأنك تكره بيئة العمل وترغب في الرحيل؛ فإنه ليس من الذكاء أيضا أن يتنامى إلى علم أي منهم أنك تبحث عن وظيفة أخرى؛ حيث يجب أن يلتزم الموظف بالصمت وعدم الإفصاح عن نواياه فيما يخص التخطيط لترك الوظيفة والانتقال إلى عمل آخر؛ لكي تسير الأمور بشكل سلس ولا يفقد الموظف مستحقاته الأدبية والمالية من جهة العمل الأولى عند مغادرتها.
خصوصًا أن وصول تلك المعلومة إلى صاحب المؤسسة على وجه التحديد سوف يؤزم الأمور بشكل أكبر، وربما تتفاقم مضايقاته إذا كان هو سبب كره العمل وربما يتواصل مع جهات التوظيف الأخرى لعرقلة انتقال الموظف إليهم وربما يحرمه مما له من مستحَقّات من مكافآت ورواتب وشهادات خبرة، وجميعها بالطبع أمور غير محمودة العواقب.
انتبه جيدًا ماذا تقول ولمن
في أثناء رحلة البحث عن عمل جديد؛ وعند التقدم إلى إجراء مقابلة عمل خاصة بوظيفة ما؛ فإنه يجب عدم الإفصاح على الإطلاق عما يضمره الموظف من كره وعدم قَبُول لبيئة العمل الأولى؛ ولا سيما أن الشركات دائمًا ما تعود إلى جهات العمل السابقة للتأكد مما قد ذكره الموظف من معلومات، غير إن أي مؤسسة عمل تبحث عن الموظف القادر على بناء وتطوير ونجاح مؤسسة العمل وتحسين وضعها وسمعتها في السوق ولا تبحث بالطبع عن الموظف الذي يتسبب في هدم المؤسسة والإساءة إليها بأي حال حتى وإن كان محقًا فيما يقول.
اترك العمل بشياكة!
عند العثور على وظيفة جديدة واتخاذ قرار نهائي بالانتقال إليها؛ فلا بُد أن يأخذ الموظف في الاعتبار أن أسس أخلاقيات العمل تنص على إنه في حالة العثور على عمل آخر والرغبة في الانتقال إليه؛ فإنه يجب إخبار صاحب العمل أو مدير المؤسسة بأنه سوف يترك العمل بشكل نهائي قبل موعد الانقطاع عن الحضور إلى المؤسسة بـ 30 يوم أو أسبوعين على الأقل؛ لكي يكون هناك فرصة زمنية جيدة للبحث عن موظف بديل؛ وحتى لا تتعرض مؤسسة العمل إلى الإخفاق والسقوط في أي من أنشطتها خصوصًا إذا لم يكن هناك أكثر من موظف لأداء نفس المهام الوظيفية التي سوف يستقيل الموظف منها، ويُذكر إنه لا بُد من تنفيذ ذلك حتى وإن كان الموظف يكره بيئة العمل ويكره مدير العمل أيضًا؛ حيث إن هذا الكره ليس مبررًا للتسبب في حدوث مشكلات تعوق مسيرة العمل في هذه المؤسسة.
أخيرًا بعض التطرق إلى نصائح كبار الخبراء فيما يخص سؤال هل تكره عملك الحالي؟ وتوضيح طرق التخلص العملية من شعور كره بيئة العمل؛ فإنه يُذكر أن النصيحة التي لم يتطرق إليها الخبراء هي أن الصبر هو واحدًا من المفاتيح السحرية الخاصة بحل هذه المشكلة، حيث إن التحلي بالصبر وأيضًا المثابرة في مواجهة هذه المشكلة؛ سوف يُساعد الموظف على تحقيق مبدأ “التأني” في العثور على وظيفة جديدة جيدة وبيئة عمل صالحة قادرة على تحقيق طموحاته وتطلعاته؛ وسوف يُساعده أيضًا في عدم ترك العمل الأول قبل التأكد بنسبة 100 % من توفر فرصة عمل جديدة مؤكدة ومناسبة.