المستشار المهنينصائح مهنية

كيف تطلب زيادة الراتب دون رفض الطلب

كيف تطلب زيادة الراتب دون رفض الطلب، تبقى دائماً مسألة المفاوضات المالية بين الشركات وموظفيها أحد أكثر الأمور تعقيداً في العمل نظراً لوجهتين النظر المختلفتين تماماً لكلاً منهما.

في الواقع، فإن التفاوض حول الراتب والوصول إلى اتفاق أول بين أي شركة وموظف أمراً سهلاً إذا ما تم مقارنته بطلب زيادة الراتب فيما بعد، فبعد فترة من الزمن قد تبدأ حالة من عدم الرضى تطفو إلى سطح تلك العلاقة من جانب الموظف لتفسد كل جوانب العمل مما يجعله يلجأ إلى تقديم طلب لزيادة الراتب، وكثيراً ما ترى الشركات عدم ضرورة في هذا الأمر.

تلك المشكلة شائعة للغاية في أسواق العمل؛ بالأخص بالشركات الاستثمارية الخاصة، فأصحاب العمل يرغبون دائماً في الحفاظ على مستوى النفقات وتعظيم الأرباح، ومن جهة أخرى يجد الموظف ضرورة رفع راتبة لمواجهة متطلبات الحياة، كما أنه من الطبيعي أن يقارن بين دخلة بالشركة التي يعمل بها، وأمثاله على نفس درجة الخبرة؛ سواءً بنفس الشركة أو بالشركات المنافسة، لذا نطرح بهذا المقال نصائح مهنية تساعدك على طلب زيادة الراتب دون رفض الطلب.

متى تطلب زيادة الراتب؟

السؤال الذي يسبق كيف هو متى، بالطبع يلعب التوقيت دوراً مهماً للغاية في مسألة قبول طلب زيادة الراتب؛ تلك الأوقات تتمثل عندما تشعر أنك تقوم بمهام أكبر من الأجر الذي تتقاضاه مما يزيد من ضغوط العمل عليك، أو أن تقوم بعمل إضافي خارج تخصصك الفعلي، أو عندما تعلم بوجود موظفين في نفس تخصصك وخبرتك براتب أعلى، أو أن تُقضي ساعات طويلة خارج ساعات الدوام الرسمية، أو عندما تجد وظيفة بنفس المجال لكن في مكان آخر وراتب أعلى.

اقرأ عن: نظام فارس تعريف بالراتب

وهناك أشياء أخرى من الممكن أن تجعل توقيت طلبك لزيادة الراتب ممكناً، كأن تملك مهارات نادرة وغير منتشرة في سوق العمل، أو أن تكون قد حققت إنجازاً مهماً وكبيراً على صعيد العمل، أو أن يكون هناك أحد أفراد فريق العمل قد غادر الشركة مما أدى إلي زيادة الأعمال على عاتقك، أو أن تعجز الشركة عن ترقيتك مع اعتراف مديريك باستحقاقك للترقية، فيكون الوقت مناسب لطلب زيادة الراتب كنوع من التعويض.

هذه هي الأوقات التي يكون من المنطقي حينها أن تتواصل مع مديرك بشأن زيادة راتبك، فماذا عن الأوقات التي يجب عليك تأجيل الفكرة لوقت آخر؟

متى تتجنب طلب زيادة الراتب؟

هناك أوقات يكون من غير المناسب طلب زيادة الراتب بها، فمثلاً يجب ألا تقوم بطلب زيادة في الراتب في توقيت قريب من الزيادة السنوية أو الترقية الخاصة بك، أو أن تكون الشركة تمر بظروف مالية متعثرة، أو أن يتم اثبات تقصيرك في أحد مهام عملك سواء بتوقيع جزاء عليك أو لا.

يجب أن تعلم أن هناك مسؤوليات أخرى لدى إدارة الشركة قد تبدو أكثر أهمية من مشكلة راتبك، لذا عليك دائماً اختيار الوقت المناسب لتقديم الطلب.

كما يجب الا تغفل الجانب الشخصي لـ مديرك بالعمل، فان كنت تعلم أنه يعاني من بعض المشكلات – حتى وإن كانت خارج العمل، فلا تختبر احترافيته في هذا التوقيت، فالمديرين ليسوا دائماً محترفين بهذا القدر الذي يجعلهم يفكرون بصورة مثالية حتى إن كان لديهم بعض المشاكل الشخصية أو يعانون من مشاكل أخرى، أو بمعنى أدق أنهم بشر قبل أن يكونوا مديرين ناجحين لذلك تجنب الفترات التي يكون فيها المدير متعكر المزاج.

تعرف على: ما هو الرسوب الوظيفي؟

كيف تطلب زيادة الراتب دون رفض؟

الآن وبعد أن تعرفنا على الأوقات المناسبة والغير مناسبة لطلب زيادة الراتب، إليك نصائح فعالة لطلب زيادة الراتب دون رفض الطلب…

  • البحث جيداً – أكدت كارا جولدن (المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة Hint) أن مفاوضاتك من أجل رفع راتبك ستكون أكثر نجاحاً إذا فهمت بوضوح معايير سوق العمل وأهمية دورك بالنسبة للشركة، ابحث جيداً في هذا الأمر لتفهم مدى تأثيرك الإيجابي وأهميتك بالنسبة للشركة قبل الجلوس على منضدة المفاوضات أو تقديم طلب زيادة الراتب، وتأكد من أنك تحمل دليلاً على القيمة التي تقدمها للشركة، مثل: المشكلات التي ساعدت في حلها، أفكار زيادة الإيرادات التي ساهمت بها، النتائج التي ساعدت في تحقيقها.
  • قدم طلبك مكتوباً – الخطأ الشائع هو أن تقدم طلبك لزيادة الراتب شفهياً، فمن المهم أن تقدم طلبك مكتوباً وبشكل جيد سواءً عبر تسليمه يداً بيد بعد طباعته على ورقة، أو عن طريق البريد الإلكتروني، ويجب أن يتضمن الخطاب ذاته أسباباً قوية لقبوله مثل ملخص موجز لإنجازاتك مع المؤسسة خلال الفترة الماضية، مع التأكد أن لديك الردود الكافية لمناقشة المدير الذي لن يقبل الأمر بتلك البساطة.
  • كن مقنعاً بشكلٍ كاف – أستعد أن تكون مقنعاً بشكلٍ كاف، فإن لم تستطيع اقناع نفسك مهما كانت كل أسبابك منطقية وحقيقية لن تربح المناقشة أثناء مقابلة مديرك، وبالتالي سيرى عدم أحقيتك في الزيادة، كما يجب أن تحتفظ بعقل منفتح أثناء المفاوضات، وكن مبدعاً فيما ترغب التفاوض بشأنه.
  • الزيادة حافز لمزيد من العطاء – نعلم أن زيادة الراتب في الأصل متعلقة بأن تكون حياتك الشخصية مستقرة أكثر ما يعني بالتبعية أن عطائك في العمل سيكون أعلى، لكن المديرين لا يرون الأمر من هذه الزاوية فهم يعتقدون أن من حق المؤسسة عليك أن تعمل مقابل طاقة حماسية عالية بغض النظرعن الراتب، لذا من المهم أن تشرح الأمر بلباقة كيف يمكن لزيادة الراتب أن تجعلك قادراً على إعطاء جهد أكبر من الناحية البدنية والذهنية وابتكار حلول جديدة للعمل.
  • أحترم التسلسل الهرمي – لا تتوجه إلى مالك الشركة أو المدير التنفيذي أو أي شخص أعلى من مديرك المباشر، فتعديك لمديرك المباشر قد يعطيك مكتسبات قريبة بزيادة الراتب، ولكن حينها قد تكسب عداوة هذا المدير مما قد يحمل لك مشاكل عديدة من الممكن أن تدفعك للسعي لترك الشركة لشركة أخرى حتى وإن كان الراتب أقل.
  • أعرف الوضع المالي للشركة – هذا الأمر غالباً هو الدافع الرئيسي وراء قبول أو رفض طلبك مهما كانت كل النقاط الأخرى، فليس من المنطق أن تكون الشركة غارقة في الديون أو حتى مالكها لديه ضائقة مادية وأنت تقرر أن هذا الوقت الذي ستقدم فيه طلبك بزيادة الراتب، وهو ما يعود بنا مرة أخرى لنقطة اختيار التوقيت الأمثل.
  • أطلب زيادة معقولة وليس زيادة مبالغ فيها – يتم هذا الأمر ببساطة من خلال عمل بحث صغير عن متوسط الرواتب في مجال العمل الذي تعمل به، من أجل معرفة وضعك الحالي وما يمكن أن تصل له فعلياً خلال مفاوضاتك حول زيادة الراتب، ، فمثلاً؛ يجب عليك التفكير في الزيادات السابقة التي تلقيتها من الشركة، فإذا لم تحصل أبداً على زيادة أكثر من 5% فإن طلب زيادة 10% لن ينجح بنسبة كبيرة إلا إذا تغير شيء مهم داخل المنظمة أو في دورك.

في النهاية لا تعني أيً من تلك النصائح والطرق أن مديرك سيقبل أمر زيادة راتبك بسهولة؛ خصوصاً وإن كانت سياسة الشركة تتجه نحو تقليص الإنفاق، وعلى الأغلب سوف يخدمك اتباع تلك النصائح مع بعض مهارات التواصل في التعامل مع الأمر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
);
error: هذا المحتوى محمي !!