تيم كوك – أشياء لا تعرفها عن رجل آبل الأول
ظهر تيم كوك قبل أيام وتحديدًا في 22 يونيو الماضي، في حدث WWDC 2020 والذي أقيم في آبل بارك للكشف عن تحديثات برمجية جديدة تنوي شركة آبل توفيرها خلال الشهور المقبلة، وهو أمر معتاد في مؤتمر المطورين الذي تُطلقه الشركة كل عام، وذلك لإلقاء كلمة حول عدة أمور في بداية المؤتمر ونهايته.
وفي الواقع فالجميع – تقريبًا – يعرف تيم كوك، على الأقل في السنوات التسع الأخيرة والتي شغل فيها منصب الرئيس التنفيذي لعملاق التكنولوجيا Apple خلفًا لـ ستيف جوبز الذي استقال في أغسطس 2011، وايضًا فالجميع تقريبًا يعلم أن كوك هو أحد الشخصيات الاستثنائية في مجال التكنولوجيا لكن…هل الجميع يعلم كل شيء فعلاً عنه؟
معلومات عامة عن تيم كوك
ولد تيم كوك (تيموثي دونالد كوك) في الأول من نوفمبر عام 1960، في مدينة روبيرتسدال بولاية ألاباما الأمريكية، وهو الأبن الثاني من بين ثلاثة أبناء أنجبهم والديه الذي كان أحدهما (دونالد كوك) عاملاً لبناء السفن فيما كانت والدته (جيرالدين كوك) ربة منزل.
كوك درس حتى المرحلة الثانوية في المدارس العادية، ثم إنضم إلى قسم الهندسة الصناعية جامعة أوبورن المتواجدة في نفس المدينة (ألاباما) وتخرج منها بدرجة البكالوريوس في عام 1982، ومن ثم إنضم إلى جامعة ديوك ليدرس في قسم إدارة الأعمال في كلية فوكا وتخرج بدرجة الماجستير في عام 1988 وحصل على اللقب الشرفي “عالم فوكا” وهو لقب يُعطى للطلاب المتخرجين بين أعلى 10% من الطلاب.
بعد التخرج مباشرةً، بدأ تيم كوك عمله في مجال تكنولوجيا المعلومات وبالتحديد في مجال الكمبيوتر، وذلك في شركة IBM التي تدرج فيها حتى وصل إلى منصب مدير الإنجازات، وكان مسؤولاً آنذاك عن إدارة وظائف التصنيع والتوزيع للكمبيوتر الشخصي في الشركة بكلاً من أمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية.
أشياء لا تعرفها عن تيم كوك
في السطور التالية نكشف بعض الأشياء المثيرة عن حياة تيم كوك الشخصية والعملية والتي بدأت منذ أن ظهر على ساحة العمل بمجال التكنولوجيا.
أفضل قرار اتخذه كوك في حياته
في مارس 1998 لم تكن شركة آبل هي ذاتها الشركة العملاقة التي نعرفها اليوم، بل ايضًا كانت تعاني من الكثير من التخبط بما في ذلك هبوط في معدل النمو وحجم الإيرادات، وفي هذه السنة وتحديدًا كان تيم كوك قد تلقى عرضًا من جانب ستيف جوبز ليكون أحد العاملين في الشركة، وتم تعينه رسميًا في الوقت الذي كان فيه المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ديل DELL، مايكل ديل، يقول أن الحل الوحيد لوضع آبل هو إغلاق الشركة وإرجاع الأموال للمساهمين لوقف الخسائر.
وفي حفل افتتاح جامعة أوبورن في عام 2010 تحدث تيم كوك عن قراره بالعمل في آبل ليقول: “إن اكتشافي الأكثر أهمية حتى الآن في حياتي هو قراري بالانضمام لـ آبل”.
ساهم في إنقاذ آبل من الإفلاس
عندما عينه ستيف جوبز في منصب مدير العمليات، كانت آبل تعاني بشكل حقيقي مما يسمى بـ “الفوضى المالية” التي ظهرت بسبب التكاليف الخارجة عن السيطرة؛ والتي كانت تتمثل في تكاليف التصنيع والإنتاج التي تسببت بصورة واضحة في خسائر كبيرة وهددت وضع الشركة في الأسواق.
في هذا الوقت أقترح تيم كوك على الرئيس التنفيذي ستيف جوبز، إغلاق كافة المصانع الخاصة بالشركة والتعاقد مع الشركات المصنعة لمكونات الأجهزة (أفضل الشركات المتواجدة في الأسواق للحفاظ على جودة الإنتاج) والاكتفاء بهامش ربح منها، وهو ما أثر إيجابيًا بشكل واضح على وضع الشركة المالي وكذلك كان له دورًا في التطور الكبير الذي نراه اليوم في القيمة السوقية للشركة.
كان الرئيس التنفيذي “غير الرسمي” لشركة آبل
تولى تيم كوك مهمة الرئيس التنفيذي لشركة آبل بشكل رسمي في 24 أغسطس 2011 وهو الرئيس التنفيذي السادس للشركة، زكانت الشركة قد تم إدارتها من قِبَل العديد من المديرين التنفيذيين، وهم…
- مايكل سكوتي الذي تولى مهمة المدير التنفيذي لآبل منذ 1977 وحتى 1981.
- مايك ماركولا منذ 1981 وحتى 1983.
- جون سكالي منذ 1983 حتى 1993.
- مايكل سبيندلر منذ 1993 وحتى 1996.
- جيل أميليو منذ 1996 وحتى 1997.
- ستيف جوبز منذ 1997 حتى 2000، ثم كانت جاءت فترة انتقالية في الشركة قبل أن يعود مرة أخرى ويستمر 11 عامًا حتى تقاعد وجاء من بعده تيم كوك الذي عينه ستيف جوبز نفسه.
ولكن في الواقع، فإن تيم كوك كان رئيسًا تنفيذيًا للشركة بشكل غير رسمي في الفترة ما بين يناير 2011 وحتى يوم تولى مهمة المدير التنفيذي بشكل رسمي، حيث كانت الشركة قد وافقت على إعطاء إجازة مرضية ثالثة لستيف جوبز، وهو ما جعل تيم كوك يتخذ كافة القرارات اليومية في الشركة، واكتفى ستيف جوبز فقط بإتخاذ القرارات الرئيسية وهو ما يعد دورًا كبيرًا رغم كونه كان غير رسمي.
لديه حماس كبير للرياضة
يؤمن تيم كوك بالرياضة وضرورة اللياقة البدنية، وهو أحد الأشخاص المشجعين لممارسة رياضة المشي وركوب الدراجات ايضًا.
وإن لم تكن تعلم فإن Apple Watch هي اختراع تم تقديمه من جانب تيم كوك نفسه في مؤتمر آيفون 6 الذي أقيم في سبتمبر 2015، وهي ساعة ذكية في الأصل ولكنها كانت تصب تركيز كبير في مسألة الصحة وقياس نبضات القلب ونسبة الأكسجين في الدم والمراقبة وتقديم العديد من القياسات أثناء التمارين الرياضية، فضلاً عن التطور الجديد الذي سيشهده نظام Watch OS 7 والذي سيجعل الساعة تتعرف على تمارين الرقص المختلفة على أنها نوع من أنواع رياضة الكارديو.
تيم كوك مثلي الجنس
إذا كنت تتابع تصريحات تيم كوك بعيدًا عن إطار التطوير الخاص بشركة آبل فقد تكون سمعت تصريحاته حول أنه مثلي الجنس Gay؛ وذلك في تصريحات نشرتها مجلة بلومبرج بيزنسويك، بل وأشار في حوار لقناة بي بي سي BBC إلى أن تصريحات حول هذا الأمر تتمثل في رغبته في “إيصال رسالة للأطفال بأن المثلية الجنسية لن تمنعهم عن فعل الأشياء الأخرى مثل العمل وخلافه، وأنه فخور كونه مثليًا”.
وهي تصريحات جعلت تيم كوك يتواجد على رأس قائمة 50 شخص ذوي نفوذ لديهم ميول مثلي للجنس، وهي قائمة نشرتها مجلة أوت وضمت عددًا من الأسماء المشهورة في العالم.
شُخِّص خطأً بمرض التصلب المتعدد
في عام 1996 قام أحد الأطباء بتشخيص تيم كوك بمرض التصلب المتعدد، وهو تشخيص كان خاطئًا إلا أنه كان سببًا في تغيير وجهة نظره في أمور عديدة أبرزها كانت رغبته المستمرة في جمع التبرعات الخيرية للمصابين بهذا المرض.
_____________________
ختامًا، كنا مهتمين بالكشف عن بعض الأشياء التي ربما لم تكن تعرفها عن تيم كوك، كونه أحد الشخصيات الملهمة في مجال الهندسة الصناعية، بالإضافة إلى كونه رئيس تنفيذي مميز ساهم في تطوير منتجات عديدة لشركة آبل خلال السنوات التي تولى فيها المهمة من بينها سماعات AirPods بإصدارها الأول والثاني، وإصدار Pro، وقلم آبل Apple Pencil، وساعة آبل Apple Watch.
كما اتخذ قرارات قوية مثل إزالة زر التشغيل الذي كان يميز أجهزة آيفون وذلك منذ إصدار آيفون 10 (IphoneX)، فضلاً عن تطوير خدمات جديدة مثل Arcade وخدمة Apple TV وساهم في رفع القيمة السوقية للشركة من 347 مليار دولار منذ أن تولى في 2011 إلى ما يفوق تريليون دولار في الوقت الحالي، وهي قيمة تفوق قيمة قطاعات داخل الولايات المتحدة نفسها مثل قطاع الطاقة وهو شيء لم يحدث في التاريخ.