الفرق بين الرؤية والرسالة والهدف – كيف تتم صياغتهم للمؤسسات؟
الفرق بين الرؤية والرسالة والهدف للمؤسسات ، على أغلب الظن قد سمعت بمقولة “نحن لا نخطط للفشل، لكننا نفشل في التخطيط” وهذا تماماً ما تحاول الشركات والمؤسسات تجنبه أثناء بناء هيكلها في المرة الأولى، وهو ما يجعل وجود أركان (الرؤية، الرسالة، والهدف) أجزاء أساسية ضمن الملف التعريفي لأي شركة أو مؤسسة في الوقت الحالي.
فـ على سبيل المثال، ستجد أن كل الشركات الكبرى في مختلف المجالات لديها صفحات مخصصة للحديث عن رؤيتها وأسباب ظهورها ورسالتها وهدفها من كل هذا، وعلى الرغم من الأختلاف الجوهري ما بين كلاً من الرسالة والرؤية والهدف، إلا أن الخلط بينهم أمر شائع للغاية، وهو ما نسعى اليوم من خلال هذا المقال عبر موقع Kick Career أن نوضحه؛ وذلك بالحديث بشكل مفصل عن الفرق بين الرؤية والرسالة والهدف ، وطريقة صياغة كلاً منهم داخل الملفات التعريفية للشركات والمؤسسات.
الفرق بين الرؤية والرسالة والهدف للمؤسسات
قبل الحديث عن تعريف الرؤية أو الرسالة والهدف، يمكننا أن نجعل الأمر أكثر سلاسة بوضع مثال عن إطلاق واحدة من المؤسسات الخيرية، والتي ستعتمد على التبرعات بجانب مصادرها التمويلية الخاصة لتحقق النجاح المطلوب، لكن كيف يمكن لتلك المؤسسة أن تحصل على التبرعات في الأصل وما هو معيار قياس نجاحها؟
هنا ستأتي الإجابة واضحة تماماً بأن تقدم المؤسسة نفسها إلى الفئة المستهدفة من الأشخاص من خلال إخبارهم عن رؤيتها، رسالتها وكذلك هدفها..
الرؤية (Vision)
الرؤية هي الصورة التي تضعها كل مؤسسة أو شركة للشكل الذي تطمح أن تصل له في المستقبل من وجهة نظرها، على سبيل المثال ترى مؤسسة بيل وميليندا جيتس الخيرية أن رؤيتها هي العمل على إبقاء الناس على قيد الحياة وتطويرهم ذاتياً من خلال توفير تعليم أفضل وصحة أفضل في المناطق النامية.
وفي الواقع، ليس بالشرط أن تكون رؤية المؤسسة الخيرية الجديدة تماماً كـ رؤية مؤسسة بيل جيتس ، لكنها مثال جيد يمكن الاعتماد عليه أثناء وضع رؤية الشركات والمؤسسات لأنه يحمل الصفات المطلوبة تماماً في الرؤية.
إذاً ما هي المواصفات التي يجب أن تتضمنها الرؤية؟
الرؤية لا تتغير
هذه قاعدة ثابته، فمنذ إنشاء مؤسسة بيل ومليندا جيتس قبل 19 عام، كانت الرؤية ذاتها القائمة حالياً، فهذا يدعم طريقة عمل الموظفين في كل التخصصات لخدمة هذه الرؤية، ويعزز الثقة في المؤسسة نفسها.
وهو الأمر نفسه مع المؤسسات والشركات الأخرى مثل Nest التي تغيرت ملكيتها في 2014 لتكون تابعة لشركة جوجل، إلا أن رؤيتها استمرت على نفس ما كانت عليه.
الرؤية دائماً واضحة وقابلة للتنفيذ
لا يمكن أن نضع رؤية لمستقبل الشركة أو المؤسسة بعد عشرة أعوام من الآن ونحن لا نملك أي مقومات لتنفيذها، وعلى أي حال لا يمكن أن يتم وضع رؤية غير واضحة المعالم أو تحمل الكثير من الغموض، فيجب أن تكون الرؤية واضحة وقابله للتنفيذ على أرض الواقع.
فمن السهل أن تفكر أو تكتب خواطرك أسفل تلك الخانة، لكن من المستحيل أن تعمل عليها إن لم تكن تملك مقومات تنفيذ تلك الرؤية فعلياً.
يوجد ايضاً نقطتين هامتين يجب أن تكونا جزءاً من رؤية المؤسسات والشركات، مثل…
- أن تكون تلك الرؤية متوازنة بين الثقافة العامة للمؤسسة وملائمة للقيم التي تعمل عليها.
- أن تكون إما مرتبطة بمدة زمنيه محددة أو دائمة، والحالة الأخيرة هي الأكثر رواجاً بالنسبة للشركات والمؤسسات التي تسعى لأن تكون جزءاً أصيلاً من المجتمع طوال فترة تواجدها.
الرسالة (Mission)
يمكن أن نصف الرسالة بأنها المهمة أو الغرض التي تم إنشاء الشركة أو المؤسسة لأجله، كأن تكون بغرض سداد حاجة السوق لسلعة معينة بها نقص، أو لشركة توظيف أن تساعد الباحثين عن عمل في مقاطعةٍ ما أو مدينةٍ ما لإيجاد وظائف مناسبة لهم.
فهي المرجع الذي يتم من خلاله الحكم على تصرفات المؤسسة، ومن المهم أن تتضمن الرسالة عدة مواصفات؛ حيث تكون واضحة ومفهومه للجميع، ومختصرة، وتوضح تميز الشركة عن غيرها، وتحاكي قيم وتقاليد المؤسسة، وتتضمن معايير قابلة للتحقيق.
وكيف تُكتب الرسالة في الشركات والمؤسسات؟
تكتب الرسالة بإستخدام أدوات السؤال الأربعة، وهي (What, Why, Whom, How) بمعنى (ما، لماذا، لمن، كيف) ويتم طرح الأسئلة في الرسالة على الشكل التالي…
- ما هو عمل الشركة أو المؤسسة؟
- لمن تتوجه الشركة في عملها؟
- كيف يتم تأدية هذا العمل؟
- لماذا تم إنشاء الشركة أو المؤسسة؟
وهذا بالطبع في سطر واحد فقط لا يزيد عن 40 كلمة.
الهدف (Goal)
ظاهرياً يبدو المصطلح أوضح من أن يتم تفسيره، فالهدف هو الشيء الذي تعمل المؤسسة لتحقيقه، فسواءً كان هذا الهدف هو توفير عقاقير يمكنها أن تحد من خطر الإصابة بأحد الأمراض المستعصية مثل السرطان، أو تنقية البيئة من الهواء الملوث، أو إنقاذ نوع معين من الحيوانات من الانقراض، أو الاستحواذ على سوق تجاري معين.. الخ.
وبالتأكيد يجب أن يكون هذا الهدف موضوع ضمن إطار منطقي ومحدد، فإن عُدنا إلى مثال المؤسسة الخيرية الذي طرحناه في بداية المقال؛ فيجب أن تكون تلك المؤسسة تعمل داخل نطاق معقول تستطيع تغطيته، فلا يمكن أن يكون الهدف هو إنهاء معاناة الفقراء في دولة بالكامل، فهذا لن يحدث لعدة أسباب أولها أن المؤسسة لن تكون قادرة على الوصول إلى الفقراء بالكامل في الدولة التي تعمل بها مهما كانت قوتها البحثية، وثانياً أن هذا الأمر يتطلب أموال كثيرة جداً تغطيتها قد تكون شبه مستحيلة.
هناك خطأ شائع خاصةً بالنسبة للشركات التجارية التي تعمل على تقديم هدفها للجمهور؛ وهو أن بعض المسؤولين عن صياغة الأهداف قد يعمل بشكل تسويقي مبالغ فيه ليُضخم من هدف المؤسسة، وهذا سيعطي ثقل كبير للملف التعريفي الخاص بها لا شك، إلا أنه سيكون ورقة ضغط ايضاً سيتم مساءلة الشركة عليه حال الفشل في تحقيقه، أو ربما يظهر على أنه نصب، لذلك يجب صياغة الهدف بشكل قوي لغوياً ليُبرز ما تحاول المؤسسة أو الشركة تحقيقه، وفي الوقت ذاته تكن تلك الصياغة داخل إطار أهداف المؤسسة الحقيقية.
إذا أستفدت من هذا المقال إقرأ ايضاً: العمل الحر VS الوظيفة – إيجابيات وسلبيات وأيهما الأفضل
جزاكم الله خير
واياكم أخي الحبيب