اعادة النظر في وظيفتك بعد سن الاربعين
تغيير المسار الوظيفي بعد سن الأربعين: قد تكون بداية جديدة لإعادة اكتشاف الذات وتحقيق الأحلام.
فمع حلول منتصف العمر، يُواجه الكثيرون سؤالًا ملحًّا يتردد في ذهنهم: “من أنا؟ هل هذه هي الحياة العملية التي أريدها حقاً؟”، وتصبح رغبة إعادة اكتشاف الذات والسعي وراء الأهداف والأحلام الجديدة أمرًا طبيعيًا، ولكن يكون هذا التحدي صاخبًا بعد تجاوز سن الأربعين.
اعادة النظر في وظيفتك بعد سن الاربعين
في ضوء عقودٍ قضاها في مجال واحد، قد يصاب الكثيرون بالملل والرغبة في استكشاف شغفٍ مهني جديد لم يتاح لهم فرصة استكشافه سابقًا، أو قد تتسبب عواملٌ خارجيةٌ مثل فقدان الوظيفة أو تغير الأولويات مع تطور الأسرة في دفعهم نحو تغيير مهني لم يكون في حسبانهم من قبل.
يعد منتصف العمر فرصة لإعادة التقييم والاستعداد للمرحلة التالية من الحياة، حيث يتحول التركيز تدريجيًا نحو تحقيق الذات وتحديد الأهداف بشكلٍ أكبر، وللكثيرون، يترتب على ذلك الاختيار المهني الجديد.
لكن هل هو متأخر جدًا لبدء مهنة جديدة بعد سن الأربعين؟
هل بدء مهنة جديدة بعد سن الأربعين متأخر جداً؟
كما أشارت الدكتورة دوان فيرارا – أخصائية العلاج النفسي ، في مقالتها حول تغيير المسار الوظيفي في سن الأربعين، “ليس هناك “عمر” محدد لبدء مهنة جديدة، ببساطة، يمكن لأي شخص، في أي وقت، أن يسعى لتحقيق شغفه وتحقيق أهدافه المهنية.”
وهناك العديد من قصص النجاح الملهمة التي تبرهن على امكانية تحقيق النجاحات بعد سن الأربعين، ومنها:
- توني موريسون: نشرت روايتها الأولى في سن الأربعين وفازت بجوائز عالمية في سنوات لاحقة.
- راي كروك: اشترى مطعمًا في الخمسينيات وحوله إلى إمبراطورية ماكدونالدز.
- ستان لي: اشتهر بخلق أبطال خارقين في الأربعينيات.
- جوليا تشايلد: نشرت كتابها الشهير في سن التاسعة والأربعين.
- باربرا كوركوران: أسست شركة عقارات في الأربعينيات.
- ريتش بارتون: أسس عدة شركات ناجحة في العقود التالية لسن الأربعين.
اجراء تحول سلس في ١٠ خطوات:
في الواقع، السن ليس عائقًا لبدء رحلة مهنية جديدة، بل هو فرصة لإعادة ابتكار الذات وتحقيق الطموحات، ولكن يتطلب ذلك استراتيجية وتخطيطًا جيدين:
١- عزز عقليتك الإيجابية تجاه التغيير:
تحتاج إلى تطوير عقلية إيجابية تجاه التغيير لتحقيق نجاحك في تغيير مسارك المهني، حاول ان تكون شخص متفائل واجعل الأفكار الإيجابية هي محور اهتمامك، وقم بتوجيه تركيزك نحو الفرص المتاحة بدلاً من التركيز على العوائق.
٢- قم بتحديد أهدافك المهنية وكيفية تحقيقها:
قم بتحديد أهدافك المهنية بشكل واضح ومحدد، وحدد الخطوات اللازمة لتحقيقها، قم بإنشاء خطة عمل محكمة تحدد الأهداف الفرعية والخطوات العملية التي يجب اتخاذها لتحقيق كل هدف، وتأكد من تحديد الموارد والدعم اللازمين لك مع وضع خطط لتجاوز التحديات المحتملة.
٣- كن واقعيًا وصادقًا مع نفسك حول المهارات والتحديات:
تقييم مهاراتك وقدراتك بشكل صادق يساعدك على تحديد المجالات التي تحتاج إلى تطويرها أو تحسينها لنجاحك في المسار المهني الجديد، قم بتحديد النقاط القوية التي يمكنك الاعتماد عليها والمجالات التي يمكن تحسينها، وابحث عن فرص التطوير المهني التي تساعدك على تعزيز مهاراتك وتعويض النواقص.
٤- خطط ماليًا لتحمل التكاليف والاستثمارات المحتملة:
تحتاج إلى وضع خطة مالية تساعدك على تحمل التكاليف المحتملة لتغيير المسار المهني، بما في ذلك التكاليف المتعلقة بالتعليم أو التدريب الإضافي، وتكاليف البحث عن وظيفة جديدة، وتكاليف الحياة خلال فترات البحث عن عمل. حدد مصادر الدخل المحتملة وحدد كيفية تحمل التكاليف دون تأثير كبير على مستوى حياتك المالية.
٥- أجرِ المحادثات الصعبة مع العائلة:
يجب أن تكون العائلة شريكًا مهمًا في رحلتك نحو تغيير المسار المهني، لذا يجب أن تكون المحادثات الصعبة معهم جزءًا من الخطة الاستراتيجية. تحدث مع أفراد العائلة بشكل صريح حول خططك وتوقعاتك وحاجاتك، واستمع إلى مخاوفهم واحتياجاتهم وابحث عن حلول تعزز التفاهم والدعم المتبادل.
٦- استعد للتغيير من خلال تحديد المهارات والتدريب اللازمين:
قم بتحديد المهارات والمعرفة التي تحتاج إلى تطويرها لنجاحك في المسار المهني الجديد، واستكشاف الخيارات المتاحة لك لتحسين هذه المهارات، سواء كان ذلك من خلال التدريب المهني، أو الدورات التعليمية، أو الخبرة العملية؛ فاستغلال كل الفرص المتاحة لك لتطوير نفسك وزيادة قدراتك المهنية هو احد العوامل الهامة لتحقيق النجاح.
٧- قم ببناء شبكة علاقات تساعدك على النجاح:
بناء شبكة علاقات قوية يمكن أن يكون مفتاحًا لنجاح تغيير المسار الوظيفي، قد يكون لدى الأشخاص الذين تعرفهم بالفعل معلومات أو فرص قد تكون مفيدة بالنسبة لك، ويمكنك أيضًا الانضمام إلى مجتمعات مهنية أو الحضور إلى فعاليات وندوات لبناء علاقات جديدة في مجالك المهني المستهدف.
٨- اعتني بنفسك بشكل جيد، بما في ذلك الراحة والتواصل الاجتماعي:
يُظهِر البحث العلمي أن الراحة الجسدية والعقلية تسهم في زيادة الإنتاجية والقدرة على التحمل أثناء فترات التغيير، فبمجرد الشروع في تغيير مسارك المهني، ستحتاج إلى دعم نفسك بالراحة الكافية والتواصل الاجتماعي. قم بممارسة الرياضة بانتظام، والتأمل، والقراءة، والقيام بالأنشطة التي تجلب لك السعادة وتساعدك على التوازن بين الحياة المهنية والشخصية.
٩- تعلم من الأخطاء وتقبلها كجزء من التحول:
تعتبر الأخطاء جزءًا لا يتجزأ من أي عملية تغيير أو تحول، استخدم كل فشل كفرصة للتعلم والنمو، وتحليل الأسباب التي أدت إلى الفشل، وتطبيق الدروس المستفادة في المستقبل؛ فيمكن أن تكون الأخطاء فرصة لتحديد المجالات التي يجب التركيز عليها وتحسينها أثناء رحلتك نحو تغيير المسار المهني.
١٠- استمتع بالرحلة واحتفل بالإنجازات:
لا تنسَ أن تستمتع بالرحلة خلال عملية تغيير مسارك المهني، قم بتوثيق تقدمك واحتفل بكل إنجاز صغير تحققه على الطريق، قم بإعداد خطة للمكافأة لنفسك عند تحقيق أهداف معينة، سواء كان ذلك بتناول وجبة لذيذة، أو قضاء يوم خاص بك، أو حتى ببساطة الاحتفال بالنجاح مع أصدقائك وعائلتك.
في النهاية، نجد أن تغيير المسار المهني في سن الأربعين ليس مجرد فكرة، بل هو واقع قابل للتحقيق بالتأكيد، بغض النظر عن التحديات التي قد تواجهها، فإن العزيمة والتخطيط الجيد يمكن أن تجعل النجاح ممكنًا.
لذا، لا تستسلم للشكوك أو الخوف، بل ابدأ في خطواتك نحو تحقيق أحلامك المهنية وتحقيق تطلعاتك، وتذكر دائمًا أن العمر لي هو الحاجز بل هو شئ نفسي بداخلك يخوفك من التغيير، وأن كل يوم جديد هو فرصة لبداية جديدة وتحقيق أهداف جديدة. ثق بنفسك، واستمر في التطور والنمو، فالطريق إلى النجاح يبدأ من داخلك ويتطلب الإصرار والإرادة والتفاؤل.