أسباب منطقية تدفعك لتقديم استقالتك من عملك الحالي
أسباب منطقية تدفعك لتقديم استقالتك من عملك الحالي والبحث عن عمل آخر هي محور حديثنا اليوم عبر موقع Kick Career؛ دائماً ما كان ترك العمل من القرارات المصيرية في حياة الإنسان، ولا سيّما إذا كان هذا العمل هو مصدر الرزق الوحيد له، ومن الضروري أن يكون الفرد متيقِّنًا تمام اليقين من رغبته في ترك العمل؛ لأنه بعد تقديم استقالته ربّما لا يُمكنه العودة إلى وظيفته مرة أخرى، ولكن إذا توافرت الأسباب المنطقية التي تحتم ضرورة ترك العمل؛ فإن هذا يقطع الشك باليقين في أنه قد حان الوقت المناسب فعليًا لترك هذا العمل.
أسباب منطقية تدفعك لتقديم استقالتك من عملك الحالي
هناك مجموعة من الأسباب المنطقية للغاية والتي قد أشار إليها خبراء التوظيف والموارد البشرية والتي قد تكون بمنزلة ضوءً أخضر للموظف ليعلم أن الوقت الصحيح لترك عمله الحالي وتقديم استقالته قد حان فعليًا الآن، وتتلخص تلك الأسباب في النِّقَاط التالية الذِّكر:
العثور على فرصة عمل أفضل
التطور المهني والتقدم في المناصب وشغل الوظائف الأكثر أهمية تدريجيًا هو طموح مشروع لكل موظف، ولذلك؛ إذا تمكنت من العثور على فرصة عمل أفضل وسنحت لك الظروف للالتحاق بها فعليًا، فهذا سبب كفيل لترك العمل الحالي، ولكن من ضمن أخلاقيات العمل؛ أن يقوم الموظف بتقديم واجباته كاملة إلى مؤسسة العمل السابقة قبل تركها؛ بمعنى أن يقوم بـ إخبار المدير أو صاحب العمل برغبته في ترك العمل قبل المغادرة بـ مدّة كافية؛ لكي يتمكن من العثور على البديل المناسب.
بيئة العمل السيئة
في بعض الأحيان؛ قد لا يدري الموظف كيف يتعامل مع المدير الذي يكرهه، وربما يُدبر له بعض زملائه المكايد لإقصائه عن الوظيفة بأي شكل، وبيئة العمل هنا لا تكون مناسبة على الإطلاق للاستقرار أو التنمية والتطوير في العمل، وهنا على الموظف أن يتخذ القرار بالبحث عن بيئة عمل أخرى والانتقال إليها فورًا بدلًا من إضاعة الوقت دون فائدة في بيئة عمل خالية من التعاون وروح فريق العمل.
اتباع استراتيجيات خاطئة
إن الاستراتيجيات الخاطئة هنا لا تُشير إلى الاستراتيجيات التي تخفق في تحقيق أهداف مؤسسة العمل؛ ولكنَّها تُشير إلى الاستراتيجيات التي تتعارض مع مبادئ الموظف؛ مثل اتباع طرق غير مشروعة من أجل التسويق للمنتجات وخداع المستهلك، أو إبرام صفقات مع بعض الجهات لزيادة المبيعات على حساب مصلحة المستهلك، أو غيرهم من الأساليب التي قد لا يجد الموظف راحته في العمل بمؤسسة تنتهجها.
غياب عنصر التطوير المهني
العديد من الموظفين لا يُعنيهم تَوَفُّر عنصر التطوير المهني بقدر ما يُعنيهم وجود مصدر دخل ثابت في كل شهر، ولكن من جهة أخرى؛ فإن النسبة التي هي أكبر من الموظفين إنّما يرغبون دائمًا في تطوير مهاراتهم وقدراتهم العملية عبر بيئة العمل التي ينتمون إليها؛ وهذا الصنف الأخير؛ لا يُمكنه أن يبقى طويلًا في بيئة عمل لا تُساعده على تحقيق هذا الهدف المهم؛ وبالتالي؛ فقد يكون هذا السبب هو أحد الأسباب المنطقية جدًا للرغبة في ترك العمل.
عدم توفر الأمان الوظيفي
في بعض الأوقات قد لا تقوم مؤسسة العمل بتوفير عنصر الأمان الوظيفي الذي يُعد أحد أهم الأهداف التي يبحث عنها كل موظف؛ لكيلا يكون مُعرَّضًا إلى فقدان عمله في أي وقت، وهذا من شأنه أن يخلق في نفس الموظف القلق الدائم ويجعله راغبًا في العثور على فرصة عمل أخرى أكثر استقرارًا وأمانًا وظيفيًا، إضافةً إلى أن هذا الشعور أيضًا يقتل قدرة الموظف على إتقان العمل والإبداع به، وجميعها من العوامل السلبية التي تحول دون قدرة الموظف على الاستمرار في العمل وتدفعه بقوة إلى تقديم استقالته.
انخفاض العائد مقابل المجهود
يُعد هذا السبب من أكبر الأسباب التي تجعل الكثير من الأشخاص غير راضين عن استمرارهم بالعمل وتدعم قرارهم بترك العمل فورًا، حيث إن بعض الشركات ومؤسسات العمل قد تستنزف طاقة الموظف في ساعات عمل طويلة ومهام صعبة ولكن دون إعطاءه التقدير المادي المعقول نظير هذا الجهد، ومن جهة أخرى؛ قد يكون الراتب الذي يحصل عليه الموظف متوافقًا مع مهام العمل، ولكنه على سبيل المثال يتحمل نفقات مواصلات تفوق طاقته وتؤثر على صافي الدخل الأسري الخاص به شهريًا، وهنا أيضًا عليه أن يُفكر مليًا في تقديم استقالته والبحث عن عمل آخر بظروف أفضل.
تأثير العمل على الصحة
ربما يؤثر العمل سلبيًا على صحة الموظف، خصوصًا إذا كانت جميع المهام الموكلة إليه صعبة ومجهدة وتفوق طاقة تحمله البشرية؛ أو أن تكون بيئة العمل ملوثة بطريقة قد تسبب الأمراض كبعض المصانع التي لها انبعاثات خطرة، وفي هذه الحالة لا بُد من التفكير بشكل منطقي؛ حيث إن الاستمرار في هذا العمل سوف يُقلل من عدد سنوات قدرته على العمل، فبدلًا من أي يكون قادرًا على العمل على سبيل المثال لمدة 30 سنة، قد لا يتمكن من إكمال العشرين عامًا، نظرًا إلى أن طاقته وقوته البدنية والذهنية والصحية سوف تُستهلك سريعًا وبشكل سلبي.
وعلى الرغم أن كثرة الضغوطات بصورة تفوق التحمل هي سبب كفيل لترك العمل؛ إلّإ أنه على الموظف أن يتحدث أولًا إلى رئيسه في العمل ويطلب منه تحقيق قدرًا من التوازن بين المهام الصعبة والسهلة؛ لكيلا تتأثر قدراته على إتقان العمل والإبداع به، أما إذا وجد تعنتًا أو عدم استجابة لمتطلباته؛ فعليه هنا أن يسعى لترك هذا العمل غير نادمًَا على ذلك.
ختامًا؛ بعد توضيح أهم مجموعة من الأسباب المنطقية التي تدفعك لتقديم استقالتك من عملك الحالي تُجدر الإشارة إلى أن اتخاذ القرار بتقديم الاستقالة وترك العمل الحالي لا بُد أن يُصحابه قدرًا من التريث والحكمة ومحاولة إصلاح السبب الذي قد أدى إلى تزايد الرغبة في الاستقالة من العمل قدر الإمكان أولًا؛ ثم تقييم كافة الأوضاع من حوله بعقلانية ثانيًا، ومن ثّم؛ اتخاذ القرار النهائي بتقديم الاستقالة.