تنمية الذات

التفكير السلبي وتأثيره على الأداء الوظيفي والمهني

التفكير السلبي هو من أكبر الآفات التي تنعكس بشكل غير مرغوب به على الأداء المهني والوظيفي، بل وجميع جوانب الحياة لأي فرد، لا سيما أنه يؤدي إلى مشكلات أكبر مع مرور الوقت أهمها الاحتراق النفسي والاحتراق الوظيفي أيضًا، فمَا هو التفكير السلبي تحديدًا وما هي أسبابه وآثاره وطرق التخلص منه؛ هذا ما سوف نتطرق إليه لاحقًا عبر هذا المقال بموقع KickCareer بالتفصيل.

التفكير السلبي

كما نعرف أن التفكير الزائد ينعكس على الفرد وصحته وقدرته على إنجاز عمله بشكل غير مرغوب به، لكن عندما يتعلق الأمر بالتفكير السلبي؛ فإن المشكلة تكون أكبر وأكثر تفاقمًا.

فالتفكير الزائد قد يكون بهدف قيادة صاحبه إلى المزيد من العمل والإنتاج والتميز؛ ولكن التفكير السلبي حتمًا سوف يقود صاحبه إلى عواقب وخيمة، لأن التفكير السلبي يُعني أن الفرد دائم التفكير ولكن بشكل سودوي ومتشائم تجاه كافة الأمور؛ فهو يفكر فقط في المشكلات التي حدثت والمشكلات الحالية والمشكلات التي ستحدث.

ولا يقوده تفكيره السلبي إلى الحل؛ ولكن يقوده إلى الخوف وعدم الأمان والمزيد من المشاعر السلبية، وبالتالي؛ سوف تكون النتيجة هي إصابته بالأمراض النفسية؛ خصوصًا القلق والتوتر وأيضًا احتراقه وظيفيًا لأنه لن يقوى على أداء عمله بالقدر المطلوب من الحماسة والشغف والكفاءة.

أسباب التفكير السلبي

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى كثرة التفكير السلبي لدى الفرد وهي تعتمد على بيئته ونشأته ونظرته للحياة بوجهٍ عام؛ ولكن قد أشار الخبراء إلى أنه عندما يتعلق الأمر بالعمل والوظيفة؛ فإن السبب الأكبر والرئيسي للتفكير السلبي هو فقدان الأمان الوظيفي.

فإذا قمت بالاستغناء عن موظفيك بدون سبب أو كنت لا تضمن لهم مستقبل مادي جيد قدر الإمكان وكانت علاقة العمل بينك وبين الموظفين أو بين بعضهم البعض متوترة؛ فتأكد أن نسبة كبيرة من الموظفين لديك سوف يُصابون بالتفكير السلبي وما سوف يؤول إليه مستقبلهم المهني إذا تعرضوا للرفد أو الاستبعاد من شركتك.

تأثيره التفكير السلبي على الأداء الوظيفي والمهني

من أهم التأثيرات السلبية التي تنعكس على الأداء الوظيفي والمهني للفرد نتيجة التفكير السلبي الزائد لا سيما في المستقبل المهني، ما يلي:

فقدان الشغف

لا يختلف اثنان على أن الشغف وحب العمل في أي مجال – دون استثناء – هو مفتاح النجاح والتميز به، وإدمان التفكير السلبي سوف يقلل من رغبة الفرد في أداء عمله؛ فكيف له – على سبيل المثال – أن يكون متحمسًا للإبداع والإنجاز في بيئة عمل لا يشعر فيها بالأمان، وكانت السبب في قيادته إلى كثرة التفكير بنظرة سوداوية للمستقبل!

انعدام التركيز

لن يؤدي التفكير السلبي إلى قلة التركيز فحسب؛ بل سوف يؤدي بالفعل إلى انعدام التركيز في أداء مهام العمل؛ حيث أن هذا التفكير يقلل من قدرة الفرد على النوم الصحي الجيد، ويجعله في حالة تفكير دائم حتى أثناء أداء عمله، لذا فإنّ مستواه في إتمام مهام عمله لن يكون مقبولًا على الإطلاق لأنه يؤديه كروتين يومي بدون تركيز وبدون رغبة!

خسارة الفرص

تؤدي كثرة التفكير السلبي إلى كثرة الأخطاء؛ ومن ثم؛ فإن الفرد مدمن هذا النوع من التفكير سوف يتعرض – دون شك – إلى خسارة فرص الترقية إلى مناصب ومراكز عمل أعلى، لأن أداء مهام العمل بدون إبداع مع وجود أخطاء بها أيضًا؛ لا سيما إذا كانت أخطاء تكلف مؤسسة العمل الكثير؛ سوف يجعله من المستبعدين من قائمة الترقيات!.

ولا يقتصر الأمر على ذلك فقط؛ بل إن الموظف هنا حتى وإن كان ذو ذكاء ومهارة؛ إلا أن عدم قدرته على أداء عمله بإتقان وتميز نتيجة التفكير السلبي الزائد تجاه بيئة العمل؛ سوف تُفِّوت عليه فرصة الانتقال إلى مؤسسات عمل أخرى، وسوف يتم استبعاده أيضًا من عروض العمل في تلك المؤسسات؛ لأن سمعته المهنية هنا سوف تكون مُحاطة بالمآخذ والتحفظات لدى أرباب العمل.

خسارة الوظيفة

تفكيرك السلبي سوف يجعلك شخص انطوائي غير راغب في الاندماج مع أفراد أسرتك أو أصدقائك ولن تتمكن أيضًا من الاندماج بشكل سوي مع زملاء العمل، كما أن كثرة التفكير وما يعقبها من أخطاء وعدم إتقان وإبداع في أداء المهام الوظيفية؛ لن يتم استقبالها بالتغاضي في كل مرة من قبل مُدراء العمل؛ لذلك فإنه ليس من المستبعد أن تتطور الأمور في بعض الأحيان وتكون نتيجتها استبعاد الموظف من العمل نهائيًا.

كيف تتخلص من التفكير السلبي

تجنباً لاصابتك بـ الاحتراق الوظيفي ، عليك ان تتخلص من التفكير السلبي، والتخلص من التفكير السلبي يتطلب إعمال العقل ووجود الإرادة في المقام الأول، ثم اتباع الإرشادات التالية:

ابحث عن الأمان الوظيفي

عند الشعور بعدم الأمان الوظيفي في مؤسسة العمل، وظهور بادرة التفكير السلبي بهذا الشأن؛ فعلي الفرد ألا يستسلم لهذا التفكير ومخاوف المستقبل، بل عليه أن يستمر في العمل والإبداع والتطوير من ذاته؛ حتى يجد فرصة أفضل في مؤسسة عمل توفر له الأمان الوظيفي المطلوب؛ فأبسط حقوق الموظف بأي مكان؛ أن يستشعر الأمان الوظيفي في بيئة العمل.

ضع مشكلات العمل جانبًا

ضع مشكلات العمل خلف ظهرك في نهاية ساعات دوام العمل؛ حيث إن التفكير السلبي في كل ما يحيط العمل من مشكلات طوال الوقت سوف يؤدي إلى الإصابة بالأمراض النفسية والقلق والتوتر والتراجع المهني؛ لذلك على الفرد أن يسمح لذاته بالتفكير في أمور أخرى إيجابية قدر الإمكان بعيدًا عن مشكلات العمل على مدار يومه.

الاندماج في المجتمع

الاندماج في المجتمع خصوصًا في أوقات الفراغ يساعد الفرد على تجنب الإفراط في التفكير خصوصًا التفكير السلبي، لا سيما إذا تمكن من المشاركة في الأعمال التطوعية الخيرية.

ممارسة الرياضة والهوايات

إن الحرص علىى ممارسة الرياضة المفضلة أو الهوايات المحببة إلى النفس؛ لن يساعد على تمضية وقت الفراغ في أمر مفيد فحسب؛ ولكنه سوف يُساعد الفرد على تفريغ جزء كبير من طاقته السلبية، ومن ثم سوف ينعم بمزيد من الاسترخاء النفسي بعيدًا عن صعوبات التفكير السلبي ووقعها المؤذي على النفس.

في الختام يُذكر أن التفكير السلبي وتأثيره على الأداء الوظيفي والمهني من الأمور التي إذا لم يتم مواجهتها فورًا؛ سوف تنعكس على الفرد وحياته والمقربين منه أيضًا بمساوئ عدّة قد لا يقوَ على تحملها، لذلك؛ لا بد من الحرص جديًا على التخلص من هذا التفكير، حتى وإن اقتضى الأمر اللجوء إلى معالج نفسي!

يــاسميــــــن السيـــــد

كاتبة ومحررة بموقع كيك كارير، أحب القراءة وأعشق البحث العلمي، وأؤمن بأن التدوين وسيلة رائعة لتقديم محتوى مُميز يُثري درجة الوعي والمعرفة في الأوساط العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
);
error: هذا المحتوى محمي !!