المستشار المهنيتنمية الذاتنصائح مهنية

تحكم في عواطفك تكن شخص ناجح! ولكن كيف؟

تحكم في عواطفك تكن شخص ناجح! ولكن كيف؟ دون شك؛ فإن هذا السؤال دائمًا ما يراود تفكير عدد كبير من الأشخاص الراغبين حقًا في المضي قدمًا في طريق النجاح دون أن تؤثر عليهم أي أمور جانبية أو فرعية تسيطر على مشاعرهم.

ولقد أثبتت التجارِب بالفعل أن الشخص الذي يتمتع بالقدرة على التحكم في عواطفه قبل أن تتحكم هي به؛ هو حقًا الأكثر قدرة على النجاح، وفي هذا السياق؛ سوف يتم فيما يلي عبر موقع Kick Career توضيح كيف يمكن للفرد أن يصل إلى هذه المرحلة من النضج في التفكير.

كيف تتحكم في عواطفك لتكن شخص ناجح؟

إن التحكم في العواطف بعقل وحكمة؛ هو أعلى درجات نضج الشخصية التي يمكن أن يصل إيها أي فرد، وهي ليست مرتبطة بسن محدد، ولكن قد يصل الفرد إليها عبر ما يخوضه من تجارِب وما يمر به من أحداث في حياته تؤهله لإعمال العقل جيدًا والتحكم فيما يجول داخله من مشاعر بشكل سليم تجاه أي موقف يتعرض له، ولقد أشار بعض خبراء التنمية البشرية إلى كيفية الوصول إلى هذه الشخصية عبر مجموعة من النصائح، أهمها ما يلي:

الذكاء العاطفي

قد يكتسب الفرد مِيزة الذكاء العاطفي من البيئة التي يعيش بها بشكل تلقائي، ولكنه قد يتمكن من اكتسابها أيضًا عبر تدريب نفسه عليها، وهي تُستمد بشكل رئيسي من قدرة الإنسان على أن يعي ويفهم قدر المشاعر المطلوب الإفصاح عنها في كل موقف يمر به – وعلى سبيل المثال – فإن بعض المواقف قد لا تتطلب هذا القدر الهائل من العصبية أو الخوف أو القلق أو ربما الفرح والسعادة، ولذلك؛ فإن تقديم القدر المطلوب فقط من المشاعر سواء الإيجابية أو السلبية دون مبالغة ودون كبح لهذه المشاعر أيضًا، سوف يساعد الفرد مع الوقت، على أن يصبح قادر بشكل كبير على أن يتحكم في عواطفه.

تنظيم العاطفة

ربما يكون هذا المصطلح جديد نوعًا ما على أسماع البعض، ولكنه يُعد خطوة مهمة جدًا في طريق السيطرة على المشاعر والتحكم بها، إذ أن بعض الأشخاص يظنون أن كتم مشاعر الغضب – على سبيل المثال – من أجل الاستمرار في العمل أو الحفاظ على الأسرة أو غير ذلك؛ هو مفهوم التحكم في المشاعر، في حين أن الخبراء يرون أن كتم تلك المشاعر هو أدعى أسباب عدم القدرة على السيطرة عليها، لأنه سوف يولد شعور بالإحباط والضيق يلازم صاحبه.

لذلك؛ فإن الحل الأمثل في مثل هذه الأمور هو محاولة أن يوطن الفرد نفسه على ألا يكون لديه ردة فعل غاضبه دائمًا تجاه أي أمر، وبالتالي هو لن يضطر إلى أن يكتم مشاعر الغضب لأنه لن يصل إلى هذه المرحلة من الغضب في الأساس.

وهذا الأمر قد يبدو صعبًا في بداية تطبيقه، ولكنه ليس مستحيلًا؛ فما على الفرد سوى أن يحاول جاهدًا أن يوجه مشاعره بشكل دائم إلى أمور إيجابية أو ربما إلى ممارسة لعبة ما يحبها سواء رياضية أو إلكترونية وأيضًا المواظبة على ممارسة تمارين النفس وغيرها، فكل هذه الأمور؛ سوف تساعد صاحبها دون شك على أن يكون هادئ قدر الإمكان وألا يكون مستثار أو غاضب دائمًا.

الإيمان بقوة التسامح

إن التسامح ليس بضعف على الإطلاق كما يظن البعض، طالما كان مغلف بإطار من الاعتدال، حيث إن التسامح السّوي هو عندما يكون الفرد قادر حقًا على رد الصاع صاعين ويعي الطرف الثاني ذلك ولكنه لا يفعل ذلك ويتسامح، حيث إنه هنا يتحلى بالتسامح دون أن يكون منهزمًا ودون أن يقبل الإساءة إلى ذاته.

وربما يتمكن الفرد من التحلي بهذه الصفة إذا أيقن أن ردود فعل الآخرين وأحداث حياتهم ومشاكلهم؛ هي أمور لا تخصه، وهنا سوف يتمكن من السيطرة على مشاعر أخرى سلبية على النقيض من التسامح وهي مشاعر الانتقام، التي قد تصاحبه في الكثير من مواقف حياته وتعاملاته مع بعض الأشخاص، والتي إذا ظلت قابعة في عقله ومسيطرة على تفكيره؛ سوف تفقده جزء كبير من تركيزه الذي يجب أن يكون مُنصبًّا على العمل والنجاح.

ثقافة الاعتراف بالخطأ

الاعتراف بالخطأ في حالة وجود إيمان داخلي حقيقي بأن الفرد فعلًا كان مخطئًا في أمر ما، والتخلص من جهد التبرير غير المنطقي، من أهم وسائل السيطرة على المشاعر والتحكم بها، لأن الفرد هنا سوف يكون مؤمن بأن هذه أخطاء هي مجرد أخطاء وليست عيوبا في شخصيته، كما أن هذا الاعتقاد سوف يمهد له الطريق لتقبل أخطاء الآخرين والتماس العذر أيضًا، وتلك دون شك أحد أهم مظاهر التحكم في المشاعر.

التحلي الدائم بالصدق

الصدق دائمًا هو مفتاح النجاح في أي أمر، لذلك يجب أن يكون المرء صادقًا مع ذاته أولًا في كل ما يخص أمور حياته دون تزييف أو تجميل وهمي للواقع، وأن يكون صادقًا مع الآخرين أيضًا، لأن ذلك سوف يعزز من قيمته في نظر نفسه وفي نظر الآخرين، وسوف يولد لديه أيضًا قدر ليس بالقليل من الثقة بالنفس، وبالتالي، سوف يكون منضبطًا إلى حد كبير في التعبير عن مشاعره وقادر على التحكم بها، دون أن يبذل جهدًا وتركيزًا في محاولة تبرير كذبة أو تزييف حقيقته.

التخلص من مشاعر القلق

إن القلق والتوتر وما يعقبه دائمًا من خوف؛ هو أكبر معول في هدم نجاح أي فرد، كما أنها مشاعر مؤذية لا يمكن تجاهلها في نفس الوقت، لذلك؛ فإن ما يستحق أن يبذل الفرد به جهدًا حقًا هو محاولة تجنب هذا القلق قدر الإمكان والابتعاد عن مصادره؛ حتى وإن أَضطر إلى تضييق دائرة معارفه وغلقها على بعض الأشخاص الذين يشعر بالأمان في وجودهم فقط، وإذا كان القلق والتوتر جزء من شخصية الفرد لا يمكنه التخلص منه، فإن الأمر هنا قد يتجاوز مجرد الرغبة في التحكم بالمشاعر، ويصبح الفرد في حاجة إلى الدعم وربما العلاج النفسي، لكي تستقيم مشاعره وتهدأ حياته.

من يمكن أن يدعمك؟

مهما تقدم الإنسان في حياته ومهما حقق من مراحل نجاح، ومهما كان لديه اكتفاء ذاتي وإيمان أيضًا بعقله وحكمة آرائه وأفكاره، فهو دون شك قد يكون في حاجة – في وقت ما – إلى الحصول على الدعم والمساعدة، ولكن الفيصل هنا أن الشخص القادر على التحكم في مشاعره يعلم جيدًا من هو الشخص الذي يمكنه أن يطلب منه هذا الدعم، سواء كان من أفراد الأسرة أو من أصحاب الخبرات الثقات.

بينما إذا وجد الفرد نفسه يطلب الدعم والمساعدة من أي شخص سواء يعرفه أو لا يعرفه أو يطلب الدعم والمساعدة وآراء الآخرين في أمور حياته عبر مجموعات السوشيال ميديا ـ على سبيل المثال ـ فعليه أن يعلم أنه لا يزال بعيدًا عن مفهوم التحكم الذكي في مشاعره.

كن سباقًا!

تعلَّم دائمًا ألا تكون مجرد رد فعل لأفعال من حولك، ولكن كن مبادرًا قدر الإمكان وكن سباقًا في طرح الأمور وعرضها على الآخرين، وتوقع دائمًا ردود أفعالهم؛ لكي تكون قادرًا على معالجتها والتعامل معها بالقدر المناسب من المشاعر لكل رد فعل في كل موقف.

ياسمين السيد

كاتبة ومحررة بموقع كيك كارير، أحب القراءة وأعشق البحث العلمي، وأؤمن بأن التدوين وسيلة رائعة لتقديم محتوى مُميز يُثري درجة الوعي والمعرفة في الأوساط العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
);
error: هذا المحتوى محمي !!