المستشار المهنينصائح مهنية

أهم مهارات التواصل في العمل

أهم مهارات التواصل في العمل كانت ولا تزال من أهم ما تبحث عنه مؤسسات العمل في جميع موظفيها؛ ولا سيما أن ثِمار التحلي بهذه المهارات الهامة تُلقي بظلالها دائمًا على تطور وتقدم ونجاح العمل، ومن هذا المنطلق؛ فإن الأسطر التالية عبر موقع KickCareer سوف تُوضح بالتفصيل معنى وأنواع وأهمية مهارات التواصل في العمل ، وأهم السمات الشخصية التي لا بُد من اكتسابها؛ من أجل إتقان فن التواصل المهني الإيجابي في نطاق بيئة العمل دائمًا.

مهارات التواصل في العمل

إن مهارات التواصل في العمل المهني؛ إنّما تعبر عن أحد أهم المهارات الشخصية التي يحتاج إليها كل فرد دائمًا وخصوصًا في نطاق العمل، وهي تُشير إلى قدرة الفرد على التعامل مع الآخرين والاتصال بهم بشكل إيجابي سواء فيما يخص تبادل الأفكار والمعلومات والثقافات أو تبادل المنفعة في إطار تعاوني وحضاري دون حدوث أي صراعات أو مشكلات ناتجة عن فقدان ملكة التواصل البناء وخصوصًا في بيئة العمل>

ويُذكر أن مهارات التواصل هي أول ما يجذب انتباه خبراء ومسؤولي التوظيف والموارد البشرية في أي مؤسسة عند انتقاء الموظفين الجدد، وينقسم التواصل بوجه عام إلى قسمين رئيسين؛ هما:

  • تواصل لفظي: هو تواصل قائمًا على الاعتماد على الطريقة الشفهية أو التحريرية في توصيل المعاني والأفكار إلى الآخرين.
  • تواصل غير لفظي: وهو الذي لا يتضمن الحديث أو الكلمات، وإنما يكون هناك اكتفاء بمجرد لغة الجسد المعبرة عما يجول في خاطره عند التعامل مع الآخرين.

فوائد مهارات التواصل في العمل

قبل التطرق إلى قائمة مهارات التواصل التي ينبغي توفرها في أي موظف بمختلف مجالات العمل؛ لا بُد من الوقوف أولًا على أهمية وفوائد التحلي بهذه السمة الشخصية المهمة جدًا؛ لكي يكون ذلك دافعًا لكل فرد إلى توطين نفسه على اكتساب تلك المهارة قدر الإمكان، وتتلخص فوائد مهارات التواصل بالعمل في النِّقَاط التالية:

  • تُساعد مهارات التواصل في حسن التصرف وحسن التعامل مع الموظفين وخصوصًا في المحطة الأولى من محطات التوظيف المتمثلة في مقابلات العمل ووصولًا إلى نجاح الموظف في مهنته وقدرته على الترقي إلى مناصب وظيفية ومهام أعلى.
  • تُساعد على تعزيز درجة التعاون وغرس مفهوم الثقة بين الموظفين وبعضهم البعض تارَة، وبين الموظفين والمديرين تارَة أخرى.
  • مهارات التواصل مع الآخرين هي عامل رئيسي لا حياد عنه بأي حال من الأحوال في حالة كانت مهام العمل قائمة على التواصل المباشر مع الفئة الاستهلاكية المستهدفة من خِدْمَات أو منتجات الشركة، ولا سيما أن التواصل البناء الإيجابي في هذه الحالة؛ سوف يُعزز من درجة ثقة العملاء في التعامل مع المؤسسة.
  • نظرًا لما تتركه هذه السمة المهمة من تعاون وود بين زملاء العمل؛ فهي تكون دافعًا على زيادة معدلات العمل والإنتاج، ومن ثم؛ زيادة الأرباح ونجاح المؤسسة ككل.

أهم مهارات التواصل في العمل المهني

تتضمن مهارات التواصل على مجموعة من المهارات الشخصية الفرعية التي تُساعد مجتمعة على نعت الفرد بأنه يتمتع فعليًا بمهارات التواصل المهني، وعلى الرغم من أنها جميعها مهمة ولا غنى عنها إلا أن التمكن على التحلي ببعضها على الأقل يُعد أيضًا أحد صور إتقان مهارات التواصل وخصوصًا في نطاق العمل، وتتلخص أهم مهارات التواصل المهني؛ فيما يلي:

الإصغاء إلى الآخرين

بأي حال من الأحوال؛ لا يُمكن أن يكون أحد الأشخاص هو فقط المتحدث طوال الوقت دون أن يُعطي الزملاء الحق في الرد والتعبير عن آرائهم، فتلك من أسس التواصل الإيجابي مع الآخرين، أما المهارة الاحترافية هنا؛ فهي تكمن في أن يتم الإصغاء إلى الزملاء بكل جدية واهتمام لكي يشعروا بتقدير قولهم والرغبة في الاستماع إليهم وعدم إبداء الشعور بالملل أو عدم الاكتراث.

ولقد أشار بعض الخبراء إلى أنه من الضروري الاستماع إلى جميع وجهات النظر التي يطرحها الزملاء والمدراء أيضًا بسعة صدر حتى وإن كان هناك اختلافًا في الآراء، مع إبداء الاختلاف إن وُجد بقدر من الود دون التقليل أو التهكم بآراء أي من الزملاء.

إتقان لغة الجسد

إن الإيماءات والتعبيرات التي يُطلق عليها اسم لغة الجسد والتي تُعرف علميًا باسم التواصل غير اللفظي؛ إما أن تكون جاذبة للآخرين أو مُنفِّرَة لهم، وعلى سبيل المثال؛ فإن الإيماءات المتمثلة في حركة اليدين وهز الرأس بالموافقة أو التأكيد على صحة رأي الزملاء أو التصفيق بعض انتهاء الزميل أو المدير من عرض خُطَّة ما أو فكرة ما؛ جميعها من أهم وأفضل مبادئ التواصل عبر لغة الجسد.

في حين أن إتقان استخدام لغة الجسد مع تطبيقها بشكل سلبي؛ هي أبعد ما يكون عن المفهوم الجوهري لمهارات التواصل البناء والفعال مع الآخرين ومع زملاء العمل، وعلى سبيل المثال؛ فإن إشارات التهكم والضحك عمّا يطرحه الزملاء أو الوجوم في أثناء حديثهم أو غيرها؛ تُعد من أكبر أسباب حدوث ما يُسمى بالتواصل المهني السلبي؛ لأنه يزرع عدم الثقة والحزازية وعدم الاتفاق بين أفراد العمل.

إتقان مهارة توصيل الأفكار

القدرة على توصيل الأفكار كاملة بوضوح وتوصيل المعاني وشرح الأسباب وطرح الخطط وغيرها من الأمور المتعلقة بالتواصل بين زملاء العمل؛ هي أساس رئيس نابعًا من إتقان مهارات التواصل في نطاق بيئة العمل.

وكما قيل قديمًا (خير الكلام ما قل ودل)؛ حيث إنه ينبغي لإتقان مهارة التوضيح أن يكون الموظف قادرًا على انتقاء المفردات والعبارات الخالية من الغموض والقادرة على توصيل المعنى إلى باقي زملاءه بعمق، لكيلا يتسلل إليهم مشاعر السأم والملل من حديث طويل مبهم غير مجدي.

تعزيز مفهوم الثقة المتبادلة

إن الثقة بالنفس جنبًا إلى جنب مع الثقة بزملاء العمل أمر مهم ورئيس ضمن مهارات التواصل مع أفراد العمل المهني؛ ولا سيما أن إعطاء الموظف شعورًا بهذه الثقة في مهاراته وقدرته على إنجاز العمل على أفضل وجه، حتى وإن تضمن ذلك بعض التوجيهات والإرشادات لمساعدته على ذلك؛ إنّما تُعد أحد أفضل وأهم مظاهر التواصل الإيجابي مع زملاء العمل.

إدارة النقاش الإيجابي

دائمًا ما يتخلل بيئة العمل العديد من الأحداث المتلاحقة والقرارات السريعة، وهنا تظهر قدرة أفراد العمل على إدارة الموقف أو الأزمة وهل هم فعليًا يتقنون مهارات وفن التواصل البناء والهادف مع الآخرين في كافة الأحوال أم إن الأمر مقصورًا على حالا الرخاء فقط، في هذا الصدد؛ ينصح خبراء العمل بضرورة إتاحة الفرصة للنقاش الإيجابي دائمًا وطوال الوقت، والتي يكون الهدف منها دائمًا هو تحقيق الصالح العام لمؤسسة العمل كليًّا.

ولا سيّما أن الاستماع إلى الآراء في الأوقات الصعبة هو الأكثر أهمية عنها في الأحداث العادية داخل العمل، لأن جميع أفراد العمل هنا سوف يكونوا حريصين على طرح ما في جعبتهم من أفكار ربما تُساعد على حل المشكلات التي تعترض طريق مؤسسة العمل، ولذلك تم التأكيد على أن إدارة النقاش الإيجابي والهادف أحد أهم أوجه مهارات التواصل المهني الناجح.

الاحترام المتبادل

إن صفة الاحترام المتبادل؛ من أهم الصفات التي تُعد أساس نجاح أي عَلاقة من العلاقات القائمة بين الأفراد في كل جوانب الحياة وخصوصًا في الحياة العملية؛ حيث إن الحرص على تفعيل مبدأ الاحترام المتبادل دائمًا بين الزملاء وبين الموظفين والمدراء؛ يعطي شعورًا بالقيمة والتقدير لكل فرد، وهي وسيلة مهمة بالطبع؛ لأنها تدفع الجميع إلى العمل الدؤوب والإبداع والتميز أيضًا.

الأسلوب الراقي

أسلوب الحِوار الراقي واستخدام نبرة ونغمة الصوت المناسبة؛ هي جزء لا يتجزأ من مهارات التواصل في بيئة العمل الناجحة؛ حيث إن استخدام لغة حوار راقية خالية من الألفاظ غير اللائقة والمفردات الجارحة أو غيرها تُساعد على تعزيز مبدأ التعامل الراقي دائمًا بين أفراد مؤسسة العمل جميعهم وبعضهم البعض، وينعكس ذلك بطبيعة الحال على تعامل أفراد مؤسسة العمل مع العملاء والمستهلكين، وبالتالي؛ فهذه المهارة تعمل على تعزيز وتقوية بيئة العمل من جهة، وبين نجاح وتقدم الشركة من جهة أخرى.

التقييم الإيجابي

في حالة كان الموظف رئيسًا أو مديرًا ومن مهام عمله تقييم الموظفين والمرؤوسين؛ فهنا لا بُد من التحلي بالشفافية التامة والصادقة في التقييم، وأن يتخلل ذلك نوعًا من الجدية والتعاطف في آن واحد؛ مثل أن يتم الثناء على الموظفين أصحاب الأداء المميز، مع تجنب مبدأ تعنيف الموظف المُقصر قدر الإمكان والحرص على توجيهه وإرشاده إلى الطريق الصحيح للوصول إلى مستوى التميز والإتقان المطلوب في العمل.

ختامًا، وبعد طرح كل ما يخص أهم مهارات التواصل في العمل وتوضيح أهمية التحلي بهذه المهارات المهمة سواء فيما يخص الحصول على فرص العمل من البداية أو تحقيق النجاح في العمل؛ فإنه ينبغي على كل فرد أن يقوم بـِ تسجيل مهارات التواصل خاصته ويُقيم ذاته تقييمًا تغمره  الشفافية التامة، ومن ثَم؛ يعمل على تنمية أية مهارات موجودة لديه فعليًا واستثمارها جيدًا، إلى جانب تقوية نِقَاط الضعف التي يجدها في نفسه في أي من هذه المهارات؛ للوصول إلى مستوى إتقان فن مهارات التواصل المهني الناجح.

ياسمين السيد

كاتبة ومحررة بموقع كيك كارير، أحب القراءة وأعشق البحث العلمي، وأؤمن بأن التدوين وسيلة رائعة لتقديم محتوى مُميز يُثري درجة الوعي والمعرفة في الأوساط العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
);
error: هذا المحتوى محمي !!