تنمية الذات

أهم أنواع لغة الجسد والوجة وأسرارها

أهم أنواع لغة الجسد والوجة وأسرارها ، أسرار لغة الجسد بوجه عام تُعد من أهم اللغات التي يُطلق عليها أحيانًا اسم اللغة الصامتة التي لا عدة ولا عتاد لها من الحروف أو الكلمات، وإنما هي تعتمد في المقام الأول على الإيماءات والتعابير الجسدية المختلفة والتي تحمل في طياتها معاني عميقة ربما يكون من الصعب التعبير عنها بالحديث، وفيما يلي عبر موقع Kick Career سوف يتم التطرق إلى أهم المعلومات عن معنى وأنواع ودلالات لغة الجسد بالتفصيل.

ما هي لغة الجسد؟

إن لغة الجسد (وبالإنجليزية: Body Language) هي أحد وسائل التواصل غير اللفظية بين الأفراد، وفيما يخص التعريف العلمي لها؛ فقد تم الاشارة إلى أن لغة الجسد هي عبارة عن سلسلة متصلة من الإيماءات الجسدية أو تعابير منفصلة تنقل إلى الطرف الآخر ما يكنَّهُ الفرد من مشاعر وأحاسيس مختلفة سواء كانت سعادة أو فرح أو حزن أو توتر وقلق أو غير ذلك، ولا عجب في أهمية الحديث عن لغة الجسد بعد أن نعرف أن نسبة التواصل الجسدي بين الأفراد على مدار اليوم قد تتخطى نسبة الـ 65 % من التواصل اليومي بشكل عام.

أهم أنواع لغة الجسد والوجة وأسرارها

نقسم لغة الجسد والتعبيرات الجسدية إلى عدة أنواع؛ حيث إن بعضها خاص بنظرات العين وما تحمله من معاني مُتعددة ومختلفة إضافةً إلى لغة الجسد المرتبطة بحركة اليد والقدم، وحركات الفم، ووضعية الجسد بأكمله، والمزيد من الإيماءات والحركات الأخرى التي تنقل عدد كبير من المعاني والكلمات دون أن ينطق الإنسان ببنت كلمة، ولقد تم تقسيم وتصنيف لغات الجسد من قِبَل علماء النفس إلى أنواع محددة؛ تأتي على النحو التالي:

لغة العيون

إن العيون بطبيعتها عضوًا يحمل قدر كبير من الحيوية والتعبير عن مكنون النفس البشرية بشكل يتفوق على باقي أعضاء الجسم الأخرى، وهي أيضًا نقطة الاتصال الأولى دائمًا بين الأفراد، ولذلك فإن نظرات العين وحركاتها كثيرًا ما تعكس قدر كبير مما يجول في نفس الإنسان، وعند الرغبة في فهم أسرار لغة الجسد فعليًا فلا بُد من أخذ إشارات العين التالية في الاعتبار، ومن أهم ما تحدث عنه المتخصصين في مجال علم النفس فيما يخص حركة الأعين:

مصدر الصورة: © Verywell, 2017
  • النظر المستمر: عندما ينظر إليك شخص ما في أثناء حديثك بحملقة وتركيز؛ فهذا ينم على إنه يُعطي هذا الحديث قدر من الاهتمام والرغبة الأكيدة في فهم ما تقول وما تسعى إلى توصيله للآخرين.
  • قطع الاتصال بالعين: إن قطع الاتصال بالعين بشكل دائم وتحويل النظر سريعًا وبعيدًا عن الشخص الآخر يكون دلالة على أن الشخص ربما يشعر بالتشتت أو عدم الراحة أو ربما يسعى إلى إخفاء بعض الحقائق.
  • الرمش بالعين: إن الرمش بالعين أمر طبيعي جدًا عندما يكون في المعدل الطبيعي، ولكن إذا زاد معدله؛ فهذا يكون دلالة على شعور الشخص بالضيق وعدم الارتياح، في حين أن انخفاض معدل الرمش بالعين بشكل ملحوظ؛ قد يكون دلالة على محاولة الفرد الظهور بمظهر غير المكترث وغير المهتم، وربما يدل على التفكير الطويل والشرود الذهني والسَّرحان أو التركيز في أمر آخر، ومن الأمثلة على ذلك هو حرص الأفراد المنتمين إلى بعض الألعاب الفردية القائمة على القوة على عدم الرمش بأعينهم طويلًا لكيلا يصل أي شعور لديهم بالقلق أو عدم الرضا إلى الخِصْم.
  • حجم إتساع العين: كما تتحكم الإضاءة في درجة اتساع حركة العين؛ فإن المشاعر التي تجتاح النفس تتحكم به أيضًا؛ وعلى سبيل المثال؛ فإن التعرض إلى المفاجآت والانبهار والإثارة والسعادة الغامرة تكون سبب في اتساع حدقة العين، في حين أن الألم والإجهاد والحزن ربما يؤدي إلى تضييق حجم إنسان العين، وهكذا.

لغة الفم والشفاه

فهم أسرار لغة الجسم تتطلب الانتباه جيدًا إلى حركة الفم والشفاه؛ لأنها تعبر عن العديد من الحالات والمشاعر التي يتعرض لها الفرد، ويمتد ذلك ليشمل قضم الشفاه أو تغطية الفم أو الابتسامة أو غيرهم، حيث يُشير الخبراء إلى أهم دلالات وإشارات لغة الفم على النحو التالي:

  • شد الشفاه: يكون دلالة على النفور من أمر ما أو الرفض أو عدم الثقة.
  • قضم الشفاه: إما أن يكون قضم الشفاة دلالة على كظم الغيظ، أو أن يكون دلالة على التعرض إلى القلق والخوف والتوتر.
  • تغطية الفم: تتم تغطية الفم في الكثير من الأحيان سواء عند الحزن أو الضحك أو غيرهم من المشاعر الأخرى، ودلالة تغطية الفم هنا تكون نابعة من رغبة الفرد في إخفاء مشاعره في تلك اللحظة.
  • فتح الفم: يكون عند التعجب أو الاستغراب أو التعرض إلى أحداث ومواقف تحمل الكثير من المفاجآت؛ حيث إن الكثير من الأفراد يعبرون عن مشاعرهم هاهنا بفتح الفم.
  • ثني الشفاه: ثني الشفاه إلى الخارج من الدلالات المتعارف عليها والتي يسعى الفرد من خلالها إلى إبلاغ الطرف الأخر بعدم المعرفة أو الإلمام بأمر ما.

لغة أصابع اليد

حركة كف وراحة وأصابع اليد تحمل الكثير من المعاني، ولكنها من الحركات التي قد يختلف معناها من دولة إلى أخرى ومن شعوب وثقافات إلى أخرى، وفقًا لما هو متعارف عليه بين أهل هذا المكان وما قد اعتادوه من أفكار وعادات وتقاليد ومعاني، ومن أشهر لغات ودلالات حركة أكف الأيدي، ما يلي:

  • قبضة اليد المشدودة: ربما تكون دلالة على الغضب الشديد في بعض المواقف، وربما التضامن مع الآخرين في مواقف أخرى.
  • رفع أو خفض الإبهام: إن رفع الإبهام إلى أعلى مع تطبيق باقي الأصابع تكون دلالة على الموافقة والتأييد والثناء، في حين إلى أن خفض الإبهام إلى أسفل تشير إلى عدم الموافقة أو عدم الرضا أو عدم الإعجاب بأمر ما.
  • لمس الإبهام والسبابة في دائرة: إن وضع الأصابع التي يكون بها طرف السبابة على طرف الإبهام في شكل دائرة مع فرد باقي الأصابع لأعلى يكون دلالة على الثناء والتميز والدقة في بعض البلدان الأوروبية والعربية ولكنه في بلدان أخرى قد يكون إشارة إلى تقليل شأن الآخرين.
  • حرف V: إن رفع إصبعي السبابة والوسطى إلى أعلى لعمل شكل حرف V؛ إنما يكون دلالة على النصر في بعض البلدان، ولكنه يحمل معنى مختف تمامًا لدى بعض الشعوب.
  • النقر السريع بالأصابع: حركة الأصابع السريعة والنقر بهم قد يكون دلة على نفاذ الصرب أو الإحباط.

لغة الذراعين والأرجل

حركة الذراعين والأرجل كل منهما يحمل العديد من المعاني والدلالات المختلفة فيما يخص التواصل عبر لغة الجسد بين الأفراد، ومن أهم إشارات ذلك، ما يلي:

  • تطبيق الذراعين: ربما يكون تطبيق الذراعين بشكل مٌتقاطع دلالة على الثقة، الحماية الذاتية والدفاع عن النفس، وربما يكون دلالة على الانغلاق الفكري للفرد والعزوف عن التفاعل مع الآخرين.
  • الوقوف ووضع الذراعين على الأرجل من أعلى: دلالة على أن هذا الشخص جاهز للقيام بما هو مٌقدِم عليه من مهمة، وربما يكون ذلك دلالة على العدوانية.
  • إمساك اليدين خلف الظهر: يكون في الكثير من الأحيان دلالة على الشعور بالملل والسأم أو القلق، وربَّما الغضب.
  • وضع قدم فوق الأخرى: إن الجلوس بحيث تكون إحدى الأرجل فوق الأخرى يحمل العديد من الدلالات المختلفة مثل الثقة بالنفس، الرغبة الدائمة في الحفاظ على الخصوصية، وربما يكون دلالة على الغرور.

وضعية الجسم

وضعية الجسم في معظم الأحيان تحمل قدر كبير من الدلالات الخاصة بالإنسان، ومن أبرز الأمثلة على ذلك ما يلي:

  • الجلوس بشكل مستقيم: دلالة على التركيز والانتباه للأحداث الدائرة من حول الفرد.
  • الجلوس مع الانحناء إلى الأمام: قد تكون دلالة على شعور الفرد بالملل وربما اللامبالاة.
  • فرد جذع الجسم: يُشير إلى الانفتاح والود والاستعداد للقيام بأي مهمة منوط بها الفرد.
  • ثني جذع الجسم: تعرف هذه الوضعية باسم الوضعية المغلقة التي يكون بها الجسم منحني إلى الأمام مع إبقاء الذراعين والساقين في وضع متقاطع وهي تشير على القلق أو العداء وانعدام المودة.

المساحة الشخصية

المساحة الشخصية لا تكون على المستوى الفكري فحسب؛ بل إنها تأتي أيضًا على مستوى التواصل الجسدي بين الأفراد، حيث إن أن مقدار المساحة الشخصية يحمل إشارات ودلالات مختلفة، مثل:

  • المسافة من 6 إلى 18 بوصة: تدل على القرب والثقة والود الكبير والمحبة القائمة بين الأفراد.
  • المسافة من 1.5 إلى 4 قدم: تكون دلالة على وجود عَلاقة طيبة وودودة بين هؤلاء الأفراد ولكن يشوبها الحفاظ على جزء من الخصوصية من كل طرف وعدم إبداؤه للآخرين مثل الأقارب والأصدقاء.
  • المسافة من 4 إلى 12 قدم: يُطلق عليها المسافة الاجتماعية، حيث دائمًا ما يتم الحفاظ على هذا القدر من المسافة بين الأفراد مثل زملاء العمل والمعارف.
  • المسافة من 12 إلى 25 قدم: هي المسافة العامة وهي تدل على عدم وجود معرفة مسبقة بين الأفراد؛ حيث يتم الحفاظ عليها بين الأشخاص الغرباء كما هو الحال في الشوارع والأماكن العامة المخصصة للجميع، وهكذا.

بعد التطرق إلى أهم أنواع لغة الجسد والوجة وأسرارها ودلالات كل منها؛ تُجدر الإشارة إلى أنه على الرغم أن تلك الدلالات هي الشائعة والمتعارف عليها والتي قد أقرتها العديد من علوم النفس؛ إلا أنها مع ذلك قد تختلف من إنسان إلى آخر ومن مجتمع إلى آخر بناءً على عدة عوامل أهمها مستوى الثقافة المتأصلة في الأفراد بكل مكان.

ياسمين السيد

كاتبة ومحررة بموقع كيك كارير، أحب القراءة وأعشق البحث العلمي، وأؤمن بأن التدوين وسيلة رائعة لتقديم محتوى مُميز يُثري درجة الوعي والمعرفة في الأوساط العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
);
error: هذا المحتوى محمي !!