تنمية الذات

كيف تفرق بين النقد الداخلي الايجابي وجلد الذات السلبي؟

كيف تفرق بين النقد الداخلي الايجابي وجلد الذات السلبي؟ إن الكثير من الأشخاص دائمًا ما يكون لديهم خلط كبير في بعض المفاهيم المهمة فيما يخص محاسبة النفس، حيث إن البعض يقسو كثيرًا على ذاته ويجلدها جلدًا ذاتيًا مهلكًا بل ومدمرًا في بعض الأحيان.

في حين أن البعض يعي جيدًا المفهوم الصحيح للنقد الإيجابي الذاتي الذي يهذب النفس دون إنهاكها، وفيما يلي عبر موقع Kick Career سوف يتم توضيح ما هو الفرق بين النقد الداخلي وجلد الذات من وجهة نظر علماء النفس والخبراء.

كيف تفرق بين النقد الداخلي الايجابي وجلد الذات السلبي؟

كل شخص يطمح طوال الوقت إلى أن يكون شخص أفضل وأكثر نجاحًا وتميزًا؛ لذلك؛ فإن البعض يتخذ من توجيه ذاته طوال الوقت ضالته في جعلها أفضل دائمًا وعلى الطريق الصحيح، ولكن هذا الأمر لا يتطلب سوى أن يكون الفرد إيجابي في نظرته لذاته بحيث يكون نقده لذاته نقدًا بناءً وليس مهلكًا.

لا سيما أن البعض قد تقوده مراجعة نفسه إلى جلدها بقسوة ظنًا منه أنه بذلك يقوِّمها في حين أن هذا الأمر يترتب عليه عدد كبير من التأثيرات النفسية وأيضًا الصحية على النفس ويأتي بنتيجة عكسية تمامًا.

فإذا كنت ممن يحرصون على تقويم ذاتهم دائمًا ولديك رغبة في معرفة ما إذا كنت تمتلك القدرة على النقد الإيجابي لذاتك أم أنك جلّادًا لها؟ فعليك متابعة النِّقَاط التالية:

ردة الفعل عند الإخفاق

كل شخص مهما كان ذكيًا وناجحًا معرَّض إلى الإخفاق والفشل في بعض أمور حياته لسبب أو لآخر، وهنا يتبين حقيقة الأمر؛ فإذا كانت ردة فعل الإنسان هي الاعتراف بالخطأ ومحاولة معرفة الأسباب التي قد أدت إلى هذا الإخفاق والعمل جاهدًا على إصلاحها؛ من أجل تجنبها مرة أخرى فهذا هو النقد البناء للذات.

أما إذا بدأ الإنسان عند حدوث الإخفاق للتو في توجيه اللوم إلى ذاته ونعتها بالفشل دون النظر إلى الأسباب التي قد أدت إلى ذلك؛ فهو هنا شخص جالدًا لذاته.

مدى القدرة على المغامرة

الشخص الناقد بشكل إيجابي لذاته؛ يكون حريص على الإقدام والمغامرة طوال الوقت من أجل تحقيق الأفضل لنفسه ولمن حوله؛ لأنه يكون على يقين من أنه يفعل كل ما هو مطلوب منه بدقة وعناية، ومن ثم؛ يطمح إلى تحقيق الأفضل عبر أن يكون مقدامًا قدر الإمكان في تجربة الفرص الجديدة والمغامرة المحسوبة نوعًا ما.

فهو إذا لم يحقق ما قد سعى إليه، سوف يعدل خطته إلى أخرى ويعمل على إصلاح الأخطاء ويسعى مرة أخرى دون أن يوجه كلمات محبطة إلى نفسه، في حين أن الشخص الجلاد لذاته لا يحب المغامرة أو الإقدام على فعل أي شي جديد أو مختلف؛ لأنه في حالة عدم التوفيق؛ سوف يصب غضبه وحزنه على ذاته فقط؛ لذلك فهو ينأى بنفسه عن هذا الشعور قدر الإمكان.

المشاركة في الحوار

العزوف عن المشاركة في أي حوار سواء كان الفرد لديه القدرة على المشاركة أو لا؛ لأنه إذا تحدث بشيء خاطي – على سبيل المثال – سوف يشعر بقلة ومهانة في نفسه؛ فهو هنا شخص جالدًا لذاته.

في حين أن الشخص الذي يقوِّم ذاته بالنّقد البنّاء، لا يدعي المعرفة بشيء ولا يستفيض في الحديث أو المشاركة في النقاشات التي لا يكون ملمًا بها بالقدر الكافي، ولكن إذا كان لديه المعلومة والقدرة على الحديث؛ فإنه لا يجد أي غضاضة أو تراجع عن التعبير عن رأيه ولا شيء يعوقه هنا عن المشاركة في الحوار.

طريقة المقارنة مع الآخرين

إن المقارنة مع الآخرين هي سلاح ذو حدين؛ حيث إن الفرد قد يحرص على أن يقارن ذاته مع من هم أكثر تفوقًا ونجاحًا في بعض الأمور كالعمل – على سبيل المثال – لكي يشجع نفسه على أن يبذل المزيد من الجهد لكي يصبح هو أيضًا أكثر تميزًا ونجاحًا، وهذا لا يمنعه أبدًا من أن يشعر بقيمة نفسه وإمكانياته ومميزاته الخاصة ونقاط قوته التي يسعها إلى تنميتها.

في حين أن البعض الآخر من الأشخاص يقارن نفسه مع الآخرين لأنه يكون لديه شعور دائمًا بأنه أقل منهم ولا يجد ثمن أو قيمة لنفسه ولا يرى مميزاته، وهذا هو أسوأ أنواع جلد الذات؛ لأنه يجعل الفرد ناقمًا على حاله وحياته بل ويتراجع أكثر وأكثر ولا يتقدم خطوة واحدة؛ لأنه لا يؤمن بذاته ولا بقدراته من البداية.

هل ترضى عن شكلك؟

إن الرضا عن الشكل والهيئة التي قد خلق الله تعالى الإنسان عليها هي أمر مهم وفيصلي في حياة كل إنسان، وهناك بعض الأشخاص الذين لا يرضون عن الشكل والهيئة خاصتهم على الرغم أن الآخرين قد يرونهم أكثر جمالًا وتميزًا، إذًا فالمشكلة الحقيقية هنا لا تكون متعلقة حقًا بشكل أو مظهر الإنسان؛ ولكنها تنبع من فقدان الثقة الشديد بالنفس التي تجعل الفرد يرى أنه أقل من الآخرين كثيرًا حتى في الشكل.

وهذا أيضًا من أخطر أنواع جلد الذات، لأنه يجعل الفرد منعزلًا عن المجتمع وغير راغبًا في التواجد أو الظهور في أي تجمعات لكي لا يكون محط سخرية أو تقليل من الآخرين على الرغم من عدم وجود سبب حقيقي لذلك.

في حين أن الشخص الذي ينقد نفسه بشكل إيجابي، هو الذي يكون راضي عن الخلقة التي قد أوجده الله تعالى عليها، حتى وإن كانت في نظر الآخرين قبيحة! أو حتى إذا كان يعاني من إعاقة أو غيرها، لكنه فقط يكون حريص على إصلاح أي مشكلة في مظهره مثل ارتداء ملابس مناسبة – على سبيل المثال – وعلى أن يبدو أيضًا بمظهر نظيف وأنيق بما في وسعه ليكون راضيًا عن ذاته دائمًا، وهذا بالطبع هو الشخص المدرك لمعنى النقد الإيجابي بشكل سليم.

وأخيراً؛ فعلى كل إنسان أن يكون صريحًا مع نفسه وأن يتحقق هل هو جلادًا لذاته أم أنه موجه وناقد إيجابي لها؟ لا سيما أن الإسراف في جلد الذات يوِّلد لدى صاحبه العديد من المشكلات النفسية وربما الصحية والعزلة بل والفشل الحقيقي – في الكثير من الأحيان – في كل جوانب الحياة.

ياسمين السيد

كاتبة ومحررة بموقع كيك كارير، أحب القراءة وأعشق البحث العلمي، وأؤمن بأن التدوين وسيلة رائعة لتقديم محتوى مُميز يُثري درجة الوعي والمعرفة في الأوساط العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
);
error: هذا المحتوى محمي !!