المستشار المهنينصائح مهنية

هل تعاني من الإحباط في العمل ؟ إليك نصائح للخروج من هذه الدوامة

يعد الإحباط في العمل أحد الأمور المتوقع حدوثها كثيرًا لدى كل من يعمل؛ مهما كانت وظائفهم أو أعمالهم، فقد تحبط من الضغط المتزايد عليك أو من المدير المتضجر أو من شعورك الدائم بأنك غير مُقدر بالقدر الذي تستحق، هنا سنتحدث عن كل ذلك ونتعرف أكثر على الإحباط في العمل وأبعاده وطرق حل هذه المشكلة.

تبدأ فكرة الإحباط في العمل بشعورك بعدم الرضا عما تفعل وعن المكان الموجود به، قد يبدأ الأمر بوصولك متأخرًا إلى جهة العمل لمرات متكررة، وتستمر في الحصول على تحذيرات أو ملاحظات من مديرك في العمل.

وعادة ما تختلف أسباب الإحباط في العمل من شخص لآخر؛ فقد يكون ما يزعجك مثلًا شعورك بعدم التقدير، أو وجود منافسات غير شريفة، وقد يمكن أن تكون طبيعة العمل نفسها وغيرها من الأمور التي تختلف باختلاف المهنة وطبيعة الشخص نفسها.

علامات الإحباط في العمل 

حين يُحبط أي منا في عمله، فإن الإحباط في العمل عادة ما يكون مُترجم على هيئة تصرفات وأفعال وليس مجرد رغبة شعورية، سنذكر بعضها هنا

عدم الرغبة في الذهاب إلى العمل 

أول علامات إحباطك من العمل هي عدم الرغبة في الذهاب إليه، فتشعر أن الفكرة ثقيلة وأنك تكره صباح اليوم لأنك مضطر فيه للذهاب إلى العمل، بجانب تكاسلك في كل ما يخصه، ولا تكون لديك أدنى مشكلة في الوصول متأخرًا وما ينتج عن ذلك من المشاكل التي تقابلك أثناء العمل.

الشعور بالحزن المستمر

من لا يشعر بالتقدير في عمله غالبًا ما تكون حياته كلها متأثرة بذلك في أوقات العمل الرسمية وخارجها، فنجد أن الحالة النفسية التي تلازم الشخص المحبط داخل مقر العمل هي نفسها تلازمه باقي اليوم وفي كل الأوقات الاجتماعية لأن الأزمة كبيرة وتأثيرها لا ينتهي بمجرد انتهاء روتين العمل اليومي.

الانتقاص من الذات

غالبًا من يشعر بعدم الرضا والإحباط في عمله يشعر بانتقاص في ذاته وأنه شخص فاشل غير قادر على الإنجاز وبالتأكيد هذه هواجس وأحاسيس ليست حقيقية، فجميعنا معرضون للأخفاق ومن الممكن ألا نتوفق في الأعمال التي نذهب إليها خصوصًا من أول أسابيع وقد يستمر في الشهور الثلاث الأولى، لهذا الشعور بالانتقاص من الذات هو أمر طبيعي ولكنه ليس في محله.

بعض الأعراض الجسدية والنفسية 

قد يصاحب الشخص المحبط بعض الأعراض الجسدية أو النفسية مثل فقدان الشهية والصداع الدائم أو الرغبة في النوم وغيرها الكثير، ممكن أن يؤدي عدم الاترياح في العمل إلى الاكتئاب أو عدم الرغبة في الحياة، كل تلك الأعراض تختلف من شخص لآخر، حسب درجة تحمله ومقاومته وقدرته على مواجهة مشكلاته، فالبعض قد يكون الأمر معه كارثيًا مدمرًا والبعض قد يشعر بأنه أقل من ذلك.

ولكن وجب التنبية على أن وجود تلك الأعراض لا يعني بالضرورة أن الإحباط في العمل هو السبب الرئيسي لها بل قد تكون هنالك أسباب أخرى سواء كانت أسرية أو شخصية ناتجة عن الظروف المحيطة بالشخص خارج بيئة العمل.

نصائح للخروج من دوامة الإحباط في العمل

تتعدد أسباب الإحباط في العمل، وكلما تغير السبب فإنه بالتأكيد يتغير الحل ويختلف حسب الظروف والمعايير الموجودة في الوظيفة ولدى الشخص نفسه، وبناءًا على ذلك فإنه لا يجب التعامل مع تلك الحلول على إنها الحل السحري أو الطريقة الوحيدة، فلا أحد يعرف الوضع والظروف أكثر من صاحب المشكلة.

فأنت من تعمل وإن تركت العمل فأنت من سيتحمل النتيجة وإن استمررت في العمل فأنت وحدك من ستتحمل تبعات ذلك سواء كان احتراق ذاتي أو قدرة على الاستمرار، ولكن يجب تحديد المعايير والدائرة التي ستدور فيها، حتى لا تبتعد كثيرًا عن الهدف المرجو أو تحاول إصلاح الأمور بشكل خاطيء، وهنا سنعطي بعض النصائح التي ستسكن من حدة الشعور بالإحباط وتساعدك في تحديد حلول للمشكلة: 

معرفة الأسباب التي تخلق الإحباط في العمل 

أنت وحدك المستشار الأمثل لنفسك، فلا أحد يعلم ما تواجهه أنت ولا أحد يعلم ماذا تكره وماذا تحب مثلك أنت لهذا يجب عليك تحليل الأمور جيدًا في دائرتك، ومعرفة الخلل في أي نقطة، هل مديرك يضايقك؟ أم زملاؤك غير مناسبين؟ أم أن كثرة المهام تتعبك؟ أم أن شخصيتك لا تتوافق مع هذه المهنة؟ ولاحظ أنه لا يجب الخلط بين الأمور الشخصية التي قد تواجهك في الحياة وتؤثر عليك بشكل عام وبين عملك، تلك المشكلات لا تحتسب من مسببات  الإحباط في العمل وإنما هي أزمة حياتية لها حلول أخرى.

أخذ إجازة للراحة وشحن الطاقة من جديد

جميعنا يصيبنا الفتور من وقت لآخر والفتور أمر طبيعي في الحياة وفي العمل، والفتور يحتاج إلى تجديد وتغيير الروتين، كأن تسافر مثلًا أو تغير نشاطات يومك، بل وحتى في العمل نفسه يمكنك أن تغير وضعية مكتبك أو دهان الحائط، قم باكتشاف أشياء جديدة تغير من نشاطك وتحفزك من جديد، ولا تنس أن الفتور طبيعي حتى وإن كنت تحب وظيفتك ومؤمن بأنك خلقت لها.

احتساب العمل لوجه الله

في بعض الأحيان يتعرض الكثيرين لمضايقات في العمل ولا يكون في أيديهم شيء أو حلول أخرى، مثل العمل في مهنة مديرها لا يقدرك ومتضجر على الدوام وأنت لا تملك أي حلول أخرى وليس لديك مكان يمكن أن تنتقل إليه أو شخص تشكو إليه، في هذه الحالة يمكنك أن تحتسب وظيفتك لوجه الله وعملك ومجهودك كله، حتى لا تتعب نفسك وتنفجر، احتساب العمل لوجه الله يقلل من الإحباط في العمل ويشعرك بتنفيس نفسي رائع، يمكنك أن تجرب ذلك.

ترك العمل والبحث عن وظيفة أخرى

حين نتحدث عن ترك الوظيفة فلا يجب تجاهل كل الخيارات السابقة والبحث مباشرة على عمل جديد، بل يجب أن تكون تلك الخطوة هي الأخيرة وبعد أن تستنفد جميع محاولاتك كموظف بعدها يمكنك البدء في البحث عن وظيفة جديدة، 

البحث عن مهنة مختلفة

في بعض الأحوال يكون سبب الإحباط في العمل طبيعة المهنة نفسها وليس مشكلة داخل مقر العمل، على سبيل المثال، قد يجرب أحدهم العمل في المجال الهندسي ويكتشف أن شخصيته غير متلائمة مع شخصية العمل نفسه، وهذا أمر لا ينفع معه تغييرمحل العمل فقط؛ فالثوابت المهنية موجودة في كل مكان، والاستمرار في هذا العمل قد يؤدي إلى الشعور بالاحتراق الذاتي والوظيفي.

وهذا علاجه الوحيد ترك المهنة من أساسها والبحث عن مجال عمل جديد، ومن المعلوم أن تلك الخطوة ليست سهلة أو مضمونة خصوصًا أن الشخص المتضرر قد لا يجد أو يعرف ما الذي يحتاجه أو ما البدائل المتاحة أمامه لهذا التفكير جيدًا قبل أن تتخذ خطوة كهذه.

الإحباط في العمل ليس نهاية العالم، هو أمر محتمل حدوثه لكل من يعمل، فقط تذكر أن الحياة ليست عادلة دائمًا وأن الوضع قابل للتغيير ولا تجعل الإحباط يسيطر عليك ليتمكن من حياتك كلها.

وفــاء خيري

كاتبة مصرية مهتمة بمجالات شتى منها العمل والتعليم والأدب والشأن الثقافي بشكل عام، وأرغب في تطوير المحتوى العربي على الإنترنت للأفضل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
);
error: هذا المحتوى محمي !!