تنمية الذات

هل الانسان يحتاج قليل من الحظ من اجل النجاح

هل الانسان يحتاج قليل من الحظ من اجل النجاح؟ إن الحظ هو مصطلح يتردد كثيرًا على ألسنة كل الأشخاص سواء من الناجحين الذين يرون أنفسهم أكثر حظًا أو من الذين يرون أن الحظ لا يحالفهم دومًا في أمور حياتهم، لكن هل يلعب الحظ دورًا حقيقيًا بالفعل في نجاح الفرد أو فشله؟ هذا ما سوف يتم التطرق إليه عبر موقع Kick Career خلال هذا المقال بالتفصيل.

هل الانسان يحتاج قليل من الحظ من اجل النجاح؟

إن الإجابة على هذا السؤال يمكن تلخيصها في عبارة واحدة فقط، وهي: (الحظ لا يأتي إلا لمن يستحقه).

وهي إن كانت عبارة مكونة من عدد كلمات قليلة، إلا أنها تشتمل على معاني مهمة وعميقة؛ حيث إنها تشير إلى أن السعي والعمل والصبر والمثابرة والكد والاجتهاد؛ سوف تجعل صاحبها بالفعل محظوظًا؛ لأن هذا السعي سوف يفتح له الكثير من الأبواب التي من المحال أن يصل إليها أو أن يجد أنها ممهدة أمامه – نوعًا ما – بدون هذا الاجتهاد والسعي.

وبناءً على ذلك؛ فهذا يدل على أن الحظ ليس سببًا في النجاح؛ بل إنما العمل والاجتهاد والسعي هو ما يجلب الحظ الجيد لصاحبه، وهو هنا ليس حظًا بالمفهوم الذي يعتقده البعض؛ كمَن ينتظر – على سبيل المثال – أن يستيقظ صباح يوم ما ليجد أنه قد تم اختياره ليكون رئيس مجلس إدارة الشركة التي يعمل بها بدون مقدمات، أو من ينتظر أن تهب له الحياة جائزة بقيمة مليون دولار من حيث لا يحتسب لكي ينعت نفسه بأنه شخص محظوظ.

وإنما المقصود بالحظ هنا هو ما يجده الفرد المجتهد في طريقة من تيسير بعض الأمور التي تدعم وتعزز مسيرته في النجاح والتي ما كان له أن يصل إليها دون الصبر وبذل الوقت والجهد.

هل تشعر بأنك شخص سيء الحظ ؟ تعرف على السبب

من المنظور الديني؛ ففي حقيقة الأمر أنه لا يوجد ما يسمى بأن “شخص ما” سيء الحظ، بل إن مقدرات حياته وتدبيره يتم وفق إرادة ومشيئة إلهية تدبر له أمور حياته بأفضل مما يتوقع أو يظن، حتى وإن وجد بعض الألم ولم يهديه تفكيره في حكمة اللله في هذه التدابير.

كما أنه في حياتنا قد وجدنا قصص لعشرات بل مئات وآلاف الأفراد الذين قد تحولوا من أشخاص فاشلون ينعتون أنفسهم بسيئي الحظ إلى أشخاص ناجحون متميزون، وبلغة الحياة أيضًا يتحول نعتهم هنا إلى سعداء الحظ.

هذا يؤكد على أنه لا يوجد ما يسمى حظ من أجل النجاح، بل إن الفيصل هنا هو العمل والاجتهاد و تطوير الذات على أن يغلف كل ذلك (الإصرار) الذي يعد هو مفتاح النجاح الحقيقي وليس الحظ.

مما يعني أن السعي عبر العمل والاجتهاد والمثابرة والإصرار هو مفتاح الخير وجزائه هو الفلاح والنجاح، وجزاء عدم السعي هو التراجع والتأخر والشعور على إثر ذلك بالاضطهاد أو الحظ السيء.

وقد عدَّد علماء النفس والتنمية البشرية أهم الأسباب التي تدفع الشخص إلى الاعتقاد بأنه شخص ذو حظ سيء، في النقاط التالية:

  • يتعامل الإنسان مع مصطلح الحظ السيء كالشماعة التي يلقي عليها أسباب الكسل وعدم الرغبة في السعي أو بذل المجهود من أجل النجاح.
  • كثرة ترديد عبارة (أنا ذو حظ سيء) تؤدي إلى ترسيخ هذا المعنى في وجدان الفرد، وبالتالي؛ فيرى النواقص في أي شيء يحدث له حتى وإن كان إيجابيًا.
  • وجود عقدة نفسية تنمو في العقل الباطن للفرد منذ طفولته تعزز من الشعور بسوء الحظ لديه؛ لا سيما إذا وجد ما يميز أقرانه عنه منذ بداية اختلاطه بالعالم الخارجي والتعرف عليه.
  • فيما يرى بعض الخبراء النفسيون أيضًا أن شعور الشخص بأنه عسير الحظ؛ إنما يكون لاقتناعه من داخله بأنه لا يستحق أن يكون محظوظًا، وبالتالي يعبر عن ذلك عبر نعت نفسه دائمًا بقلة الحظ.
  • المقارنة الدائمة مع الآخرين وافتقاد صفة القناعة من أدعى الأسباب التي تدفع الفرد إلى الشعور بالحظ السيء على الرغم أنه قد يكون ممتلكًا لما لا يملكه الآخرون؛ لكنه لا يرى ذلك ويكون مقتنع دائمًا بأن لهم أفضليه عنه.

وأخيرًا، فإنه من الجدير بالذكر أن كل شخص – دون استثناء – قد خلقه الله تعالى بميزة وموهبة تميزه عن الآخرين، وهذا ما يجعل بعض الفروق الفردية تظهر بين الأفراد، ولذلك؛ فإن من يتمكن من اكتشاف الموهبة والميزة التي قد حباها الله له يتم نعته بالمحظوظ، على الرغم أن كل شخص يمكنه أن يصبح محظوظًا إذا أصر على أن يتكشف وينمي مواهبه ومميزاته التي قد وهبها الله له.

ياسمين السيد

كاتبة ومحررة بموقع كيك كارير، أحب القراءة وأعشق البحث العلمي، وأؤمن بأن التدوين وسيلة رائعة لتقديم محتوى مُميز يُثري درجة الوعي والمعرفة في الأوساط العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
);
error: هذا المحتوى محمي !!