كيف تجذب انتباه العميل؟

كيف تجذب انتباه العميل؟ إن إجابة هذا السؤال باتت هي الشغل الشاغل لكافة الأفراد العاملين في جميع مجالات المبيعات والخدمات دون استثناء، لا سيما أن ازدياد عدد المنافسين في تقديم الخِدْمَات والسلع قَلّل من مِيزة الندرة التي كانت تمتع بها بعض المنتجات والخدمات سابقًا، مما جعل جذب انتباه العميل وأيضًا تحويله إلى عميل دائم هو الهدف الأساسي من أجل نجاح أي مشروع في الوقت الراهن، وفيما يلي عبر موقع Kick Career، سوف يتم توضيح أهم الطرق التي يمكن من خلالها جذب انتباه العملاء بذكاء.

كيف تجذب انتباه العميل؟

لم يقف خبراء بناء خطط التسويق الاستراتيجية مكتوفي الأيدي أمام هذا الكم الهائل من التحديات التي تواجه جميع أصحاب المشروعات ومقدمي الخِدْمَات – خصوصًا الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة – حيث قاموا بتوضيح مجموعة من أهم الآليات والوسائل التي يمكن من خلالها جذب انتباه العميل وتحديد الفئة المستهدفة بشكل احترافي؛ والتي نوضحها من خلال النقاط التالية:

فكر بعقل العميل وبيع له الحلم

ربما يكون العميل متردد بعض الشيء في الإقبال على الخدمة أو المنتج لعدم وجود دوافع تحركه إلى اتخاذ هذا الإجراء، ويرى الخبراء أن طريقة “بيع الحلم” للعملاء تؤثر على نسبة كبيرة من هؤلاء العملاء وتجعلهم مقبلين بدرجة أكبر على الشراء.

ومن الأمثلة على ذلك؛ هي أن تأخذ عقل العميل إلى المميزات التي سوف يحصل عليها بعد الحصول على هذه الخدمة؛ فإذا كان لديك مركز تجميل – على سبيل المثال – فهنا يمكن جذب انتباه العميلات بشعار، (سوف تكونين الأجمل بين الجميع)، وفي حالة كنت تقدم منتجات هواتف جوالة من شركة محددة؛ فيمكن هنا استخدام عبارة (ما تريد وأكثر)، وهكذا، فإن المسوق هنا لا يتطرق إلى الخدمة أو المنتج ولكن يتطرق إلى ما سوف يترتب على اقتناء هذا المنتج.

السلاسة في إتمام البيع والشراء

قد تقدم منتج أو خدمة مميزة جدًا عند المقارنة مع المنافسين وتجذب انتباه العملاء بالفعل؛ لكن لا يتم تَرْجَمَة ذلك إلى شراء، ولقد أشارت الإحصائيات إلى أن المستهلك خصوصًا عند التسوق أونلاين عبر الإنترنت يعزف بشكل سريع عن إتمام عملية الشراء إذا وجد صعوبات في ذلك.

لذلك فقد يكون انخفاض المبيعات بسبب وجود معوقات في إتمام الشراء؛ مثل استخدام متجر يصعب فهم طريقة إتمام عملية الشراء من خلاله، أو عدم توفير أكثر من وسيلة دفع، أو المغالاة في رسوم التوصيل وغيرها، لذلك ينبغي مراعاة كل هذه النِّقَاط في أثناء وضع الخُطَّة التسويقية.

اقرأ أيضاً: أهم مهارات مسؤول التسويق

لا تنسَ المِيزة التنافسية

ربما يكون لديك منتج احترافي ومهم ولكنك لا تقدم ميزة تنافسية تمكنك من التقدم على منافسك بخطوة، لذلك؛ ينبغي دراسة وتحليل المنافسين جيدًا ومعرفة كل المميزات التي يقدمونها في هذه الخدمة أو المنتج، ثم إضافة مِيزة جديدة إلى تلك المميزات، وهنا بالطبع سوف تؤدي هذه المِيزة إلى إعطائك الأفضلية على منافسيك، ومن ثم الفوز بالعميل.

لكن ينبغي أن تعتمد هذه المِيزة على الإبداع والابتكار وعدم التقليدية وإمكانية التطبيق أيضًا، لكي تجد صدى جيد وحقيقي لدى العملاء، لا سيما أن الأمر هنا لا يتطلب جذب انتباه العميل فحسب، لكن يهدف بشكل أساسي لتحويله إلى مستهلك.

كن مقنعًا ولا تكن مُلِّحًا

أنا وأنت وأي مستهلك عندما يقدم على شراء أي منتج أو خدمة؛ فهو يفعل ذلك انطلاقًا من اقتناعه بهذه الخدمة، وهنا يجب على المسوق أن يبذل قُصَارَى جهده في توضيح أهم مميزات هذه الخدمة ومواصفاتها للوصول إلى نقطة إقناع العميل بها والرد على كافة استفساراته بثقة ولباقة ولطف، ثم يدع له أخيرًا حرية الاختيار.

ولا ينبغي بأي حال الإسراف في الإلحاح على العميل وملاحقته سواء من خلال حسابه الخاص على مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر الهاتف لكي يقوم بشراء هذه الخدمة؛ حيث إن ذلك سوف يقلل دون شك من ثقة العميل بالخدمة وربما يجعله عازفًا عن الشراء بوجهٍ عام.

التواجد الدائم بين العملاء

التواجد الدائم بين العملاء يعني أن يتم التسويق لهذه الخِدْمَات بين الفئة المستهدفة سواء من خلال إعلانات السوشيال ميديا الممولة أو إعلانات جوجل أو أي من وسائل التسويق التي يمكن من خلالها وصول معلومات ومواصفات وأيضًا عروض هذه المنتجات إلى أكبر عدد ممكن من الفئة المستهدفة.

أقرأ عن: كيف تصبح مسوق الكتروني محترف

حيث يرى الخبراء أن امتلاك خدمة أو منتج جيد، مع التسويق لفترة قصيرة له وعدم التواجد بشكل دائم بين العملاء سوف يؤدي إلى طمس هُوِيَّة المشروع في أذهانهم وسوف يحل محله المنافسين بالطبع، ذلك فإن التواجد على ساحات التواصل العام أمر مهم لجذب العملاء دائمًا، مع التنوع في المحتوى المقدم للعملاء بين معلومات وفوائد وأيضًا استعراض أهم مميزات المنتجات والعروض الخاصة بها بين الفينة والأخرى.

الاهتمام بعروض الخدمات والمكافآت

يبحث العملاء في كل مكان عن العروض التي تشعرهم بأنهم قد تمكنوا من اقتناء أفضل وأجود منتج بأقل سعر ممكن، لذلك؛ ينبغي أن يتم عمل بعض عروض الخِدْمَات بشكل دائم ومنطقي بحيث لا يقلل من قيمة المنتج في نظر العميل، كما يمكن عمل المكافآت والهدايا التي يمكن للعملاء الحصول عليها عند الشراء بقيمة محددة، وهكذا، خاصةً أن تلك العروض قد أثبتت أنها تجذب انتباه فئة كبيرة من العملاء.

الاسم المميز والهوية البصرية

إن جذب انتباه العملاء لا يبدأ بعد إنشاء وتجهيز المشروع، ولكن يبدأ من أول لحظة؛ حيث يجب أن يتم اختيار اسم جذاب للمشروع يلفت انتباه العملاء وأيضًا تنفيذ هُوِيَّة بصرية محددة وجاذبة للأنظار والأذهان؛ بحيث تظل قابعة في أذهان العملاء أطول مدّة ممكنة.

الالتزام بالصدق

من المؤسف أن بعض المسوقين وأصحاب المشروعات يقومون بخداع العملاء من خلال عمل عروض وهمية أو تقديم مِيزة تنافسية غير متوفرة بالمنتج، زعمًا منهم أن هذا الفعل سوف يعزز من نسبة الانتشار والإقبال ومن ثم المبيعات، في حين أن هذا الأمر يؤدي إلى كساد هذا المنتج وفقدان مصداقيته ودرجة الثقة به على المدى القريب وليس البعيد بين العملاء، وبالتالي سوف يؤدي ذلك لا محالة إلى خسارة كبيرة وربما فشل المشروع.

وأخيرًا، ينبغي أن يعي الجميع أن النجاح والتسويق الاحترافي لا يمكن بنائه بأي حال على هدم المنافس وذكر عيوب المنتج الخاص به، بل إن النجاح والتسويق الذكي الفعال الذي يكسب أي مشروع ثقة واحترام العملاء؛ يكون قائم على التطوير الدائم والعرض الاحترافي للخدمة أو المنتج وتحقيق أقصى درجات الرضا للعملاء فحسب.