قصة لينكدإن المرجع الرئيسي للتوظيف وبناء العلاقات المهنية
أصبحت منصة لينكدإن Linkedin هي حلقة الوصل الرقمية الأولى على مستوى العالم في مجال التوظيف، حيث إنها توفر شبكة كبيرة من العلاقات التي يستطيع من خلالها رجال الأعمال والتنفيذين وكافة مجالات وتخصصات أرباب العمل والموظفين من أن يجدوا ضالتهم من خلالها، فما هي قصة هذه الشبكة الإلكترونية الرائدة؟ ومتى تم إنشائها؟ وكيف نجحت؟ هذا هو محور حديثنا عبر موقع KickCareer من خلال هذا المقال بالتفصيل.
من هو مؤسس لينكدإن
مؤسس موقع لينكدإن هو رجل الأعمال الأمريكي رييد هوفمان والذي لم يكن موقع لينكدإن هو أول نجاحاته في عالم تطوير وإدارة مواقع المراسلة والتواصل الاجتماعي، حيث كان هوفمان من المستثمرين في العديد من المواقع التي قد ذاع صيتها خلال العقد الأخير مثل موقع فليكر، موقع فيس بوك، باي بال وغيرهم.
ولقد وُلد هوفمان في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية وتحديدًا في مدينة ستانفورد في عام 1967م، وتخرج أيضًا من جامعة ستانفورد، وكان متفوقًا في دراسته الجامعية؛ لذلك فكر في أن يسلك مسار التدريس الجامعي؛ ولكنه ما لبث أن غير وجهته إلى ريادة الأعمال لاقتناعه بأنها ذو تأثير عملي وإيجابي أكبر في المتجمع.
التدرج الوظيفي لرييد هوفمان
عمل هوفمان في عدد كبير من الشركات المرموقة وعلى رأسها شركة أبل وكذلك شركة فوجيتسو، ثم استطاع أن يقنع بعض المستثمرين بتمويله من أجل إنشاء شركته الأولى وهي شركة Socialnet، وكان إلى جانب ذلك عضوًا في مجلس إدارة موقع تحويل الأمول باي بال؛ حيث قد تعرف على أصحاب الموقع أثناء دراسته الجامعية.
وقد يتساءل البعض لماذا ظل هوفمان جزءًا من إدارة موقع باي بال على الرغم من تأسيس شركته الناشئة؛ وفي حقيقة الأمر أن هوفمان كان ذو طموح كبير ونظرة ثاقبة؛ إذ كان كل ما يشغل تفكيره هو كيفية جمع ملايين المشاركين إلى شبكة اجتماعية واحدة ثم تحويلهم خلال وقت قصير إلى عشرات الملايين وهكذا.
وظل هوفمان مستمرًا في طريقة ساعيًا إلى أن ينهل العلم والمعرفة والخبرة في مجال إنشاء وتطوير شبكات التواصل الاجتماعي، وعلى الرغم من اكتساب الخبرة وتوفر الذكاء والمهارة والقدرة على الإدارة؛ إلا أن شركته الناشئة تعرضت إلى الفشل والإغلاق، وهنا عزم على أن يكرس جهوده إلى عمله في شركة باي بال.
ولقد كان عمله في باي بال مثمرًا؛ حيث تعلم من خلاله أسس إدارة المواقع الآمنة، إتمام المعاملات البنكية، طرق ووسائل السداد والتحصيل، وغيرها من الأمور الأخرى المهمة.
إطلاق موقع لينكدإن
في بداية الألفية الثالثة؛ عزمت إدارة موقع باي بال على بيعه إلى موقع إيباي؛ ولم يجد هنا هوفمان بُدًا من ترجمة الفكرة التي بدأت تلمع في ذهنه منذ وقتٍ مضى؛ وهي إنشاء موقع اجتماعي خاص بقطاع الأعمال يجمع الموظفين وأصحاب العمل من كل حدبٍ وصوب، وقد كان بالفعل، فقام بتأسيس موقع لينكدإن Linkedin في نهاية عام 2002م، وتم إطلاقه بشكل رسمي في شهر مايو من عام 2003م؛ معتمدًا على المبلغ المالي الذي حصل عليه من بيع باي بال.
مراح نجاح موقع لينكدإن
بالطبع لم يكن طريق النجاح أمام موقع linkedIn ممهدًا، ولكن إصرار هوفمان وعزيمته كانت هي الفيصل في نجاح هذا الموقع؛ ولقد قام بضم 13 عضو في فريق الإدارة، وقام كل منهم لاحقًا بدعوة أصدقائه؛ حتى وصل عدد المشتركين في الموقع إلى حوالي 112 عضو.
وكان الشغل الشاغل لكل الأعضاء المؤسسين للموقع هو كيف يمكن جذب عشرات الملايين من المستخدمين إلى الموقع، ولم تبوء جهودهم بالفشل؛ بل تمكنوا مع حلول عام 2010م من أن يكون عدد مشتركي الموقع أكثر من 75 مليون مشترك.
وكانت أول خطوة نحو الربح من الموقع؛ حينما تم طلب مبلغ مالي من أحد الشركات أو أرباب العمل الذي كان يرغب في نشر إعلان عبر الموقع للبحث عن موظفين بتخصصات ومهارات محددة، ومن هنا انطلق موقع لينكدإن بخطى سريعة نحو النجاح والربح.
حتى أصبح في وقتنا هذا هو المنصة والوجهة الأولى للراغبين في البحث عن وظائف متوافقة مع تخصصاتهم في الشركات، وأصبح أيضًا وجهة الشركات الراغبة في الاطّلاع على السِيَر الذاتية لأصحاب التخصصات المختلفة بهدف توظيفهم لديها.
ومن أهم ما يبرهن بقوة على نجاح موقع لينكدإن وتربعه على عرش قمة هذه الفئة من المواقع حتى وقتنا هذا؛ هو أن عدد مشتركيه الآن قد بلغ حوالي 930 مليون مشترك ينتمون إلى أكثر من 200 دولة من حول العالم.