مؤسسات ناجحة

كيف تفوقت شركة آبل وأصبحت واحدة من أكبر الشركات في العالم

كيف تفوقت شركة آبل وأصبحت بهذه المكانة الكبيرة بين جميع شركات المنتجات التقنية في العالم ولم تستطع أي شركة أخرى أن تكون منافس حقيقي لها حتى الآن؟ هي لا شك من الأسئلة التي تدور في أذهان الكثير من الأشخاص لاسيما الراغبين في اقتحام سوق ريادة الأعمال وبناء مشروعات خاصة ناجحة ومتفردة عن منافسيها، فدعونا لاحقًا عبر موقع KickCareer نتعرف على أسرار شركة أبل، وكيف لا تزال متمكنة من التربع على عرش شركات العالم حتى وقتنا هذا.

كيف تفوقت شركة أبل

يرى البعض أن تفرد ونجاح شركة أبل هو نموذج لا يمكن تكراره، لاسيما أن الشركة قد أحدثت بالفعل طفرة كبيرة في عالم إنتاج وابتكار المنتجات التقنية والهواتف الجوالة والأجهزة الذكية بوجهٍ عام وبشكل لم تتمكن أي شركة أخرى من مجاراته حتى الآن.

ومن أهم مظاهر نجاح شركة أبل هو تمكنها من بناء قاعدة عملاء ضخمة في كل بلدان العالم، وتحويل إيراداتها على مدار سنوات من العمل الجاد والإبداعي من حوالي 8 مليار إلى نحو 2200 مليار دولار.

فضلًا عن أنها قادرة على فهم متطلبات وتطلعات الجماهير، ومن ثم؛ تقديم منتجات ذات أفكار فريدة إبداعية تجعلهم شغوفين باقتناء تلك المنتجات مهما كانت أسعارها مرتفعة، والفقرات التالية سوف تعرفنا على شركة أبل عن قرب وعلى أهم أسرار نجاحها.

ما هي شركة أبل؟

شركة أبل Apple هي شركة أمريكية متعددة الجنسيات تم تأسيسها منذ الأول من أبريل لعام 1976م، ويقع المقر الرئيسي للشركة في الولايات المتحدة الأمريكية في وادي السيليكون بولاية كاليفورنيا وتحديدًا في مدينة كوبرتينو، وكان المؤسسين الأوائل للشركة هم ستيف جوبز، رونالد واين، وستيف وزنياك.

كانت الشركة في البداية تحمل اسم (شركة أبل للكمبيوتر) وقامت بالفعل بإنتاج وبيع بعض الحواسيب من إنتاجها مثل حاسوب أبل1 وحاسوب أبل2 الذي شهد حجم إقبال كبير من المستهلكين لا سيما أنها كان يعمل بنظام جديد من إنتاج أبل هو الماكنتوش وذلك في عام 1984م.

لكن لم يكن طريق النجاح ممهدًا على الإطلاق أمام شركة أبل؛ بل إنها قد تعرضت إلى الكثير من الإخفاقات والتراجع وتركها المؤسسين، وتزامن ذلك مع سيطرة شركة مايكروسوفت على سوق المنتجات التقنية بمنتجات مايكروسوفت ويندوز لفترة طويلة، مما أدى إلى قيام أبل بإعلان إفلاسها في عام 1997م.

عودة قوية لأبل

بعد مرور أسابيع على الإعلان عن إفلاس الشركة، قامت بشراء NEXT حتى تتخلص من مشكلة نظام التشغيل التي كانت سبب رئيسي في إفلاسها بسبب ارتفاع التكلفة، وحتى تحاول إقناع جوبز بالعودة إلى إدارة الشركة.

وبالفعل عاد جوبز إلى إدارة الشركة وتمكن خلال العشر سنوات التالية من نقل الشركة نقل كبيرة جدًا كانت هي المحور والفيصل في النجاح المبهر الذي لا تزال الشركة عليه حتى الآن.

حيث قام جوبز بتوجيه الشركة إلى إنتاج أجهزة ذكية بمواصفات مبتكرة منها جهاز أيفون، أي باد، أي بود وقامت بإطلاق حملات إعلانية كبيرة وضخمة على مستوى العالم وأنشأت العديد من المتاجر والمنافذ لبيع منتجات أبل، كما تمكنت من الاستحواذ على عدد كبير من الشركات الصغيرة نوعًا ما في المجال واستمر ذلك حتى عام 2011م.

رحيل جوبز وتولي تيم كوك

في عام 2011م قام ستيف جوبز بتقديم استقالته من الشركة إثر أزمة صحية تعرض لها وتوفى بعدها بشهرين فقط، ولقد خلفه في منصب الرئيس التنفيذي للشركة رجل الأعمال تيم كوك.

ولقد ظلت الشركة متفردة وناجحة في ظل قيادة تيم كوك أيضًا وزادت نسبة مبيعاتها وانتشارها العالمي مع الوقت، ويُذكر أن أبل هي أول شركة يتم طرحها للتداول بقيمة بلغت 1 ترييون دولار في 2018م، ثم بمبلغ 2 تريليون في 2020م، ولقد تم طرحها للتداول في عام 2022م أيضًا بقيمة مالية وصلت إلى 3 تريليون دولار أمريكي.

استمرار مسيرة نجاح أبل

لقد كان شعار العمل داخل شركة أبل وما يزال هو (التميز والجودة)، ولذلك فقد أعزى الخبراء أسباب تربع أبل على عرش شركات التقنية حتى الآن إلى بعض الأسباب الرئيسية، وهي:

دراسة دقيقة للجمهور وللمستقبل

الغالبية العظمى من الشركات عند دراسة احتياجات عملائها تسعى إلى معرفة ما يحتاج إليه العملاء الآن، أما أبل فهي تسعى إلى معرفة ما سوف يكون المستخدم في حاجة إليه مستقبلًا، ومن ثم تقوم بدمج تقنيات وأدوات وإضافات تبهر المستخدم دائمًا، ومن أشهرها الآن هو دمج آليات الذكاء الاصطناعي AI في أجهزتها.

الابتكار وعدم التقليد

عند النظر إلى سوق شركات الهواتف الذكية والمنتجات التقنية؛ سوف نجد تشابه كبير في الإمكانيات والأدوات والاستخدامات المزودة في كل جهاز ذكي، أما عند الحديث عن أبل؛ فسوف نجد أنها تعمل بمنأى عن باقي الشركات ولا تلتفت مطلقًا إلى تقليد المنافسين، ولكنها تفكر وتبدع وتقدم كل ما هو جديد وغير متوقع.

ولعلنا نجد أن مستخدمي أجهزة شركة أبل قد يتغاضون عن بعض الأدوات والخدمات المتوفرة في هواتف ذكية أخرى مقابل الاستمتاع بالميزات المبتكرة والمتفردة الموجودة في أجهزة أبل.

مستوى فائق من الجودة

عند المقارنة بين منتجات أبل من الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب والأجهزة اللوحية وغيرها؛ سوف نجد أن أجهزة أبل ذات عمر افتراضي طويل ومعدل منخفض أيضًا من الأعطال عند المقارنة مع منتجات الشركات الأخرى، وتلك الميزة من أبرز المميزات التي يبحث عنها عدد كبير من المستخدمين مهما كلفهم الأمر من مال.

الاستمرارية والتواجد الدائم

تراعي شركة أبل الحفاظ على عنصر الاستمراية والتواجد الدائم في الأسواق بمنتجات متميزة وجديدة، في حين أننا قد نجد أن بعض الشركات كانت متربعة على القمة، ولكنها سرعان ما تراجعت عند ظهور منافسين أقوياء، ويرجع ذلك إلى اكتفاء تلك الشركات بما قدموه من أجهزة، وعدم محاولة تقديم شيء جديد للمستخدم مما جعل الشركات الجديدة قادرة على استقطاب عملائهم.

ومن أبرز الأمثلة على ذلك هي شركة نوكيا التي ظلت متربعة على القمة بهواتفها الجوالة لعدة سنوات، ولكنها لم تقدم الجديد ولم تراعي فكرة الاستمرارية والتطوير، مما جعل مكانتها التسويقية تتراجع كثيرًا.

في الختام؛ نكون قد استعرضنا جانب مهم يرشدنا إلى معرفة كيف تفوقت شركة آبل وأصبحت واحدة من أكبر الشركات في العالم وكيف استطاعت أن تظل متربعة على العرش وفي المقدمة دائمًا منذ أكثر من 40 عام تقريبًا وحتى وقتنا هذا.

يــاسميــــــن السيـــــد

كاتبة ومحررة بموقع كيك كارير، أحب القراءة وأعشق البحث العلمي، وأؤمن بأن التدوين وسيلة رائعة لتقديم محتوى مُميز يُثري درجة الوعي والمعرفة في الأوساط العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
);
error: هذا المحتوى محمي !!