كيف تختار الكلية المناسبة لك؟
كيف تختار الكلية المناسبة لك؟ هي من المعلومات التي يجب أن يفطن إليها كل طالب؛ خصوصًا أن عدد كبير من الطلاب بعد أن يفرغوا من إتمام اجتياز شهادة الثانوية العامة أو ما يُعادلها؛ يعيشون حالة من التخبط والتردد ولا يمكنهم الاستقرار على الكُلْيَة المناسبة لهم، وفي هذا السياق؛ سوف نقدم عبر هذا المقال على موقع Kick Career مجموعة من النصائح والإرشادات المهمة التي قد طرحها بعض الخبراء، والتي يُمكن للطالب أن يتعرف من خلالها على نفسه وميوله وتطلعاته المستقبلية، ومن ثم التمكن من اختيار الكلية المناسبة له في نهاية المطاف.
كيف تختار الكلية المناسبة لك؟
لقد قام عدد كبير من الخبراء المتخصصين في تحديد الميول التعليمية والمهنية للأفراد بتقديم مجموعة من النصائح والتوجيهات المهمة التي من شأنها أن تكون عامل مُساعد لكل طالب أو طالبة لم يتمكن بعد من تحديد التخصص الأكاديمي المناسب له بمفرده، ولقد لمست تلك النصائح ضرورة أن يتعرف الطالب على ميوله واهتماماته وما يطمح في الوصول إليه مستقبلًا وطبيعة العمل التي يرغب في الالتحاق بها، وغيرها من العوامل الأخرى التي يُساعد التعرف عليها مجتمعة في اختيار الكلية المناسبة وقد شملت تلك الإرشادات ما يلي:
1- إنشاء قائمة كليات قصيرة
ليس من الصحيح أن ينصب تركيز الطالب على تخصص واحد فقط وهو لا يزال في مرحلة الدراسة ما قبل الجامعية، بل يجب اتباع سياسة وجود خُطَّة بديلة، بل عدة خطط؛ حتى يتسنى له تخطي خطته الأولى أو بمعنى أصح رغبته الأولى (إذا لم ينجح في الالتحاق بها) إلى الثانية وهكذا دون أن يتعرض إلى الشعور بالإخفاق وعدم الرغبة في دراسة تخصص آخر، وعند إنشاء هذه القائمة القصيرة من الكليات، يجب أخذ العوامل التالية في الاعتبار:
- معدل وحجم التسجيل في كل كلية.
- البرامج الدراسية والتخصصات المتاحة.
- الاطّلاع على خبرات الخريجين من كل كلية وحجم وجودهم في العمل.
- التعرف على أهم فرص و مجالات العمل المتاحة للكلية بعد التخرج.
- التأكد من تكلفة الدراسة + معايير الاختيار بكل منها ومدى تطابقها مع الطالب.
2- ترتيب الأوليات
على الطالب أن يتيح لنفسه الفرصة الكاملة من أجل عمل قائمة تصنيفاته الخاصة، ووضع قائمة تضم كافة المميزات والإيجابيات، وأيضًا كافة السلبيات لكل كلية قام باختيارها في الخطوة السابقة، ولا بُد أن يأخذ الطالب في الاعتبار أهم رغباته واحتياجاته فيما يخص الجهة الأكاديمية التي سوف يقضي بها حياته الجامعية والأكاديمية لمدة أربع سنوات على الأقل تارَة، والتي سوف تُحدد أيضًا تخصصه المهني مستقبلًا تارَة أخرى.
ويشير بعض خبراء اختيار الكلية المناسبة ومنهم برينان بارنارد و المؤلف Rick Clark وهما مؤلفي كتاب The Truth about College Admission إلى أن إنشاء قائمة تضم أهم أولويات الطالب وربطها مع قائمة الكليات والتخصصات المتاحة هي مفتاح الوصول إلى الكلية المناسبة.
3- أين تريد أن تجد نفسك بعد 4 سنوات؟ (العمل)
إذا ما تمكن الطالب من الإجابة على سؤال مهم وفيصلي مثل: أين تريد أن تجد نفسك بعد 4 سنوات، أو بعض انقضاء سنوات الدراسة الجامعية بوجهً عام؛ فذلك يُعد من العوامل المساعدة بشكل كبير في اختيار الكلية المناسبة، حيث إن الطالب إذا تمكن من تحديد وظيفة معقولة (متاحة إلى حد ما) وتوقعات مالية مُحددة أيضًا؛ فسوف يكون في مقدوره اختيار الكلية التي سوف تُساعده على تحقيق هذا الهدف؛ بشرط أن تكون تلك الكلية مدمجة في قائمة الكليات المتاحة وأيضًا قائمة الأولويات خاصَّة الطالب.
إقرأ أيضاً: كيف تضع رؤية لحياتك؟
ومن الجدير بالذكر؛ أن بعض الكليات لا يُمكن للطالب الالتحاق بالعمل بعد الانتهاء منها مباشرةً؛ بل إنها تتطلب الالتحاق ببعض الدبلومات المهنية والحصول على بعض درجات الدراسات العليا والدورات التدريبية أولًا حتى يتسنى للطالب الحصول على حق مزاولة المهنة المرتبطة بالتخصص، في حين أن بعض الكليات الأخرى تكتفي بحصول الطالب على درجة البكالوريوس ليكون من حقه الالتحاق بالعمل في تخصصه، وتلك النقطة لا بُد أن يضعها الطالب في اعتباره جيدًا عند اختيار الكُلْيَّة المناسبة.
4- دراسة أقسام الكليات
العديد من الكليات تضم عدد هائل من التخصصات والأقسام، لذلك؛ لا بُد للطالب أن يدرس جيدًا كافة الأقسام المتاحة داخل كل كلية، حيث إن وجود قسم مُحدد من عدمه في كلية ما ربما يكون هو الفيصل في اختيار هذه الكلية أو رفضها من قِبل الطالب.
ومن الإجراءات المطلوبة بقوة هنا؛ أن يتوجه الطالب بنفسه إلى الكلية وأن يبحث ويرى جيدًا الأقسام والتخصصات المتاحة بها، وأن يتحدث مع أعضاء هيئة التدريس في كل قسم وطلاب تلك الأقسام أيضًا، حتى يقف على حقيقة الأمر عن قرب، ويعرف هل القسم الذي يبحث عنه يتوافق فعليًا مع تطلعاته ورغباته المستقبلية أم لا.
5- استشارة أصحاب الخبرات
في أثناء رحلة اختيار الكلية المناسبة؛ من المهم أن يبني الطالب جزء من قراره على خلاصة خبرات بعض الأفراد؛ سواء ممن قد خاضوا نفس التجربة الدراسية وما قد تمكنوا من تحقيقه من نسبة تواجد في سوق العمل أو من الخبراء والمتخصصين القادرين على إعطاء الطالب النصائح الموثوقة فيما يخص مدى ملائمة هذا التخصص مع ميوله العملية والمهنية مستقبلًا.
وبناءً على ذلك سوف يكون متاح أمام الطالب عدد كبير من البيانات والمعلومات التي سوف تُساعده في نهاية الأمر على الاستقرار على التخصص الدراسي والكلية المناسبة.
6- الابتعاد عن المسميات الوهمية للكليات
عند تحديد الكلية المناسبة؛ فعلى الطالب أن يكون على يقين من قدرته على الإبداع والتميز في هذه الكلية، ولا سيما أن العديد من الطلاب والطالبات يقعون في خطأ كبير يحول بينهم وبين القدرة على التميز الحقيقي حينما يبحثون عن الصفوة والالتحاق ببعض الكليات التي يُطلق عليها اسم (كليات القمة) بدلًا من البحث بعناية عن التخصص الدراسي الذي يمكنهم التميز به فعليا، والذي سوف يُساعدهم على الوصول إلى القمة الحقيقة، لذا، لا بُد أن يبني الطالب الناجح اختياره بناءً على الإبداع وليس الصفوة.
7- الموازنة بين المتطلبات والقدرات
إن الموازنة بين المتطلبات والقدرات فيما تحتاجه كل كلية يشمل عدة أوجه وجوانب لا بُد من الإلمام بها كاملة، وهي تمثل فيما يلي:
- أولًا: القدرة الفكرية والمهارات الشخصية للطالب ومدى توافقها مع متطلبات المناهج الدراسية في الكلية.
- ثانيًا: القدرة الصحية والبدنية المطلوبة للمضي قدما في أنشطة ومتطلبات الكلية.
- ثالثًا: مدى القدرة على الذَّهاب إلى الكلية والانتظام بها؛ خصوصًا إذا كان اختيار الطالب قد وقع على كلية في غير محيط سكنه أو ربما خارج حدود وطنه.
- رابعًا: تحديد القدرة المالية أمر مهم للغاية عند اختيار الكلية خصوصًا عند اختيار كلية خاصة، وكذلك عند اختيار أحد الأقسام أيضًا في الكليات العامة أو الخاصة التي تتطلب نفقات مالية مرتفعة من الطالب على مدار العام الدراسي.
8- عدم الوقوف كثيرًا أمام الرفض
أخيرًا، لا بد من الإشارة إلى أنه ربما يكون وقوع اختيار الطالب على تخصص دراسي ومهني يُحدده لنفسه بعد البحث والاستقصاء والاستشارة والتأكد من ملائمة هذا التخصص له ولتطلعاته المستقبلية؛ ثم عدم التمكن من الالتحاق به لسبب أو لآخر؛ هو أمر صعب؛ ولكن مع ذلك لا بُد من اجتياز ذلك سريعًا وعدم الوقوف أمام هذا الرفض كثيرًا، وبدء رحلة استكشاف وبحث مرة أخرى عن تخصص آخر جديد أكثر ملائمة للطالب، والإمعان والتركيز مرة أخرى عند اختيار التخصص الجديد بما يتناسب أيضًا مع أولويات وتطلعات الطالب وقدرته على التميز والإبداع، ولكن بشرط أن يكون على علم بأسباب الإخفاق في الالتحاق بالتخصص الأول لكي يتجنبها عد اختيار التخصص الجديد، وهكذا.