شخصيات ملهمة

من هو لارى بايج؟.. مؤسس عملاق البحث جوجل

من هو لارى بايج ؟ ربما قد وصلت إلى هذا المقال عن طريق محرك البحث جوجل، وربما تستخدم متصفح كروم، أو أنك على جهاز يعمل بنظام أندرويد، وأيً ما يكن الطريق الذي سلكته من هذه الطرق إلى هنا، فإن العامل المشترك في كل هذا هو ضيف مقالات شخصيات ملهمة الجديد، لاري بايج، مؤسس أعظم كيان تكنولوجي في تاريخ البشرية إلى يومنا هذا… شركة جوجل.

في مقالاتنا السابقة كنا متحمسين إلى حد كبير للثورة التي قادها ستيف جوبز وكيف يواصل تيم كوك هذا العمل الآن، وكيف نجح بيل جيتس في أن يصبح هذا الثري بتنفيذه لخطة محكمة للسيطرة على حصة كبيرة من الأسواق وكيف أخرج ساتيا ناديلا الشركة من فخ الديون الذي كاد أن يُسقطها أرضًا وهم أشخاصًا مهمون فعلاً في مجال تكنولوجيا المعلومات ولكن شخصية اليوم هي من يُجدر أن يُطلق عليها “استثنائية في الإلهام” والسبب أنه غير استخدام الإنترنت إلى الأبد.

بسبب وجود شركة جوجل بات الوصول إلى المواقع الإلكترونية أسهل، ويمكنك أن تتخيل الماضي دون جوجل كالحاضر الآن فيما يخص الإنترنت المظلم أو الإنترنت العميق، فمن المستحيل أن تصل إلى أي موقع هناك دون أن يُعطيك أحدهم رابطًا مباشرًا له وهو ما يجعل صعوبة التناقل تقلل فرص الفائدة، فلا مقالات ولا مدونات ولا مواقع إخبارية ولا تعليمية ولا حتى ترفيهية كان الإنترنت سيكون مكانًا مقتصرًا على أشخاص معينين ومتخصصين فقط. لذلك دعنا نبدأ رحلة مميزة حول شخصية لاري بايج الملهمة…

من هو لارى بايج؟

لارى بايج Larry Page .. مؤسس عملاق البحث جوجل، ولد لورَنس إدوَرد “لاري” بايج في 26 مارس عام 1973 بمقاطعة إيست لانسنج المتواجدة في ولاية ميشيغان شمال شرق الولايات المتحدة الأمريكية، لأم وأب خبيران في عالم الحاسوب، حيث كانت أمه جلوريا بايج، حاصلة على ماجستير في علوم الحوسبة وتعمل مدرسة لبرمجة الحواسيب في جامعة ولاية ميشيغان، وأبوه فيكتور بايج كان أستاذًا لعلوم الحوسبة والذكاء الاصطناعي في نفس الجامعة، وكان هو الأخ الأصغر لـ كارل إدوَرد بايج.

وكانت جلوريا بايج والدة لاري، يهودية وكان لدى جده إهتمامًا بالهجرة إلى دولة اليهود المزعومة على أراضي فلسطين، وهو ما كان يُسمى “الصعود” حيث قام بذلك في وقت لاحق، إلا أن الفتى نفسه (لاري) لا يعتنق أي دين رسمي.

في طفولته عُرف لاري بأنه شغوف بطريقة عمل الأشياء، وهو ما دفعه بعد ذلك لبناء طابعة والمشاركة في عدة مشروعات تخص الحوسبة، حيث كان عام 1978 (أي في السادسة من عمره) هو العام الذي تعامل فيه لاري مع أول حاسوب منزلي يحصل عليه والذي كان باهظ الثمن آنذاك.

تعليمه

درس لاري في المدارس الإبتدائية والمتوسطة والثانوية في مقاطعته بولاية ميشيغان، حتى أنهى المرحلة الثانوية في 1991 وإنضم إلى جامعة نفس الولاية قبل أن يقرر التخصص في هندسة الحاسوب بـ جامعة ستانفورد.

وفي جامعة ستانفورد تعرف لورانس على زميله سيرجي برين، الذي كان له دورًا في مشروع التخرج المميز الذي أظهر جوجل في النهاية.

جوجل… مشروع التخرج

مشروع لاري بايج و سيرجي برين كان يتناول إمكانية تطوير محرك بحث يعرض نتائجه حسب درجة انتشار الصفحات المؤرشفة عليه، وذلك بعد أن استنتج الثنائي أن النتائج الأكثر شيوعًا هي النتائج الأكثر فائدة، وأُطلق على هذا المشروع في البداية المصطلح الرياضي Googol والذي يرمز إلى الرقم واحد مضافًا له مائة صفر (1.0 × 10100)؛ وذلك دلالةً على أن مشروعهم سوف يُظهر قدرة هائلة من المعلومات على شبكة الإنترنت.

وفي 1998 تم إنشاء شركة جوجل بعد أن تعاون الثنائي لاري بايج وبرين وجمعا واحد مليون دولار من عائلاتهم وأصدقائهم وبعض المستثمرين، وتم تصميم الصفحة الرئيسية لمحرك بحث جوجل بشكل بسيط (بسبب عدم معرفة أيً منهما بلغات البرمجة HTML وCSS الذي يتم تصميم صفحات الويب من خلالها) وتم تسجيل الشركة كـ علامة تجارية ولكن بالأسم جوجل Google الذي نعرفه الآن وكان ذلك مجرد خطئًا هجائيًا للكلمة، وبعد حجز النطاق عرض المؤسسين الشركة للبيع مقابل مليون دولار ولم يجدا مشترِ.

حياة لاري بايج و ثروة مؤسس جوجل

على الصعيد الشخصي، فإن لاري بايج تزوج من الباحثة لوسيندا سوثوورت في عام 2007 (عندما كان في الرابعة والثلاثين من عمره) ولديه الآن طفلين هما كارل فيكتور وغلوريا. ولايزال يعاني من مرض يفقده القدرة على الكلام بشكل تدريجي.

وكان لاري قد حصل على عدة ألقاب وجوائز منها لقب MIT Technology Review TR100 مع زميله سيرجي برين كونهم أثنين من بين أفضل 100 شخصية مبتكرة في العالم تحت سن 35 سنة، وهو العام ذاته الذي حصل فيه لاري على لقب “القائد العالمي المستقبلي” من مؤسسة المنتدى الاقتصادي العالمي.

وفي 2004 حصل الثنائي على جائزة مؤسسة ماركوني Marconi Foundation وتم انتخابهم كـ عضوين في المنظمة في جامعة كولومبيا.

الآن (31 يوليو 2020) تبلغ قيمة ثروة لاري بايج 68.5 مليار دولار أمريكي حيث يأتي في المركز الثالث عشر بثائمة أغنى أغنياء العالم – التي يتصدرها جيف بيزوس – ويحتل المركز التاسع ضمن قائمة أصغر أغنياء العالم التي نشرتها مجلة فوربس؛ وهي التي منحته لقب الشخصية الأكثر نفوذًا وتأثيرًا في العالم في عام 2013، ووضعته الثالث على الترتيب بين أغنى 400 شخصية أمريكية في نفس السنة.

حقائق حول جوجل التي نعرفها الآن

في الوقت الراهن تخضع جوجل للإدارة من جانب شركة “ألفابيت” التي أطلقها المؤسسين في 2015 والتي يقوم لاري بايج نفسه بشغل منصب المدير التنفيذي فيها، وكان له الفضل في أن تمتلك جوجل الآن عدة شركات تابعة لها بعد الاستحواذ على كلاً منهم في وقت منفصل.

يأتي على رأسها موقع “يوتيوب – YouTube” الشهير، كما استحوذ على شركة “فيتبيت – Fitbit” وعدة شركات أخرى؛ منها “أدابتيف باث – Adaptive Path” التي كانت تطور برامج خاصة بإعداد إحصائيات مدونات الويب تحت اسم “Major Web“، وشركة “Keyhole Inc” التي كانت تطور خدمة “إيرث فيور – Earth Viewer” – والتي تحولت الآن إلى “جوجل إيرث – Google Earth“.

كما استحوذت على شركة “دبل كليك – DoubleClick“، وشركة “جراند سينترال – Grand Central” التي أصبحت فيما بعد “Google Voice“، وفي نفس السنة التي استحوذت فيها على تلك الشركة أبرمت اتفاق آخر للاستحواذ على شركة “بوستيني – Postini” المتخصصة في الأمن الإلكتروني وتأمين رسائل الشركات.

وبعدها استحوذت على شركة “ديب مايند – DeepMind” البريطانية وحولتها إلى جوجل ديب مايند، وشركة “لوكر – Looker” وشركة “كلاود سمبل – Cloud Simple” وشركة “ريفولف – Revolv” التي تحولت بالكامل الآن إلى قطاع المنازل الذكية في جوجل والذي يُطلق أجهزة الراوتر ومكبرات الصوت المدمج معها ميكروفون ومساعد شخصي.

وفي العام الجاري استحوذت جوجل على شركة “نورث – North” المتخصصة في مجال نظارات الواقع المعزز، وبالطبع كان أشهر استحواذاتها على نظام أندويد في عام 2005. وجميع هذه الشركات تقع تحت إدارة الشركة الأم “ألفابيت”.

أما فيما يخص محرك البحث، فإن جوجل الآن لديها حصة سوقية تقدر بحوالي 70% من عمليات البحث التي تتم بشكل يومي، حيث يأتي من بعدها محرك البحث الخاص بشركة مايكروسوفت “بينج” بحصة سوقية تقدر بـ12% تقريبًا ومن ثم ياهو بـ 9% تقريبًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
);
error: هذا المحتوى محمي !!