التعامل مع ضغوط العمل وكيفية التخلص منها
التعامل مع ضغوط العمل وكيفية التخلص منها ، لا يوجد شخص لا يُعاني من إرهاق وضغط العمل، ولكن يختلف تعامل كل شخص مع هذه الضغوط؛ فالبعض لديهم القدرة في التعامل معها بذكاء، وبالتالي يتمكن من إخراج العمل على أفضل وجه دون أن يؤثر أداء العمل على راحته النفسية وحياته الخاصة.
والبعض الآخر لا يمكنه التعامل بشكل سليم مع ضغوطات الحياة المهنية؛ خصوصًا أصحاب الأعمال الخاصة والاستثمارية، والتي تكون الضغوط بها كبيرة نتيجة لحاجتها لتحقيق أفضل النتائج بأقل موارد ومنها عدد عمالة، فتجد أن عدد ساعات العمل تتعدى الحدود المعمول بها، ويضطر العاملين بها للعمل لساعات اضافية لانجاز المهام الموكلة إليهم مم ايعرضهم لضغوط كبيرة.
ولمثل هؤلاء الأشخاص نُقدم لكم عبر موقع Kick Career مجموعة من النصائح الهامة التي سوف تُساعدكم في التعامل مع ضغوط العمل والتخلص منها بطريقة صحيحة، ولكن دعونا أولاً نتعرف على ماهية مصطلح ضغوط العمل.
ما هي ضغوط العمل؟
يُمكننا تعريف ضغوط العمل على أنها الإرهاق والإجهاد البدني والنفسي الناتج عن أداء العمل والذي ينتج عنه العديد من ردود الفعل الجسدية والنفسية السلبية، والعامل الرئيسي في ذلك هو عدم وجود توافق بين متطلبات العمل ومدى قدرة العامل على إنجازها في وقت مُحدد.
وبالرغم من حديث العديد من المتخصصين عن أن الضغط الوظيفي الغير مُبالغ فيه له شق إيجابي حيث يساعد على زيادة درجة نشاط وتحفيز الموظف أو العامل، ويجعله أكثر تركيزًا في عمله، إلا أن العديد من أرباب العمل، بالتحديد الخاصة منها يضغطون على العاملين ويثقلوهم بالمهام من باب توفير العمالة، مما يعود بالسلب على العامل نفسه ليعاني من ضغوط العمل.
ومن جهة أخرى، أشارت مؤخراً العديد من الأبحاث والدراسات الطبية الحديثة إلى أن الإجهاد الوظيفي وضغوطات العمل الزائدة تؤدي بدورها إلى زيادة معدل إفراز الهرمونات المسؤولة عن الشعور بالقلق والتوتر، وبالتالي تعرض الموظف إلى العديد من الاضطرابات الصحية على المدى البعيد؛ ومن أبرزها الأمراض المزمنة (مثل: ارتفاع مستوى ضغط الدم، الإصابة بمرض السكري من النوع الأول أو الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية).
أسباب ضغوط العمل
هناك عدد كبير من العوامل التي تؤدي إلى زيادة حجم ضغوطات العمل، ومن أهمها ما يلي:
فقدان الرغبة في أداء العمل
يعتبر هذا السبب من أبرز العوامل النفسية التي تؤدي إلى الإجهاد الوظيفي؛ حيث أنه لا يكون ناتجًا في هذه الحالة من زيادة مهام العمل، وإنما يكون ناتج عن الشعور بفقدان الشغف والضيق المصحوب بعدم الرغبة في أداء العمل، وبالتالي تراكم المهام التي يجب تنفيذها ومن ثم الشعور بالضغط الوظيفي.
ومن أبرز أصحاب الوظائف الذين يتعرضون إلى ذلك هم العاملون في بعض المهن الرتيبة كمهنة السكرتارية ومهنة الكاشير وغيرهما، وبصورة عامة من يعمل بمجال وظيفي غير متوافق مع شخصيته.
اقرأ: كيف تختار الوظيفة المناسبة لشخصيتك
الأساليب الإدارية الخاطئة
أشارت العديد من الدراسات إلى أن إدارة العمل فن يجب أن يتقنه كل صاحب عمل، ولكن من المؤسف أن الكثيرون غير ملمين بأساليب الإدارة الناجحة، وبالتالي عندما يجد صاحب العمل موظف ذو خبرة وكفاءة وأمانة في أداء عمله؛ يقوم بإسناد كافة مهام العمل الصعبة والمُرهقة إليه، وبالتالي ينتج عن ذلك تراجع مستوى وقدرة هذا الموظف نتيجة ضغط العمل الزائد.
في حين أن القائد ناجح يعلم متى يوكل المهام الصعبة لعامل متميز لديه، ومتى يترك له بعض الوقت من الراحة دون ضغط نفسي، كما يجب عليه أن يعرف كيف ومتى يقدم الدعم المعنوي للعاملين تحت ادارته، أو أن يسعى بمكافئة اجتهاد ذلك العامل المتميز بعلاوات مادية، وغير ذلك من الأساليب الإدارية الناجحة.
إلقاء الأوامر دون نقاش
العديد من الأشخاص يطمحون إلى أن يكونوا جزءاً من مسيرة العمل داخل الشركة دون أن يكونوا مجرد روبوتات يتم توجيههم إلى أداء الأعمال دون إبداء الرأي أو المشاركة الفكرية، وبالتالي فإن مؤسسات العمل التي لا تقوم باستشارة موظفيها ولا تتيح لهم المشاركة في صنع القرارات إلى جانب عدم تقديم الدعم المعنوي لموظفيها طوال الوقت من أدعى أسباب الشعور بالضغط والإجهاد الوظيفي.
الشعور بعدم الاستقرار المهني
كما أن شعور الموظف بعدم الاستقرار والقلق طوال الوقت من استبداله بآخر من أكبر الأسباب التي تؤدي إلى التشتت وعدم القدرة على التركيز والشعور بالإجهاد والتعب.
اقرأ: هل الاستقرار الوظيفي يقتل المسيرة المهنية
الروتين الوظيفي
على كل مدير الناجح أن يُساعد مرؤوسيه على أن يقوموا بأداء مهام مختلفة، وعدم الاستمرار في تقديم نفس مهمة العمل يوميًا كي لا يشعر الموظف بالملل الوظيفي والسأم، وبالتالي الشعور بأن العمل ضغط واقع عليه بشكل يومي لا يمكنه التخلص منه.
بيئة عمل غير سوية
بيئة العمل من أهم دوافع حب العمل والتخلص من الإجهاد الوظيفي، وبالتالي إذا كان مكان العمل مليء بالأشخاص الذين يثيرون المشكلات أو الزملاء المزعجين الذين يدبرون المكائد لغيرهم؛ فمن المؤكد أن الموظف سوف يشعر بعدم الاستقرار والتشتت والضغط النفسي والعصبي.
فضلًا عن أن بيئة العمل أيضًا يجب أن تتضمن بعض وسائل الراحة للموظف مثل المكيفات والمرافق والهدوء والحفاظ على مستوى الخصوصية قدر الإمكان لكل موظف.
الضغوطات الاجتماعية
كما أن الفقر وتدهور الأوضاع الاقتصادية في الكثير من البلدان يُعد واحدًا من أبرز أسباب الضغط الوظيفي؛ حيث أن كل شخص يسعى إلى الالتحاق بأكثر من وظيفة أو القيام بمهام عمل إضافية من أجل توفير الأموال اللازمة له ولأسرته، وكرَد فعل طبيعي؛ فإنه يشعر بالإجهاد والضغوطات الشديدة سواء النفسية أو الجسدية.
اقرأ عن: كيف تحفز نفسك لتعمل بجد
التعامل مع ضغوط العمل وكيفية التخلص منها
قد يكون التعامل مع ضغوطات العمل والتخلص منها أمر صعب؛ ولكنه في نفس الوقت ليس أمرًا مستحيلًا، وإليكم مجموعة من النصائح التي سوف تُساعد كل موظف في التخلص من تلك الضغوط:
- إدارة الوقت بشكل سليم؛ فالكثير من الأشخاص يرون أن وضع جدول لتنفيذ مهام اليوم ومدة زمنية مُحددة لكل مهمة أمر نظري نتيجة تغير الأحداث والظروف المحيطة.
ولكن من ناحية أخرى فإن العديد من الدراسات أكدت أن إعداد جدول مهام يومي من شأنه أن يُساعد على التخلص من ضغوطات العمل، وأن الالتزام بتنفيذ هذا الجدول قد يكون صعبًا في البداية ولكنه مع مرور الوقت سوف يُصبح أمرًا يسيرًا ومعتاد. - الحرص على عدم قضاء أيام العطلة والأجازت في تنفيذ مهام العمل المؤجلة؛ حيث أن الحصول على وقت مستقطع من الراحة والاسترخاء بين أيام العمل (حتى وإن كان يومًا واحداً) من شأنه أن يُساعد الإنسان على تجديد روحه وطاقته، والتخلص من الطاقة السلبية التي يتعرض إليها على مدار أيام العمل، وخصوصًا في حالة الأشخاص الذين يعملون في مهن مرهقة مثل رجال المطافي ومكافحة الجرائم والأطباء وغيرهم.
- قضاء عدد لا يقل عن 8 ساعات نوم يومًا وعدم التهاون مُطلقًا في عدد ساعات النوم اليومية؛ حيث أن النوم الهادئ المستمر دون تقطع لمدة كافية ليلًا من شأنه أن يُساعد الموظف أو العامل في التخلص من جزء كبير من التعب والإجهاد والضغط الذي يشعر به بشكل يومي في عمله.
- عدم الإسراف في تناول المنبهات؛ فالكثير من الأشخاص يحتسون عدد كبير من فناجيل القهوة والشاي وكذلك المشروبات الغازية بكثرة طوال وقت العمل من أجل البقاء في حالة يقظة والتركيز طوال الوقت، ومن المؤسف أن ذلك ينعكس بشكل سلبي على الموظف ويؤدي إلى الإصابة بمختلف الاضطرابات الصحية، ويؤدي أيضًا إلى عدم القدرة على النوم ليلًا بشكل طبيعي وهادئ نتيجة تراكم قدر كبير من مادة الكافيين في الدم، فضلًا عن أنه قد يؤدي على المدى البعيد إلى عدم القدرة على التركيز أيضًا في أداء العمل.
- قضاء وقت كافي مع أفراد الأسرة ومع الأصدقاء والحرص على الذهاب إلى الرحلات السياحية في الأجازات والعطلات قدر المستطاع وقدر ما تتوفر الإمكانات المادية لذلك.
ونصيحة قبل أن نختم المقال؛ فإن كنت تعاني من العمل بأجواء سلبية، فعليك أولاً محاولة التفاهم مع المدير المسؤول من أجل تغيير بيئة العمل من بيئة متوترة وغير محببة إلى الموظف إلى بيئة متسقرة وهادئة تُساعده على إنجاز عمله دون الشعور بالإجهاد أو الضغط الوظيفي أو الملل، وإن لم تنجح بذلك فلا تتردد بالسعي للإنتقال إلى مؤسسة أخرى ذات بيئة عمل أفضل.
وأخيرًا؛ فإننا ننصح أصحاب شركات ومؤسسات العمل بالاهتمام بدعم الجانب المعنوي لكافة الموظفين طوال الوقت ومساعدتهم أيضًا على الشعور بالاستقرار والراحة النفسية وعدم إجهادهم بإسناد المزيد من مهام العمل الإضافية إليهم.
المراجع: