استراتيجيات فعّالة لتحسين مهارات التفكير التحليلي في العمل
هناك بعض من استراتيجيات فعّالة لتحسين مهارات التفكير التحليلي في العمل التي قد أثبتت تأثيرها الإيجابي بالفعل في نجاح مؤسسات العمل وروداها وموظفيها أيضًا، لا سيما عند تطبيق تلك الاستراتيجيات بشكل دقيق وسليم وتوطين فريق العمل على فهمها وتطبيقها، وفيما يلي عبر موقع KickCareer سوف نتعرف على أهم آليات وطرق تحسين التفكير التحليلي في بيئة العمل.
ما هو التفكير التحليلي؟
إن التفكير الحليلي يُشير إلى أحد أنماط وأساليب التفكير التي تنطوي على القيام بتقسيم المادة التعليمية أو المهمة أو المشكلة إلى عناصر أساسية وأخرى ثانوية وفرعية، ومن ثم؛ البَدْء في الربط بين تلك العناصر وإدراك ما يوجد بينها من العلاقات والروابط، في محاولة من الفرد لإيجاد أفضل طريقة لفهم المادة التعليمية أو تنفيذ مهمة العمل أو حل المشكلة، وهكذا.
ودائمًا ما يتم الاعتماد على الأفراد ممَن يتمتعون بمهارات التفكير التحليلي من أجل إتمام المهمات التي تتطلب تطبيق هذا النمط من التفكير، مثل قيادة مؤسسات العمل وأيضًا إعداد الأبحاث العلمية المهمة وغيرها من المهام التي تهدف إلى الوصول إلى أفضل نتيجة مثل وضع أفضل خُطَّة عمل ممكنة تضمن نجاح مؤسسة العمل أو الوصول إلى اكتشاف علمي حديث مع مراعاة المنطقية والمنهجية السليمة عند تطبيق التفكير التحليلي.
استراتيجيات فعّالة لتحسين مهارات التفكير التحليلي في العمل
من أهم الاستراتيجيات التي تساعد على تحسين مهارات التفكير التحليلي وتنعكس بشكل إيجابي على العمل، ما يلي:
الملاحظة
تُعد الملاحظة هي أولى خطوات إتقان وتحسين مهارات التفكير التحليلي؛ حيث إن تمتع الفرد بمهارات الملاحظة؛ تساعده على اكتشاف وجود أي مشكلة بشكل سريع أو مِيزة يمكن إبرازها لتحسين أوضاع العمل أو غيرها حتى وإن لم تكن واضحة بشكل كامل، بل إن تلك المهارة قد تعطي الفرد القدرة على توقع حدوث مشكلة ما مستقبلًا، ومن ثم؛ العمل على تجنبها.
ويمكن تحسين مهارات الملاحظة من خلال تدريب الفرد ذاته على أن يعطي الأمور حجمها بشكل صحيح؛ مع الاهتمام بالتفاصيل المحيطة به قدر الإمكان؛ حتى يكون مع الوقت ذو عين فاحصة بعمق لكل ما يحدث حوله، كما يجب على الفرد أن يحرص على القيام ببعض الأنشطة الذهنية مثل التفكُّر والتأمل وغيرها؛ لأنها تُعزز من قدرته على الملاحظة والفهم السريع.
تحليل المواقف
القدرة على تحليل الموقف بشكل سليم وتقييمه بشكل فعال من خلال معرفة الحقائق أو البيانات أو المعلومات المهمة حول هذا الموقف، ومن ثم الحكم عليه بشكل حيادي تمامًا، من أهم سبل إتقان مهارات التفكير التحليلي.
ويُمكن إتقان هذه المهارة من خلال القيام ببعض الأنشطة وخوض تجارِب تضع الفرد في موضع المُحلل للأمر من أجل فهمه، مثل محاولة تعلم نظرية رياضية جديدة أو قراءة كتاب يشرح أحد المفاهيم التي يجهلها الفرد تمامًا، وهكذا.
كما إن الانخراط في المناقشات الصعبة في المواضيع المعقدة نوعًا ما مع الآخرين من أصحاب الخبرة خصوصًا والقدرة على المناقشة المثمرة؛ سوف يُعزز من مهارة فهم وتحليل المواقف والمشكلات لدى الفرد بشكل كبير.
طرح الأسئلة
التمتع بعقل فضولي يرغب دائمًا في فهم وإدراك كل ما يدور من حوله؛ هي مَلَكَة مهمة جدًا؛ تُعطي صاحبها القدرة على التفكير التحليلي والمنطقي لأي مشكلة أو موقف يعترض طريقه، لاسيما عند التركيز على الأسئلة الإيجابية التي تخص مهام ومتطلبات العمل فحسب وعند طرح الأسئلة التي سوف تساعد إجاباتها بالفعل على الوصول إلى حل لأي مشكلة.
ويمكن تطوير هذه المهارة من خلال محاولة التدقيق والملاحظة في كل موقف يتخلل حياته، وطرح الأسئلة المفيدة والمثمرة سواء من الأسئلة البسيطة أو المركبة التي تهدف إلى إدراك الأمر بشكل صحيح وسليم
ومن الأمثلة على ذلك؛ عند انخفاض نسبة المبيعات في شركة ما؛ فإن الموظف المختص بالبحث في الأمر؛ إذا كان يتمتع بمهارة طرح الأسئلة المثمرة على الأفراد الذين يمثلون جزء أساسي أو ثانوي من الحل؛ فسوف يتمكن من الوصول إلى الحل السليم، من خلال طرح بعض نماذج الأسئلة، مثل:
- طرح الأسئلة على مشرفي المبيعات لمعرفة أي المنتجات التي شهدت انخفاض في المبيعات مؤخرًا.
- عمل استبيان يطرح بعض الأسئلة على العملاء لمعرفة آرائهم في المنتجات؛ لا سيما التي شهدت أقل نسبة إقبال وأيضًا أعلى نسبة إقبال.
- استشارة الخبراء لمعرفة ما هي أفضل وسيلة لتطوير المنتج الأقل مبيعًا في ضوء نتائج الاستبيان.
- طرح الأسئلة على مدير المؤسسة لمعرفة ما يمكن تطبيقه داخل محيط العمل لتطوير المنتج وما هو مرفوض من أجل وضع خطة نهائية لحل المشكلة.
التواصل الإيجابي
لا شك أن التواصل الإيجابي مع الآخرين يُحسن بشكل كبير من مهارات التفكير التحليلي، ومن طبيعة العلاقات داخل مؤسسة العمل سواء بين الزملاء وبعضهم البعض أو بين الموظفين والعملاء، وكل ذلك دون شك سوف ينعكس بشكل إجابي على نجاح مؤسسة العمل بجميع عناصرها.
ويمكن إتقان تلك المهارة من خلال محاولة الاستماع والإصغاء جيدًا للآخرين، ومحاولة تقديم المساعدة اللازمة لهم قدر الإمكان للوصول إلى مبتغاهم سواء كانوا من العملاء أو زملاء العمل.
الاستدلال
يُعتبر الاستدلال من أهم مهارات التفكير التحليلي التي تنعكس بشكل مؤثر للغاية على مسيرة العمل؛ وهي تكون مترتبة بالطبع على قدرة الفرد على الملاحظة القوية وتحليل الموقف أو المشكلة، ومن ثم التوصل إلى الاستدلال الصحيح حول تلك المشكلة أو الموقف.
ويتمثل إتقان مهارة الاستدلال في مدى قدرة الفرد على الوصول إلى الاستدلال الصحيح ووضع إجابات صحيحة في ضوء المتاح له من معلومات أو بيانات فقط، ومن الأمثلة على ذلك؛ فإن توقف محرك السيارة بشكل مفاجئ؛ يتطلب من فني الصيانة استدلال سبب التوقف وطريقة حل المشكلة في ضوء ما يبدو له من معلومات وأسباب فقط.
وهنا بالطبع يتم تمييز الفني الماهر الذي يمكنه تحليل المشكلة والوصول إلى الحل السليم بأقل المعلومات من الفني غير الماهر، وهكذا؛ فإن الموظف المتمتع بمهارات التفكير التحليلي يتم تمييزه بوجهٍ عام من خلال مثل هذه المواقف التي تُبين قدرته على الخروج من أي مشكلة بأقل الموارد.
ويمكن تحسين مهارة الاستدلال من خلال القيام بتناول المشكلة محل التحليل بتمهل عبر صناعة بعض “التخمينات” أو “التصورات” لحل المشكلة، وقياس قابلية كل منها ليكون هو السبيل لحل المشكلة، بدلًا من وضع حلول سريعة تقليدية بدون تفكير عميق.
في الختام؛ نكون قد تعرفنا على ما هو التفكير التحليلي وأهميته، مع طرح أهم استراتيجيات فعّالة لتحسين مهارات التفكير التحليلي في العمل وكيف يمكن تنمية هذه المهارات وتطبيق تلك الاستراتيجيات أيضًا بالتفصيل.