أهم مهارات المرشد السياحي
أهم مهارات المرشد السياحي التي لا بُد أن يتحلى بها أي فرد يعمل في هذه المهنة أو يسعى إلى الالتحاق بها تُعد هي العامل الأساسي في النجاح في هذه المهنة أو الإخفاق بها، لذلك؛ ينبغي الحرص في المقام الأول على معرفة أهم المهارات والصفات المؤهلة إلى النجاح في هذه المهنة، ومن ثمَّ؛ البَدْء في التدرب عليها واكتسابها تدريجيًا وتنمية نِقَاط القوة وعلاج نِقَاط الضعف فيما يتعلق بهذه المهارات كليًا، وفيما يلي؛ سوف يتم التطرق بشكل مُفصل إلى توضيح أهم مهارات العمل في مجال الإرشاد السياحي بالتفصيل.
أهم مهارات المرشد السياحي
لقد أجمع خبراء العمل بالمجال السياحي والتراثي – والمتخصصين على وجه التحديد في مجال الإرشاد السياحي – إلى أن هناك مهارات أساسية من الضروري أن يتمتع بها المرشد السياحي الناجح؛ منها مهارات متعلقة بالجانب الشخصي والأخرى المتعلقة بالجانب العملي والمهني، وهي تتلخص في النِّقَاط التالية الذكر:
مهارات التواصل
لا يستقيم الأمر بأي حال في مهنة الإرشاد السياحي إلّا إذا كان الفرد متمتعًا بإتقان مهارات التواصل الإيجابي والفعال مع الآخرين؛ وخصوصًا القدرة على توصيل الأفكار إلى الآخرين بسلاسة وسهولة في الفهم، إلى جانب القدرة على جذب الانتباه والصوت الواضح ذو النَّغْمَة المتوافقة مع طبيعة الحديث والتي تصل إلى مجموعة كبيرة من الأفراد في وقت واحد.
اقرأ عن: كيف تتحدث امام جمهور بدون خوف
كما يجب أيضًا أن يكون المرشد السياحي قادرًا على التفاهم مع أفراد المجموعة التي يتواصل معها بشكل ودود ومرن دون غلظة، والإجابة على كافة الأسئلة المطروحة عليه بصدر رحب، والحفاظ على الهدوء طوال الوقت حتى وإن كان يتعرض في الكثير من الأحيان إلى ضغوط عمل.
وعلى الرغم من صعوبة البقاء دائمًا في حالة هدوء وتواصل سلس ومرن مع الآخرين على مدار اليوم دون حيود عن هذه الصفة؛ إلّا أن التمكن من تنفيذ ذلك فعليًا هو الفيصل في تحديد المرشد السياحي المثالي والناجح.
التمتع بالطاقة والحيوية والحماس
ليس من المنطقي أن يبدو المرشد السياحي الذي يقود مجموعة كاملة من الأفراد في مختلف الأماكن على مدار اليوم فاتراً ومرهقًا؛ لأن ذلك سوف يؤدي دون شك إلى عزوف الفوج السياحي – على سبيل المثال – عن مرافقته، ولن يكون قادرًا أيضًا على تحقيق حالة الرضا التي يبحث عنها كل فرد من أفراد الفوج في فهم طبيعة الأماكن التي يقومون بزيارتها، وغيرها من أسس مهام وظيفة المرشد السياحي.
مما يُعني أن القدرة على الحفاظ على درجة الحيوية والنشاط والحماس طوال اليوم أمر مهم للغاية بالنسبة إلى أي مرشد سياحي ناجح، لكي تنتقل تلك الروح الإيجابية إلى الضيوف طوال الجولة، ولا سيما أن انخفاض الطاقة والحماس سوف ينعكس سلبيًا على كافة مهام هذه الوظيفة.
ولذلك يرى الخبراء أن الطاقة والنشاط طوال الوقت من المهارات الرئيسية التي لا يمكن الاستغناء عنها في مهنة الإرشاد السياحي.
التمتع بشخصية ديناميكية
يرى خبراء علم النفس أن الأفراد أصحاب الشخصية الديناميكية هي الجديرة بشغل مهنة الإرشاد السياحي، ولا سيما أن طبيعة هذه المهنة تتطلب التعامل مع أحداث مختلفة ومتنوعة على مدار اليوم.
فالأمر ليس قائمًا على قيادة حشد كبير من الأفراد فحسب؛ وإنما سوف يكون مُطالب بالإجابة على كافة الأسئلة الفردية من أعضاء الفوج، وسوف يكون مطالبًا بالحفاظ على عنصر الرضاء الكامل لكل منهم.
ولا بُد أن يكون في نفس الوقت شغوفًا بالعمل ودقة المعلومات التي يتم تقديمها إلى السياح، وغيرها من الأحداث الأخرى المتنوعة التي تطلب فعليًا شخصًا ديناميكيًا قادرًا على التأقلم مع كافة الأحداث والظروف طوال فترات جولات العمل.
الذاكرة القوية
إن المرشد السياحي سوف يكون هو مصدر المعلومات الرئيسي بالنسبة للفوج السياحي؛ وعلى هذا؛ فإنه إلى جانب حسن التواصل مع أفراد الفوج السياحي، والتحدث بصوت واضح وبلغة سليمة يفهمها الجميع؛ لا بُد أن يكون المرشد السياحي ذو ذاكرة قوية وقدرة على حفظ وتخزين المعلومات واسترجاعها مرة أخرى أمام السياح بشكل مناسب، والإجابة على كافة الأسئلة المطروحة عليه حول موضوع الحِوار والمزار السياحي الذي يتحدث عنه بطلاقة.
وعلى كل مرشد سياحي أن يحرص على التدرب جيدًا على حفظ المعلومات واسترجاعها وعرضها بطريقة مناسبة، وذلك مع درجة اللباقة المطلوبة بدلًا من أن يبدو في مظهر من يقوم بـِ إلقاء معلومات محفوظة فحسب.
مع ضرورة أن يقوم المرشد السياحي بدراسة كل المعلومات حول المزار السياحي أيضًا، والاعتماد على مصادر موثوقة للحصول على المعلومات، والعمل على مراجعة المعلومات دائمًا للاطّلاع على أي معلومات أخرى جديدة تُفيد الهدف المنشود؛ وهو تقديم المعلومة الكاملة بطريقة صحيحة ودقيقة إلى السياح.
التمتع بروح الدعابة
تميل النفس دائمًا إلى رفقة الأشخاص الذين يتمتعون بروح الدعابة المتزنة؛ وإن كان هذا الأمر ليس عنصرًا رئيسًا في العديد من المهن؛ إلّا أن مهنة المرشد السياحي ترى أن التمتع بروح الدعابة يجلب الحياة والاستمتاع إلى أي جولة سياحية.
فلربما تتلاشى المعلومات لاحقًا من ذهن الضيوف؛ ولكن سوف تبقى روح الدعابة والفكاهة وحالة الرضا والانبساط التي يعيشونها خلال الجولة السياحية قائمة في ذاكراتهم طوال الوقت أكثر من أي شيءٍ آخر، ولذلك ينبغي إلى جانب إتقان مهارات التواصل الإيجابي، وتقديم المعلومات الموثوقة إلى السياح؛ الحرص على الحفاظ على روح المرح والود طوال جولة صحبتهم قدر الإمكان.
الاحترافية الفائقة
كل مهنة تتطلب الوصول إلى مستوى الاحترافية لتقديم أفضل ما يمكن بها، وفيما يخص الاحترافية المطلوبة في مجال الإرشاد السياحي؛ فلمرشد السياحي المحترف هو الذي يكون قادرًا على فهم طبيعة الفوج السياحي، وتحديد الطريقة التي تناسب التعامل معه.
ومن ثم التمكن من السيطرة على أي عدد من الحشود داخل الأفواج السياحية باحتراف ونجاح، ومن هنا نجد أن الشركات تُركز على هذه المهارة بشكل كبير عند اختيار مرشدوها السياحيين؛ ولا سيما أن التحلي بهذه المهارة سوف يرفع من حالة الرضا لدى السياح فيما يخص خدْمَات الإرشاد السياحي المُقدمة من الشركة ككل.
الإتقان اللغوي
من الأمور المسلَّم بها أنه ينبغي أن يكون هناك إتقان كامل وتام للغة التي يعتمد عليها المرشد السياحي فيما يُقدمه من خِدْمَات إرشاد سياحي؛ حيث يجب أن يكون مستوى الإتقان لهذه اللغة لديه يصل إلى مستوى الأفراد الناطقين بها؛ وذلك كي يكون قادراً بشكل عملي على مساعدة الفوج السياحي في فهم المعلومات التي يبحثون عنها بسلاسة، وأن يكون قادرًا أيضًا على معرفة متطلبات جميع أفراد الفوج الذي يقوده في جولة الإرشاد السياحي بشكل دقيق.
المصدر: Essential skills of a tour guide
عمل ممتاز