أهم صفات المعلم الناجح
أهم صفات المعلم الناجح ؛ حيث إن مهنة التدريس هي واحدة من أهم المهن السامية والأساسية التي لا يمكن تطوير العملية التعليمية بدونها، لا سيما أن المعلم هو ركيزة أساسية وجزء لا يتجزأ من عناصر العملية التعليمية، كما أن اتّسام المعلم بمقومات النجاح في هذه المهنة يعتبر عامل رئيسي في تفعيل الدور الحقيقي للمعلم في تطوير التعليم وتنمية المجتمع، وعبر موقع KickCareer سوف نتحدث عن أهم مقومات المعلم الناجح بالتفصيل.
أهم صفات المعلم الناجح
لقد أشار الخبراء خاصة في مجال الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية وكذلك العديد من المعلمين؛ إلى وجود مجموعة من الصفات التي لا بد من توافرها لدى المعلم الجيد الناجح، مثل: مهارات الاتصال ،الاستماع، التعاون، والقدرة على التكيف والتعاطف والصبر، إلى جانب التمتع بالحضور الفعال الجذاب داخل الفصل، والشغف بالمهنة، وذلك على النحو الموضح فيما يلي:
التمتع بمهارات التواصل القوي
إن التواصل الفعال والإيجابي مع الطلاب، يعد مفتاح الوصول إلى عقلية الطالب والتعرف نتيجة لذلك على كيفية تقديم أفضل طرق التدريس والمساعدة لكل طالب وفقًا لمستواه الدراسي.
ويقول أحد مدرسي مادة الرياضات؛ أنه مؤمن تمامًا بضرورة تمتع المعلم بمهارات الاتصال الإيجابي؛ ويروي أنه في بداية أحد الأعوام الدراسية؛ وجد الطلاب في حالة من الخوف والإحباط والترقب بسبب تجاربهم وإخفاقاتهم السابقة في مادة الرياضيات، ومع الحديث مع هؤلاء الطلاب بصدر رحب واحتوائهم، تمكن من الوقوف على مشكلاتهم مع المادة وتمكن من حلها، وعلى إثر ذلك تحولوا من كارهين إلى أشد المحبين لمادة الرياضيات.
المعلم الجيد يكون مستمع جيد
لقد أصبح أسلوب إملاء الطلاب بالأوامر أو المعلومات أو العمل بمبدأ التلقين وأن يكون الحُوَار بين الطالب والمعلم من طرف واحد فقط؛ من طرق التدريس المرفوضة تمامًا؛ لأنها تلغي شخصية الطالب وتجعله اعتمادي، لذلك؛ فإن الاستماع الجيد إلى الطلاب وإتاحة الفرصة لهم للتعبير عن آرائهم وأفكارهم، هو وسيلة مهمة لفهم الطالب ومساعدته بطريقة صحيحة.
وأعربت إحدى الطالبات عن رأيها في ذلك قائلة أن المعلم الماهر ذو القدرة على الاستماع والمراقبة للطالب؛ غالبًا ما يكون لديه القدرة على التقاط وفهم ما لا يقال؛ مثل التعرف على أي مخاوف لدى الطالب، كما يمكنهم بناءً على ذلك؛ مساعدة الطلاب على بناء مهاراتهم ورفع مستويات ثقتهم بأنفسهم.
الإيمان بثقافة التعاون
إن المقصود بأهمية التعاون هنا لا يكون هو التعاون القائم بين المعلم والطالب فقط، وإنما يكون تحقيق التعاون بين المعلمين وبعضهم البعض هو وسيلة مهمة للغاية للوصول إلى أفضل الآراء والمقترحات حول طريقة وآلية التدريس المناسبة للطلاب، مع المرونة في تطبيق أفضل هذه المقترحات، ومن ثم الوصول إلى أفضل الأساليب التعليمية المناسبة للطلاب.
القدرة على التكيف
القدرة على التكيف والمرونة في ذلك من صفات المعلم الناجح بل المعلم المبدع؛ حيث إن قدرة المعلم على العمل في بيئة تدريسية وتعليمية دائمة التطور وتعديل أساليب التدريس الخاصة بهم بناءً على أعمار ومستويات طلابهم الفكرية وأيضًا الموارد المتاحة بالإضافة إلى تغيير المناهج والممارسات وفقًا لمتطلبات كل وقت؛ سوف يساعد على تحقيق أقصى استفادة ممكنة وتحقيق الأفضل دائمًا للطلاب والعملية التعليمية بِرُمَّتها.
الحرص على المشاركة
إن المعلم هو أبُ ثاني للطلاب والطالبات وكذلك المعلمة هي أم ثانية لهم، لذلك؛ فإن مشاركة الطلاب الأحداث المتنوعة مثل الحرص على تقديم التهنئة إليهم عند النجاح وفي المناسبات العامة أو ربما أي مناسبة خاصة بأي طالب هو من قبيل تحقيق مبدأ المشاركة المعنوية، وهذا إلى جانب المشاركة في العملية التعليمية في أثناء شرح الدروس أيضًا، لمساعدة الطالب على الوصول إلى المعلومة بنفسه في جو مغلف بالألفة والرغبة في التفوق والإبداع.
قدر من اللطف وكثير من الصبر
ربما يرى بعد المعملين أن اتباع مبدأ الحزم القوة هو وسيلة جيدة لحث الطلاب على التعلم؛ في حين أن كافة الاستراتيجيات الحديثة أكدت أن المعلم الذي يحرص على إبداء العاطفة مع الطلاب مثل التعبير عن حبه لهم مثل أبنائه، مع قدر من المزح معهم ربما في بداية الحصة أو أي شيء من هذا القبيل؛ كفيل بتعزيز درجة حب وتقدير المعلم لدى الطلاب ويدفعهم إلى الحرص على التميز والتفوق أيضًا والإصغاء جيدًا لما يطرحه عليهم.
كما أن التحلي بالصبر وعدم اللجوء إلى العنف أو السخرية من الطالب غير المتفوق؛ هي صفات المعلم الإنسان والمبدع القادر على أن يقدم يد العون إلى أي طالب يعاني من مشكلات دراسية قدر المستطاع دون أن يقلل من شأنه بين زملائه.
الربط بين المادة الدراسية والواقع
إن أشد ما يجذب الطلاب إلى الإصغاء والاستماع جيدًا إلى المعلم؛ هو قدرته على جذب انتباههم بطريقة جيدة عبر الربط بين ما يقدمه للطلاب من معلومات دراسية علمية أو أدبية وبين ما يوازي تلك المعلومات من تطبيقات حياتية يراها الطلاب من حولهم؛ لا سيما أن اكتشاف العالم بهذه الطريقة يعزز من الإثارة والحماس لدى الطلاب ويدفعهم إلى الاستزادة من العلم والمعرفة.
الحماس والشغف بمهنة التدريس
إن أي معلم ناجح من الأمر على يقين أن مهنة التدريس ليست أبدًا بالمهنة السهلة على الإطلاق؛ شئنا أو أبينا فهي مهنة سامية جدًا وصعبة جدًا أيضًا في نفس الوقت؛ لا سيما أنها تتطلب أن يبدو المعلم دائمًا في مظهر المعلم والأب والمربي الفاضل والقدوة لكل طلابه الصبور وذو الذهن المتقد والحاضر طوال الوقت أمام طلابه أيضًا، وهو أيضًا يحمل رسالة وأمانة نقل العلم إلى المتعلمين على أفضل وجه، لذا؛ فإن النجاح في مهنة التدريس لا يمكن أن يتحقق دون وجود الشغف والحب الحقيقي لهذه المهنة وقبول عيوبها قبل مميزاتها.