من هو برنار أرنو؟ أغنى رجل في العالم 2021
من هو برنار أرنو ؟ هو سؤال بات يشغل تفكير الغالبية العظمى من الأفراد على مستوى العالم المهتمين بإجراء التصنيفات لاكتشاف الأشخاص أصحاب التفرد والنجاح؛ ويرجع ذلك إلى تمكن رجل الأعمال السيد برنار أرنو فرنسي الجنسية من أن يأتي على رأس قائمة أغنياء العالم في العام الجاري 2021م متفوقًا على العديد من الشخصيات العامة التي قد حظيت بهذا اللقب طوال السنوات السابقة، وفيما يلي عبر موقع Kick Career نتحدث عن هذا الرجل – برنار أرنو – وكيف وصل إلى أعلى درجات النجاح.
نشأة وحياة برنار أرنو
وُلد رجل الأعمال والملياردير فرنسي الجنسية برنار جان إتيان أرنو في الخامس من شهر أذار (مارس) وذلك في عام 1949م في مدينة روبية الفرنسية، وهو ينتمي إلى أسرة لها تاريخ طويل في عالم المال والأعمال؛ فوالده هو السيد جان ليون أرنو رجل الصناعة المخضرم، ووالدته هي السيدة ماري سافينيل وهي ابنة السيد إيتان سافينيل الذي قد قام بتكليف زوج ابنته (والد برنار أرنو) لإدارة شركته المُتخصصة في الهندسة المدنية، وكانت الأم ماري سافينيل من عشاق اقتناء منتجات شركة ديور، ولم تكن تعلم حينها أنه سيأتي يوم ليستطيع إبنها برنار الاستحواذ على ديور!
ولقد تزوج برنار أرنو من سيدتين انجب ابن وابنة من الزوجة الأولى، بينما أنجب من زوجته الثانية ثلاث أبناء.
تم تقدير ثروة برنار أرنو في عام 2017م لتكون حوالي 37.5 مليار دولار، وهذا ما جعله أغنى رجل في فرنسا، ومن أغنى أغنياء العالم أيضًا.
برنار أرنو رحلة الصعود إلى القمة
لقد بدأ أرنو حياته العملية مبكرًا؛ فبعد أن تخرج من أكاديمية المدرسة متعددة التقانات في فرنسا École polytechnique للمهندسين؛ بدأ العمل في شركة والده Ferret-Savinel، واستمر في الكفاح والتخطيط من أجل توسيع وتنمية هذه الشركة الهندسية وذلك في عام 1976م، ولقد نجح مع الوقت في إقناع الوالد في البَدْء بتصفية (قسم البناء) في الشركة؛ من أجل استثمار هذا المال في أنشطة تجارية أكثر ربحًا.
ساعد تصفية قسم البناء بالشركة في جني مبلغ مالي كبير بلغ حينذاك نحو أربعين مليون فرنك فرنسي، تمكن برنار من استثمارها بنجاح في مجال العقارات؛ الأمر الذي قد ساعد على جني المزيد من الأموال، وتم إعادة تسمية الشركة في هذا الوقت ليكون اسمها الجديد هو Ferinel، ومع الطموح والأفكار التي لا تنتهي من هذا الرجل الذكي برنار أرنو؛ أصبحت هذه الشركة بعد ذلك واحدة من أهم وأكبر الشركات المُنظمة للعطلات.
ولقد تم تعيين برنار كرئيس تنفيذي للشركة في عام 1976م، ولقد خلف والده بعد ذلك في منصب رئيس الشركة تحديدًا في عام 1979م.
أهم انجازات برنار أرنو
حفلت حياة برنار أرنو بالعديد من الأحداث والإنجازات التي تُعد محطات مؤثرة ساعدت على تكوين هذه الشخصية التي قد أثارت اهتمام الجميع على مستوى العالم في الآونة الأخيرة؛ ومن أهم تلك الإنجازات، ما يلي:
- في عام 1981م؛ تمكن الاشتراكيون الفرنسيون من الوصول إلى سُدة الحكم في فرنسا، الأمر الذي دفع برنار أرنو وأسرته إلى الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية؛ ونظرًا إلى تميزه كـ رجل أعمال ناجح؛ لم تهدأ وتيرة الحماس وحب العمل في نفسه، فعكف على العمل في تطوير الوحدات السكنية في بعض ولايات أمريكا مثل فلوريدا، وبالم بيتش، وبدأ في بناء نسخة من ممتلكات أسرته في فرنسا.
- لم يدم مسار التغيير السياسي كثيرًا في فرنسا؛ بل إن الاشتراكيون الفرنسيون قد عدلوا من منهجياتهم الاقتصادية بشكل أكثر توازن واعتدال؛ وهنا قرر برنار وأسرته العودة إلى وطنهم فرنسا مرة أخرى.
- في خضام الجهد والعمل والرغبة في النجاح التي كانت تراود أفكار برنار أرنو دائمًا؛ تم الإعلان عن إفلاس شركة النسيج المشهورة Boussac Saint-Frères ، والتي كانت تضم العديد من العلامات المميزة في عالم التجارة بالنسيج والأزياء ومنها دار الأزياء الخاصة بمصمم الأزياء العالمي كريستيان ديور Christian Dior. وهنا تمكن أرنو بمساعدة الشريك الإداري في شركة لازارد فرير وهو السيد أنطوان بريهيم من شراء شركة Boussac Saint-Frères.
- بعد أن استحوذ برنار أرنو على شركة Boussac قام ببيع جزء كبير من ممتلكات الشركة، ولكنه استبقى على العلامة التجارية المشهورة ذات نسبة الإقبال المرتفعة من عملاء كريستيان ديور وكذلك متجر لوبون مارشيه Le Bon Marché departmen، وأصبح برنار إثر ذلك هو الرئيس التنفيذي لديور في عام 1985م ، ولقد حصد أرنو من صفقة شركة Boussac حوالي 400 مليون دولار.
- في عام 1987م؛ تمت دعوة برنار أرنو ليكون أحد المستثمرين في شركة LVMH، وهنا لم يتخلَّ برنار أرنو عن ذكائه المعهود ونظرتة المستقبلية الصائبة للأمور؛ حيث إنه آثر أن يقوم بـِ الاستثمار في الشركة عبر مشروع مشترك مع Guinness PLC؛ حيث إنه كان يملك نحو 24 % من أسهم الشركة حينذاك، وتلى ذلك قيام برنار بشراء المزيد من الأسهم داخل هذه الشركة وأنفق على ذلك مبالغ طائلة تخطت مئات الملايين من الدولارات.
- بحلول شهر يناير من عام 1989م؛ كان برنار أرنو قد استحوذ على نحو 43 % من أسهم شركة LVMH وحاز على نسبة 35 % من حق التصويت، ولقد تم انتخاب برنار بالإجماع ليكون هو رئيس مجلس الإدارة التنفيذية بالشركة.
- لقد تمتع برنار أرنو بصفات الشخصية القيادية الحاسمة؛ وهذا ما قد ساعده على تحقيق هذا النجاح المرموق في عمله؛ فقام برنار بفصل العديد من الإداريين الذين لم يكن لديهم حماس حقيقي للعمل والإبداع والإنجاز والتطوير، وقام بتعيين كفاءات جديدة شابة ذو همة ونشاط ورغبة في النجاح.
- تلى ذلك؛ قيام أرنو بتوسيع دائرة أعماله من خلال اكتساب العديد من الشركات الأخرى وإضافتها إلى مجموعته، مثل:
- شركة لويفي Loewe في عام 1996م.
- شركة بيت العطور الفرنسي غيرلان perfume firm Guerlain في عام 1994م.
- شركة الأزياء مارك جاكوبس Marc Jacobs في عام 1997م.
- سلسة متاجر منتجات العناية الشخصية سيفورا Sephora في عام 1997م.
- شركة توماس بينك Thomas Pink في عام 1999م
ونظرًا إلى منهجية السيطرة على كافة الشركات ذات السلع الفاخرة والعلامات التجارية الشهيرة الناجحة؛ كان تكتل LVMH الذي أسسه برنار أرنو ملهمًا للعديد من شركات الأزياء على مستوى العالم والتي انتهجت نفس النهج.
ثروة برنار أرنو
بلغت ثروة برنار أرنو 194.3 مليار دولار ليتربع على عرش أغنى أغنياء العالم لعام 2021 – حسب مجلة فوربس – ليجتاز أسماء كبيرة تتناطح على هذا المركز منذ زمن مثل جيف بيزوس و إيلون ماسك و بيل جيتس ، الطريف في الأمر أنه حتى يوليو 2019 كانت ثروة برنار أرنو لم تتعدى 92 مليار دولار، وبالرغم من الكساد العالمي الذي سببه فيروس كورونا إلا أن أداء سهم مجموعة LVMH كان في الإتجاة المعاكس تماما حيث قفز قفزة كبيرة تأثراً بفتحه أسواق جديدة وعقد شراكات عديدة مع أسماء كبيرة لتسويق منتجاتها الفاخرة.
فكان لذلك الأثر في القفز بثروة برنار أرنو – الذي يستحوذ على 47% من أسهم المجموعة – قفزة كبيرة تخطت الـ 100 مليار دولار، فكانت هي السبب الرئيسي ليصبح برنار أرنو أغنى رجل في العالم.
الجدير بالذكر أن المركز الثاني حالياً لأغنياء العالم لجيف بيزوسبحصة 186 مليار دولار ، أما المركز الثالث فهو لإيلون ماسك الذي تراجع من المركز الأول في بداية العام متأثراً بتراجع أسهم شركة تسلا لتصبح ثروته 147 مليار دولار.
ملحوظة: تراجع مؤخراً برنار أرنو للمركز الثاني بعد قفزة في أسهم شركة أمازون صعدت بجيف بيزوس للمركز الأول مرة أخرى لتتجاوز ثروته الـ 200 مليار دولار.
حقائق عن برنار أرنو
الشخصيات الناجحة؛ دائمًا ما يكون النجاح هو هدفها الأول في كل جوانب حياتها، وهنا نجد أن السيد برنار أرنو لم يكن ناجحًا كـِ رجل أعمال فحسب؛ بل كان أيضًا صاحب العديد من النجاحات الأخرى، ومن دلائل ذلك، ما يلي:
- تولى برنار منصف قائد (الفيلق الفرنسي) للشرف وذلك في عام 2007م.
- وفي عام 2011م؛ أصبح كبير ضباط الفيلق الفرنسي.
- حصل برنار من خلال مركز وودرو ولسون الدولي على جائزة Corporate Citizenship وذلك في عام 2011م.
- يُعد برنار أرنو أحد الرجال المهتمين بالجانب الإنساني والتنموي؛ حيث تُساهم مجموعة LVMH في العديد من الأنشطة الخيرية وتدعم الجمعيات والمنظمات الإنسانية والمنظمات المهتمة بإعداد وإصدار الأبحاث العلمية والطبية.
أقوال برنار أرنو
الشخصيات أصحاب الريادة في الأعمال والنجاح في حياتهم؛ دائمًا ما يكون لهم فلسفة خاصة ونظرة مختلفة للأمور؛ وغالبًا ما يكون ذلك هو السبب في تمكنهم من تحقيق إنجازات لا يتسنى لأي فرد عادي الوصول إليها؛ ولقد عُرف عن برنار أرنو أنه صاحب منهجية خاصة في إدارة أعماله؛ غير إنه كان ذو حس فني في الوقت ذاته؛ حيث وُجدت بعض المقتنيات الفنية لديه مثل بعض أعمال بيكاسو، هنري مور، وغيرهم، ومن أشهر أقوال برنار أرنو التي قد مزج فيها بين الحسم في الإدارة والتمتع بالحس الفني أيضًا، ما يلي:
الأعمال الفاخرة؛ لا بُد أن تُبنى على التراث.
من يعمل في الجانب الإداري؛ عليه أن يفطن إلى الحس الفني في الإدارة؛ لأن هذا هو منطلق الإبداع.
في النهاية بعد أن تم التطرق إلى من هو برنار أرنو وأهم المعلومات عن جوانب حياة وشخصية هذا الرجل الذي قد أصبح هو أغنى رجل في العالم؛ تُجدر الإشارة إلى أن النجاح الحقيقي في الحياة يُقاس بمدى التأثير في الآخرين وتغيير حياتهم دائمًا إلى الأفضل؛ لذا نجد أن جميع الشخصيات الناجحة ومنها برنار أرنو يهتمون بالجانب التنموي والتطويري والإرشادي المؤثر بشكل إيجابي في الآخرين.
تعليق واحد