السيرة الذاتيةنصائح مهنية

متى تحتاج لكتابة سيرة ذاتية للفشل؟!

متى تحتاج لكتابة سيرة ذاتية للفشل؟! ربما يكون مصطلح سيرة ذاتية للفشل غريب نوعًا ما على الأذان؛ حيث إنه من المعتاد أن يقوم الفرد بإعداد بورتفوليو أو سيرة ذاتية تعبر عن مهاراته ونجاحاته.

ولكن ذهب البعض من خبراء الموارد والتنمية البشرية وأصحاب ريادة الأعمال والمشروعات إلى أفكار جديدة؛ تشير إلى أن إعداد سيرة ذاتية تعبر عن الصعوبات ونقاط الإخفاق التي قد واجهها الفرد طوال مسيرته المهنية لكنها لم تثنيه عن الوصول إلى هدفه وتحقيق النجاح يعزز من فرص حصوله على العمل، وفيما يلي على موقع KickCareer نوضح ماهية سي في الفشل ومتى يكون هناك حاجة إليها.

سيرة ذاتية للفشل

إن السيرة الذاتية للفشل هي عبارة عن مِلَفّ سي في عادي للموظف الذي يرغب في التقدم إلى وظيفة معينة، ولكنه يختلف في أنه لن يحوى النجاحات والمهارات؛ لكنه يضم كل الإخفاقات والأخطاء المهنية التي قد تعرض لها الموظف في رحلته للبحث عن وظيفة وحياته المهنية بوجهٍ عام.

وهي مفيدة عندما تأتي بتدرج زمني محدد يوضح الموظف من خلاله كيف أنه قد تعرض إلى بعض المعوقات والعراقيل ولماذا تم رفضه في بعض الوظائف، وكيف أنه لم يستسلم وتدارك سبب الرفض وتمكن من أن يتغلب عليه؛ لكي لا يتم رفضه لنفس السبب مستقبلًا وهكذا.

لذلك فإن السيرة الذاتية للفشل؛ إنَّما هي دليل دامغ على قوة شخصية الموظف وثقته في نفسه وفي قدراته وتبرهن على أن طريق النجاح من المحال أن يخلوا من الإخفاقات ونقاط الفشل؛ لكن الفرد الناجح هو الذي يتغلب عليها ولا يقف عندها كثيرًا.

متى تحتاج لكتابة سيرة ذاتية للفشل!؟

لا يزال هذا الأمر غريب نوعًا ما على أسماعنا؛ لكن عند معرفة مدى أهمية وفوائد تلك السيرة الذاتية التي سوف تكتظ بنقاط الفشل التي واجهها الموظف مسبقًا؛ ربما يقلل ذلك من غرابة الأمر ويصبح خلال وقت قصير أمرًا مألوفًا ومطلوبًا عند التقدم إلى أي وظيفة، وتأتي الحاجة والأهمية إلى إعداد سيرة ذاتية للفشل على النحو التالي:

  • تعد وسيلة مهمة يمكن من خلالها تقييم الموظف من بعض الجوانب؛ مثل قدرته على التأقلم والتغلب على نِقَاط الضعف وعدم الاستسلام.
  • تعد السيرة الذاتية للفشل هي ما بين السطور للسيرة الذاتية للنجاح؛ حيث إن الإنجازات التي قد حققها الموظف والنجاحات التي قد تمكن من بلوغها، من المؤكد أنه كان يتخللها بعض العوارض التي قد لا تظهر للعامة، وبناءً على هذا؛ فإن إعداد سيرة ذاتية للفشل بالتوازي؛ سوف يوضح قدرات الموظف في تخطي ما قد عاناه من صعوبات وعراقيل في سبيل الوصول إلى إنجازاته.
  • التعلم من الأخطاء من أهم مميزات الموظف الناجح؛ لذلك فإن الإشارة إلى أهم الأخطاء المهنية التي قد وقع بها الموظف منذ بداية حياته المهنية هي نقطة قوة ليس نقطة ضعف؛ بشرط أن يكون قد تمكن من التغلب عليها فعليًا.
  • تعد تذكير للنفس وللآخرين بأن النجاح من المحال أن يكون وليد اللحظة، لكن لا بد أن يتم اختبار الفشل مرات ومرات، لكي يقوم الفرد بتطوير ذاته ومهاراته ويتجنب نِقَاط الإخفاق تلك مستقبلًا. لذلك فإن السيرة الذاتية للفشل هي دليل الكفاح، وهي في نفس الوقت محفز لصاحبها على مواصلة النجاح ومحفز للآخرين على عدم الاستسلام لأي إخفاقات يتعرضون إليها.

طريقة إعداد سيرة ذاتية للفشل

لقد قام العديد من أصحاب ريادة الأعمال والشخصيات العامة الناجحة والمهمة والمؤثرة في المجتمع بإعداد ونشر السيرة الذاتية للفشل خاصتهم، ولقد عكست تلك السِّيَر الذاتية مدى ما قد عاناه هؤلاء الأشخاص البارزين والأكثر نجاحًا في المجتمع طوال حياهم ومسيرتهم المهنية من صعوبات وعراقيل، مع التطرق إلى أهم وأكبر الأخطاء التي قد وقعوا بها ولكنهم تعلموا منها، ولقد كانت هذه السيَرْ الذاتية حقًا عامل تحفيز مهم جدًا لقطاع كبير من الشباب الذين لا يزالون على بداية طريق المسار المهني.

ويمكن إعداد سيرة ذاتية ناجحة للفشل! عبر اتباع بعض النِّقَاط المهمة، مثل:

  1. يجب معرفة أن السيرة الذاتية للفشل سوف تكون أطول كثيرًا ربما بـ 6 أضعاف من السيرة الذاتية العادية؛ لأن عدد مرات الإخفاق من المؤكد سوف يكون أكثر من مرات النجاح وتحقيق أي إنجاز.
  2. التسلسل الزمني مهم في إعداد هذه السيرة الذاتية، ويجب أن يكون الجدول الزمني خاصتها متوافق مع الجدول الزمني الخاص بالسيرة الذاتية العادية الخاصة بالإنجازات والوظائف التي التحق بها الموظف.
  3. ينبغي أن يكون الموظف موضوعي وأن يبتعد عن المبالغة في سرد إخفاقاته أو وسائله وأساليبه في التغلب عليها.
  4. لا يجب ذكر أحد أنواع الرفد أو الرفض من العمل السابق التي تلمس جزء دقيق من سلوكيات الموظف في أداء عمله، مثل ترك العمل ـ على سبيل المثال _ بسبب وجود خلافات مستمرة مع المدير أو ضياع مستندات مهمة في عهدته أو خيانة أمانة العمل أو ما شابه، لأن ذلك سوف يقلل دون شك من فرصته في الحصول على الوظيفة الجديدة، خاصة أن الموظف ليس في جلسة مصارحة عند إعداد سيرة ذاتية للفشل؛ ولكنه فقط يريد أن ينوه عن قدرته على التغلب على بعض العراقيل التي قد تواجه الموظف في حياته المهنية.

وأخيرًا؛ لا بد من التأكيد على أن السيرة الذاتية للفشل قد تكون سلاح ذو حدين وقد يكون لها مردود سلبي على فرص الموظف في الحصول على عمل جديد؛ خصوصًا إذا لم يتم إعدادها باحترافية وفهم وإدراك شديد.

لذلك؛ في حالة كان الموظف ليس لديه الخبرة الكافية في إعداد سيرة ذاتية للفشل؛ فعليه أن يستعين بالخبراء أو أن يكتفي بالسيرة الذاتية العادية المعبرة عن إنجازاته.

ياسمين السيد

كاتبة ومحررة بموقع كيك كارير، أحب القراءة وأعشق البحث العلمي، وأؤمن بأن التدوين وسيلة رائعة لتقديم محتوى مُميز يُثري درجة الوعي والمعرفة في الأوساط العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
);
error: هذا المحتوى محمي !!