المستشار المهنينصائح مهنية

كيف تكتشف شغفك وتحوله لمشروع ناجح

كيف تكتشف شغفك وتحوله لمشروع ناجح؟ الشغل الشاغل لعدد كبير من الأفراد الراغبين فعليًا في وضع اللبنة الأولى في طريق النجاح في العمل هو اكتشاف شغفهم ومواطن قوتهم، وقد اشارت العديد من الشخصيات الملهمة من رواد الأعمال إلى أن اكتشاف نقاط القوة والمهارات الشخصية والعملية لدى الفرد، ومن ثم؛ بَدْء المشروع الذي يحتاج بشكل رئيس إلى تلك المهارات هو السبب الرئيسي وراء نجاح وتميز الكثير من أصحاب الأعمال والمشروعات الناجحة على مستوى العالم.

وفي هذا السياق؛ فإن هذه المقالة على موقع Kick Career سوف تتناول باستفاضة توضيح كيفية اكتشاف نِقَاط الشغف وتحويلها إلى مشروع ناجح.

كيف تكتشف شغفك وتحوله لمشروع ناجح

من الأمور المسلم بها أن حب عمل ما والشغف به من أدعى أسباب النجاح به، ولا سيما أن حب مهنة أو عمل مُحدد سوف يجعل صاحبه مستعدًا لتخطي أي عوائق وتحمل أي صعوبات في سبيل النجاح به، على العكس تمامًا من الالتحاق بأي عمل لمجرد جني المال فقط.

ومن جهة أخرى؛ فإن البعض يظل راغبًا في الالتحاق بمهنة يحبها ولكنه يكون غير قادر على اكتشاف ميوله وتحديد المهنة الشغوف بها بشكل صحيح، ومن هنا قام الخبراء بوضع مجموعة من الإرشادات التي يُمكن لأي فرد من خلالها أن يكتشف شغفه أولًا وأن يستغله في إقامة مشروع ناجح ثانيًا، وذلك عبر اتباع النصائح التالية:

تحديد نِقَاط الشغف بدقة

إن نقطة تحديد الشغف إن لم تكن واضحة جلية لصاحبها، فهي لا بُد أن تأخذ وقت كافي من الدراسة والبحث والاستكشاف؛ لكي يكون الفرد على يقين من أنه بالفعل يحب عملًا ما وشغوفًا به دونًا عن غيره من الأعمال الأخرى.

وعلى الرغم أن الشغف ببعض الأعمال والهوايات لا يكون من المألوف أن يتحول إلى عمل أساسي للفرد ومصدر ربح له؛ إلا أن قصص النجاح الواقعية قد أثبتت أن أي هِواية أو موهبة يُمكن أن تتحول إلى مشروع ناجح لصاحبها، وعلى هذا؛ إذا كان الفرد شغوفًا بالرسم أو الكتابة أو التصوير أو الطبخ أو الحسابات أو التواصل بشكل إيجابي مع الآخرين أو استخدام الحاسوب والإنترنت أو غيرها من الهوايات؛ فهي دون شك يُمكن أن تكون نواة جيدة من أجل بناء مشروع عمل ناجح فعليًا.

ويُمكن الاستعانة ببعض الكتب واختبارات تحديد الميول المهنية مثل اختبار سترونج أو غيره من أجل تحديد أكثر المهن التي يحبها الفرد ويمكنه بالفعل المُضي قدمًا والنجاح بها.

الإلمام بجوانب المشروع

إن الشغف هو النقطة الفاصلة والحاسمة إلى حد بعيد في النجاح في أي عمل أو مشروع، ولكن يبقى الإلمام بأهم جوانب أي مشروع مثل المدة الزمنية اللازمة لإقامة هذا المشروع، وتحقيق الربح ورأس المال اللازم لبدء هذا المشروع، وكيفية التسويق له ، وعدد العمالة اللازمة له في البداية وغيرها من الجوانب التى لا بُد من الإحاطة بها في أي مشروع ناجح هي أيضًا نِقَاط أساسية من أجل نجاح هذا المشروع.

ويُمكن البَدْء في البحث عن طبيعة هذا المشروع وجمع أكبر عدد ممكن من المعلومات حوله، وعند الشعور بأن الفرد قد أصبح على علم بكل ثغرات ومتطلبات هذا المشروع يكون في مقدوره الآن البَدْء في التنفيذ.

بدأ المشروع بتأني وحذر

إن تحويل الشغف إلى مشروع وعمل هو سلاح ذو حدين؛ لأن صاحب المشروع إذا تعرض إلى الخسارة أو الفشل؛ فإنه سوف يفقد المال وأيضًا سوف يتكون لديه حاجز نفسي يجعله يفقد متعته في ممارسة هوايته أو شغفه هذا مرة أخرى.

لذلك لا بُد من التحلي بالصبر والتأني والحذر عند البَدْء في هذا المشروع، والبدء في التنفيذ بشكل جزئي وبقيمة رأس مال منخفض قدر الإمكان، وعند الشعور بأن العمل فعليًا قد بدأ يؤتي ثماره فهنا يمكن التوسع في المشروع وتوسيع دائرة العمل وتنمية رأس المال.

وعلى سبيل المثال؛ عند عمل بعض مشروعات الهاند ميد، فيجب عمل كَميَّة صغيرة والبدء في تسويقها عبر نِقَاط التسويق المجانية أولًا – وأشهرها بالطبع مواقع التواصل الاجتماعي – وعند تحقيق النجاح في هذه المرحلة التمهيدية من المشروع، يُمكن هنا الانتقال إلى مراحل متقدمة، وهكذا.

اختيار وقت بدء المشروع

لا بُد من تحري الوقت الصحيح لبدء المشروع؛ وأيضًا وجود قدر كافي من الوقت اللازم لإدارة هذا المشروع ومتابعته خصوصًا في المراحل الأولى منه التي سوف يترتب عليها نجاح هذا المشروع واستمراره من عدمه.

وعلى هذا؛ إذا لم يكن لدى الفرد الوقت اللازم أو القدرة الصحية أو المالية لبدء هذا المشروع وإدارته؛ فلا بُد من إرجائه لبعض الوقت لحين توفر تلك الاستعدادات المهمة.

وأيضًا لا بُد أن يكون وقت بَدْء المشروع متناسب مع طبيعته – وعلى سبيل المثال – ليس من الذكاء أن يتم بَدْء مشروع خاص بالملابس الصيفية مع قدوم فصل الشتاء، وهكذا.

وضع دراسة جدوى للمشروع

إن تحويل الشغف إلى عمل لا يُعني الاعتماد على هذا الشغف وحده في نجاح المشروع، ولكن لا بُد من البَدْء بداية صحيحة من خلال وضع دراسة جدوى لهذا المشروع؛ إما بالاعتماد على دراسات الجدوى الجاهزة بعد معرفة مدى توافقها مع المشروع أو الاستعانة بأحد خبراء إعداد دراسات الجدوى لمساعدة صاحب المشروع على اختيار أفضل خُطَّة عمل لمشروعه.

ومن ضمن مراحل التخطيط لإقامة المشروع الناجح؛ لا بُد من توضيح خُطَّة التسويق أيضًا، ويُمكن هنا الاستعانة بأحد خبراء التسويق لمعرفة هل هذا المشروع يحتاج إلى صفحات تسويقية فقط أم يحتاج إلى إنشاء متجر إلكتروني أو ويب سايت خاص، والتأكد هل التسويق للمشروع يحتاج فعليًا إلى التسويق عبر الإنترنت فقط أم التسويق On land على أرض الواقع فقط أم يحتاج إلى كليهما.

تطوير وتمييز المشروع

بعد البَدْء في المشروع والتمكن فعليًا من النجاح في المرحلة التمهيدية له، فلا بُد من العمل على تنمية وتطوير هذا المشروع وإعطائه هُوِيَّة خاصة وذلك من خلال إنشاء هُوِيَّة وعلامة تجارية خاصة لهذا المشروع؛ لكي يكون متميزًا ومتفردًا عن أي مشروعات أخرى مشابهة.

ولا بُد من الحرص على تقديم الجديد دائمًا عبر هذا المشروع، حيث إن الجودة والعروض المتنوعة فيما يخص منتجات المشروع ليست هي الوسيلة الوحيدة للتميز في عصرنا الحالي، وإنما اختيار شعار خاص وشكل مميز لتقديم المشروع للمستهلكين هو وسيلة جيدة واكثر فائدة من أجل انتشار وتوسيع دائرة نجاح هذا المشروع.

لا تفقد الاستمتاع بممارسة شغفك وموهبتك!

من الأخطاء التي قد يقع فيها العديد من الأشخاص في غمار اهتمامه بتنمية وتطوير المشروع خاصتهم؛ هو فقدان الشغف والحب للمهنة على الرغم أن الشغف بها كان هو الدافع إلى إقامة المشروع في البداية، ومن ثم؛ يفقد الفرد جزء كبير جدًا من عوامل تقدم وتنمية مشروعه.

ولذلك؛ لا بُد ألّا يترك صاحب المشروع نفسه فريسة لمشكلات وضغوطات العمل، بل عليه أن يُمارس عمله باستمتاع قدر الإمكان وأن يكون على يقين بأن أي عمل سواء كان شغوف أو غير شغوف به لا يخلو من العوائق والتحديات، ومن هنا عليه أن يكون حريص على ألا يفقد شغفه بعمله مهما مر عليه الوقت.

أفضل المؤلفات عن تحويل الشغف إلى عمل ناجح

دون شك فإن القراءة والاطّلاع على تجارِب الآخرين من الذين قد تمكنوا من تحويل مواهبهم واهتماماتهم وشغفهم إلى مشروعات ناجحة على مر التاريخ هو وسيلة جيدة لاكتساب الخبرة اللازمة للنجاح، ومن أهم الكتب والمؤلفات المتعلقة بذلك، ما يلي:

في النهاية بعد الإجابة على تساؤل كيف تكتشف شغفك وتحوله لمشروع ناجح لا بُد من التطرق إلى نقطة مهمة قد يغفل عنها الكثيرون، وهي أن النجاح في أي عمل وفي أي مجال دائمًا ما يكو مرهونًا بمدى قدرة الفرد على الصبر والمثابرة وعلى قوة الإرادة أيضًا والعزم على النجاح وتحقيق التميز والريادة.

ياسمين السيد

كاتبة ومحررة بموقع كيك كارير، أحب القراءة وأعشق البحث العلمي، وأؤمن بأن التدوين وسيلة رائعة لتقديم محتوى مُميز يُثري درجة الوعي والمعرفة في الأوساط العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
);
error: هذا المحتوى محمي !!