تنمية الذات

كيف تطور من ذاتك وتكتسب شخصية قوية

كيف تطور من ذاتك وتكتسب شخصية قوية لا يزال من الأسئلة التي تشغل تفكير كافة الأشخاص كبارًا وصغارًا؛ ولا سيّما أن تنمية الذات ليست أمر مُطلق وإنما هي مرهونة بمتطلبات مهام كل مرحلة من مراحل حياة الفرد على كافة المستويات ومن كافة الجوانب سواء الحياة العامة أو الحياة المهنية، في هذا الصدد؛ سوف تتناول الأسطر والفقرات التالية المُقدمة عبر موقع Kick Career أهم النصائح والطرق التي يُمكن من خلالها تنمية الذات واكتساب الشخصية القوية.

كيف تطور من ذاتك وتكتسب شخصية قوية

تؤثر شخصية الفرد على كافة جوانب حياته دون استثناء، وتُساعد الشخصية القوية على أن يكون لدى الفرد دوافع ذاتية لأنه يعرف جيدًا ما يريد ويبذل كل ما هو ممكن لتحقيق هذا المُراد، أما الشخص المفتقد للشخصية والذات القوية؛ فيكون في مهب الريح دائمًا تُحركه الظروف من حوله دون حول له ولا قوة، وهؤلاء في حاجة إلى معرفة آلية وطرق تطوير الشخصية والذات باحترافية، ومن أهم عوامل تحقيق ذلك، ما يلي:

كن شخصًا جيدًا

ليملك الإنسان شخصية قوية؛ لا بُد أن يكون شخصًا جيدًا من الداخل بشكل حقيقي وليس أن يتظاهر بذلك فقط، ولكي يكون الإنسان بالفعل ذو شخصية قوية؛ عليه أن يسعى بجد إلى اكتساب هذه الصفة، مثل تقديم يد العون للمحتاجين، ومن الأمثلة على ذلك؛ السعي إلى مساعدة أحد الأشخاص ممن هم في ضائقة سواء بالقول أو الفعل، وبذلك؛ سوف يحصل الفرد على إحساس عميق بالرضا والسعادة من فعل المساعدة الحقيقة للآخرين؛ وبذلك سوف ينعكس انعكاس إيجابي تمامًا على تنمية وتطوير شخصية الفرد وكينونته وتقديره لذاته.

ولكن مهلًا؛ فيجب عدم الإسراف في ذلك بشكل يوهن النفس؛ بل إن التوازن هنا مطلوب؛ بأن يحرص الإنسان على أن يكون شخصًا جيدًا دون أن يؤثر ذلك سلبيًا على حياته وعلى عمله، ومن الأقوال التي جاءت في ذلك هي مقولة الروائي الشهير باولو كويلو: “كُنْ شخصاً جيداً، لكن لا تهدر وقتك في مُحاولة إثبات ذلك”.

اكتساب الثقة بالنفس

إن الثقة الشديدة بالنفس هي واحدة من أهم سمات الإنسان قوي الشخصية؛ لذا لا بُد أن يُوطِّن الفرد نفسه على أن يتحلى بالثقة بنفسه وبقدراته دائمًا؛ لأن إيمان الفرد بذاته وقدراته هي مفتاح ثقة الآخرين به واحترامه، وبالتالي؛ فإن الإنسان الذي يُجاهد كثيرًا ليتحدث بين جمع من الأشخاص أو الذي لا يمكنه التعبير عن وجهة نظره أو طرح آرائه أو غيرها يكون بعيد تمامًا عن مفهوم الثقة بالنفس.

غير إن الشخص الواثق بذاته يكون لديه إيمان قوي بقدرته على النجاح والإدارة، وهذا فعليًا أحد أهم عوامل النجاح وتنمية الذات، ولا يتأتى ذلك إلى حينما يؤمن الفرد بنفسه أولًا؛ لأن هذا الشعور سوف ينتقل بشكل تلقائي إلى الآخرين، وللوصول إلى تلك المرحلة، يجب اتباع النصائح التالية:

  • كتابة نِقَاط القوة التي يتمتع بها الفرد والعمل على تنميتها وتطويرها.
  • اكتشاف مواطن الضعف والعمل على علاجها.
  • التخلص من الحديث السلبي عن النفس مع الآخرين.
  • الاعتزاز بأي إنجاز يتمكن من تحقيقه.
  • التخلص من الرهبة والخوف التي تُصاحب البعض في أثناء طرح الآراء أو الأفكار.

تحري الوقت المناسب لتطوير الذات

على الإنسان أن يعي ويعرف جيدًا الوقت المناسب الذي يتطلب فعليًا أن يقوم بِـ تطوير ذاته ومهاراته به؛ وخصوصًا عندما ينتقل إلى مكان عمل جديد أو يلتحق ببيئة جديدة على المستوى الاجتماعي المعيشي أو التعليمي أو غيرهم، فإذا وجد خلل أو اضطراب في التكيف مع تلك البيئة والاندماج مع أفرادها، فهذا هو وقت التغيير وتطوير الذات بما تقتضيه المرحلة على الأقل.

وعلى سبيل المثال؛ في أثناء اجتماع العمل؛ عند التحدث إلى أحد أفراد فريق العمل؛ وكان يومئ برأسه علامة على الموافقة والتأييد ولكنه غير مكترث وغير مهتم بما تقول وينظر طوال الوقت في أثناء الحِوار إلى ساعته، وفي لحظة قام بـِ التوجه إلى شخص آخر وبدأ في التحدث إليه؛ واستمر في الحديث معه إلى ساعات وأبدى الاهتمام به وبحديثه بشكل ملحوظ.

فهنا قبل الضجر والتذمر من هذا الفعل؛ لا بُد أن يجلس الفرد جِلسة غير تحيزية مع نفسه، ويرى ما هي عوامل تنمية وتطوير ذاته بالقدر الذي يجعله قادرًا على جذب اهتمام وإصغاء الآخرين إلى حديثة، وهنا يكون قد تمكن فعليًا من تحري الوقت الصحيح الذي يتطلب تطوير شخصيته وذاته.

التركيز على الجمال الداخلي

يعمل جميع الأشخاص على تجميل المظهر الخارجي؛ ولكن قَلَّمَا يحرص الكثيرون على تجميل الباطن بقدر أكبر من الظاهر، ويُذكر أن أهم صفات النفس والشخصية القوية هو أن تكون نفسًا جميلة بمعنى الكلمة؛ لا تسع إلى فرض سيطرتها على الآخرين والاستبداد والقسوة؛ وإنما يكون هدفها الأوحد هو أن تكون ذات شخصية قوية مؤثرة ومفيدة لنفسها وللأفراد من حولها، وتبذل قُصَارَى جهدها لاكتساب الثقة والقدرة على تحديد أهدافها وفهم آلية تنفيذها دون سلب الآخرين حقوقهم بزعم فرض قوة الشخصية عند التعامل معهم.

هل يشُك الفرد في قدراته وينقصه الثقة بذاته؟

في بعض الأوقات؛ يكون الشخص ذو صفات جيدة وصادقة ويعرف جيدًا كيف يُوجه ذاته ويُرشد نفسه إلى الصواب، ولكنه في نفس الوقت، يفتقر إلى القدر المطلوب من الثقة بالنفس ولا يُمكنه التعبير عن نفسه وذاته بشكل صحيح، ويرجع ذلك إلى بعض الأفكار التشكيكية التي تدور في ذهنه، مثل:

  • هل أنا أتحدث بشكل صحيح أم لا؟
  • بماذا سوف يصفني الآخرون؟
  • هل سوف يسخرون منِّي؟
  • هل سوف أنسى المعلومات عندما أبدأ في الحديث؟

ومن المفارقات العجيبة في هذه الحالة؛ هو أن هؤلاء الأشخاص المتشككون في أنفسهم وقدراتهم دائمًا يكونون ذو علم وفهم وقدرة أكبر بكثير من أفراد مفوهين قادرين على مواجهة الجَمهور دون خوف، ولكن يحول بينهم وبين التعبير عن أنفسهم فقط التشكك في النفس والرهبة من المواجهة، ولا يُوجد علاج لمثل هذه الحالة سوى التدرب على إجراء مواجهات مع الآخرين بشكل تدريجي مثل التحدث أمام عدد قليل من الأشخاص مثل أفراد الأسرة أو الأصدقاء، ثم عدد أكبر، وبذلك؛ يكون قادرًا على التحدث أمام أي عدد من الأفراد فيما بعد دون رهبة.

اقرأ ايضاً: كيفية التحدث امام جمهور بدون خوف

التعلم من الأخطاء

إن البكاء على اللبن المسكوب دائمًا دون الاعتبار والتعلم من الخطأ هو صفة الأشخاص ضعفاء النفوس، الغير قادرين على تغيير الظروف من حولهم بالاعتماد على أفكارهم ومعتقداتهم في الحياة؛ أما الشخص ذو النفس القوية والشخصية السليمة المتزنة؛ هو الذي يسعى فورًا إلى تدارك الخطأ قدر الإمكان؛ ولا يمر عليه أي خطأ يقع به مرار الكرام؛ بل إنه يتعلم من هذا الخطأ جيدًا ويُحوله إلى فائدة لكيلا يقع بنفس الخطأ مرة أخرى.

التعلم الذاتي

الشخص ذو القوة والثقة والمهارات الشخصية المتطورة لا يكتفي بما يصل إليه من معلومات وثقافة ومعرفة، بل إنه يسعى إلى التوسع والتعلم والاطّلاع على كل مَا هو جديد؛ خصوصًا في مجال دراسته وعمله، وبذلك فهو يكتسب أكبر قدر ممكن من المعلومات، مما يُساعده بطريقة مؤثرة وفعالة على تطوير المهارات والتحلي بسِمة مهمة جدًا تأتي ضمن سمات الشخصية القوية ألا وهي الثقة في القدرات الخاصة والإيمان بها، وذلك على مستوى العلم والعمل خصوصًا.

بناء العلاقات الناجحة

الحرص على إقامة علاقات اجتماعية وعلاقات عمل ناجحة تُساعد الفرد على اكتساب الخبرة والمهارة في التعامل بطريقة صحيحة مع الآخرين، وعلى هذا؛ يكون قادر على تقييم ووزن الأمور الخاصة بأي عَلاقة عمل أو عَلاقة اجتماعية من منظور صحيح، ومن ثم؛ فإن الانطواء والانعزال عن الآخرين ليس من سمات الشخصيات القوية، بل إن العكس هو دائما ما يكون صحيح، ولكن بشرط أن تكون علاقات إيجابية تصب في صالح التطوير الفكري والاجتماعي للإنسان.

الابتعاد عن التقليد

من الجيد أن يكون لكل إنسان قدوة صالحة في حياته، ولا سيما أن القدوة الناجحة دائما ما تكون مُلهمة للأفراد من أجل العمل والنجاح، ولكن لا بُد من الابتعاد دائمًا عن تقليد الآخرين، وأن يحرص الشخص على أن يكون له سمات خاصة فريدة تميزه عن أي فرد آخر وتُحدد معالم شخصيته الخاصة.

وهناك مقولة التي تناولت هذا المعنى بدقة، وهي: “كُن مختلفاً .. فالعالم لم يعد بحاجة لمزيد من النُسخ”.

المرونة والتكيف

إن الشخصية القوية لا تعني أن يكون الإنسان صلدًا لا يرى سوى أفكاره وآرائه وصوت عقله فقط، بل إن قوة الشخصية تنبع في الكثير من الأحيان من القدرة على التكيف مع البيئة المحيطة؛ لذلك لا بُد من اتباع الطريقة الأنسب للتعامل مع أفرادها والتي يُصاحبها نوعا دائمًا من المرونة عند التعامل مع الآخرين سواء الأهل أو الأصدقاء أو زملاء العمل والمرؤوسين.

ختامًا؛ بعد التطرق إلى معرفة كيف تطور من ذاتك وتكتسب شخصية قوية، يُذكر أن أهم عوامل ومهارات تنمية الذات واكتساب الشخصية القوية يتطلب أن يتسم الفرد بالمحبة والألفة فيما يخص الفعل أو رد الفعل تجاه الآخرين؛ والتخلي تمامًا عن فكرة التسلط والاستبداد والهيمنة الكاملة التي تُصاحب دائمًا مفهوم الشخصية القوية عند الكثير من الأفراد.

ياسمين السيد

كاتبة ومحررة بموقع كيك كارير، أحب القراءة وأعشق البحث العلمي، وأؤمن بأن التدوين وسيلة رائعة لتقديم محتوى مُميز يُثري درجة الوعي والمعرفة في الأوساط العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
);
error: هذا المحتوى محمي !!