قصة نجاح شركة نايكي، وكيف تفوقت على أديداس عملاق صناعة الملابس الرياضية
قصة نجاح شركة نايكي وتفوقها على اديداس والعديد من شركات الأحذية والملابس الرياضية على مستوى العالم، هي دون شك من القصص الملهمة التي يحتاج الشباب إلي التعرف عليها لتدعمه في بداية طريقه في عالم المال والأعمال، فكيف تمكن شاب بسيط لا يملك سوى مصروفه اليومي من أن يصبح واحدًا من أثرياء العالم عبر إنشاء شركة نايكي؟ هذا هور محور حديثنا من خلال هذا المقال عبر موقع KickCareer بالتفصيل.
قصة نجاح شركة نايكي
نستهل حديثنا عن قصة نجاح شركة نايكي بالحديث عن مؤسسها الشاب الأمريكي فيل نايت الذي كان مولعًا بالأحذية والملابس الرياضية عندما كان طالبًا جامعيًا في جامعة ستانفورد الأمريكية، لا سيما أنه كان عدّاء أثناء حياته الجامعية.
ولم يكن في ذهن هذا الشاب الصغير أنه سوف يصبح مالكًا لأكبر شركة أحذية رياضية على مستوى العالم عندما كان يقوم بإعداد أحد التقارير الجامعية خاصته، حينما لاحظ أن الكاميرات الرقمية اليابانية أصبحت تجد درجة رواج كبيرة أكثر من الألمانية في الولايات المتحدة الأمريكية.
ففكر في أن الأحذية الرياضية التي تنتجها اليابان يمكن أن تحل محل نظيرتها الألمانية أيضًا في الولايات المتحدة، خصوصًا أنها ذات درجة جودة كبيرة.
أول درجة في سلم النجاح
تبقى الفكرة مجرد حلم إلى أن تبدأ الخطوات الجادة فعلًا في تنفيذها، ولقد أصبحت فكرة استيراد الأحذية الرياضية من اليابان هي الشغل الشاغل له طوال الوقت، ومن هنا وبعدما تخرج فيل نايت من الجامعة عام 1962م، قام بالسفر إلى اليابان!.
أخذ يبحث في الأسواق اليابانية إلى أن وصل إلى محل يعرف باسم (Onitsuka Tiger) ولقد وجد أن جودة الأحذية التي يقدمها هذا المحل عالية ويمكن أن تجد رواج داخل الولايات المتحدة الأمريكية، ومن هنا عرض على المحل أن يكون موزعًا لمنتجاته في الولايات المتحدة ووافق المحل بالفعل على ذلك.
وصلت بالفعل أول شحنة من هذه الأحذية والتي كانت عبارة عن 12 زوج إلى فيل بالولايات المتحدة في عام 1963م، ولم تكن إمكانيات التوزيع لديه جيدة، حتى إنه جعل ظَهر سيارته مكان لعرض الأحذية، لكنه لم يحصل على نسبة الشراء المتوقعة.
من أراد النجاح لا يعرف الاستسلام
لم يكن لدى فيل نايت أي عوامل أو مقومات تساعده على نجاح مشروعه إلّا ثقته بنفسه وإيمانه بأن هذه الفكرة سوف تجد النور يومًا ما، ولذك لم يستسلم لعدم تمكنه من بيع الشحنة الأولى من الأحذية.
فذهب إلى مدربه (بيل باورمان) في “رياضة العدو” وعرض عليه هذه الأحذية وشرح له فكرة مشروعه الجديد، وهنا لم يقم باورمان بشراء أحذية منه فحسب؛ لكنه عرض عليه أن يُصبح شريكًا له في هذا المشروع الجديد.
اللبنة الأولى في شركة نايكي
قاما كلا الرجلين بإنشاء شركة معًا أطلقا عليها اسم blue ribbon sports وقاما أيضًا باستيراد شحنة جديدة من الأحذية اليابانية بلغت 300 زوج أحذية، ولقد كان مقدار مساهمة كل منهما 500 دولار أمريكي، وكان سعر الحذاء الواحد حوالي 3.3 دولار.
وبفضل الدعاية والعلاقات المتعددة لبيل باورمان، تم بيع كل الأحذية خلال فترة زمنية لا تزيد عن حوالي 3 شهور فقط، وتم تحقيق أرباح في العام الأول للشركة بقيمة 8 آلاف دولار.
ومع حلول عام 1965م حققت الشركة أرباح بقيمة 20 ألف دولار أمريكي، واستثمارًا لهذا النجاح قاما بفتح متجر خاص ببيع هذه الأحذية واستمر نمو ونجاح المشروع يسير بخطى ثابتة، لا سيما أنهما كان يقسمان الأعمال بينهما بشكل محترف.
حيث كان بيل مسؤولًا عن جانب شكل وتصميم الأحذية وإرسال أي تعديلات يرغب بها إلى المصنع في اليابان، وكان فيل مسؤولًا عن الجانب الإداري والتجاري.
ومن ضمن إضافات بيل بارومان للمشروع أنه قام بابتكار شكل احترافي لتصميم الحذاء وأسماه كورتيز Cortez الذي أصبح هو الأكثر مبيعًا في الولايات المتحدة مع حلول عام 1968م، وفي العام التالي تمكنت الشركة من تحقيق مبيعات بنسبة بلغت حوالي 300 ألف دولار.
لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن؛ حيث إن المصنع في اليابان لم يكن قادرًا على تغطية الطلب على الحذاء، لا سيما أنه كان يغطي السوق الياباني أولًا ويرسل الفائض إلى الولايات المتحدة.
ومن هنا قاما بيل وفيل باتخاذ قرار البدء في تصنيع حذاء كورتيز في مصنع خاص بهما؛ خصوصًا أن العقد مع المصنع في اليابان كان قد أوشك على الانتهاء، حيث كان موعد انتهائه في عام 1972م.
إطلاق شركة نايكي
بدأ التحضير لشركة نايكي منذ عام 1971م، وقد اقترح أحد الموظفين بالشركة السابقة أن يتم اختيار اسم جديد للشركة وهو NIKE أو نايكي ووافق فيل على هذا الاسم، ولقد كلف أحد الطلاب من دارسي التصميم بعمل شعار خاص للعلامة التجارية واختار شعار (Swoosh) الذي لا يزال مستخدمًا بشركة نايكي حتى الآن، وكان ذلك مقابل 35 دولار فقط.
ولقد تمكن من تحقيق نجاحات كبيرة مع شركة نايكي، وما ساعد على ذلك أنه قد تزامن عرض منتجات الشركة مع انطلاق أولمبياد المكسيك، واستثمر هذا النجاح أيضًا في عقد اتفاقات مع عدة مصانع في اليابان دون أن يكون ملزمًا بعقود احتكار مع أي مصنع.
وبعد أن أصبحت خطوط الإنتاج تحت سيطرة شركته بالكامل، توسع في الشركة بشكل ضخم، وكانت خطوة اقناع نجم كرة السلة الصاعد مايكل جوردن بأن يكون سفيراً لعلامة نايكي التجارية هي اللحظة الفارقة في تاريخ شركة نايكي والتي نقلتها من أحد شركات الصف الثاني للانتقال للصف الأول، بل للتربع علي عرش شركات الأحذية الرياضية والتفوق على شركات عملاقة مثل أديداس و نيو بالانس.
فتم عمل خط انتاج مخصص للاعب، وهو الحذاء الشهير باسم آير جوردن والذي تم اطلاقه عام ١٩٨٥، وكانت هناك حالة جنون عالمي بهذا المنتج، وما زاد الأمر أن اللاعب قد أصبح الأفضل في تاريخ كرة السلة، وهو ما جعل هذا الحذاء ذو مبيعات خيالية إلى وقتنا هذا.
ومع مرور السنوات لم تفقد شركة نايكي قوتها وتواجدها وقدرتها على المنافسة، ولكنها استمرت على نفس درجة النجاح والتميز؛ فهي لا تزال حتى يومنا هذا متربعة على عرش قمة شركات إنتاج الأحذية الرياضية على مستوى العالم.
في الختام؛ نكون قد تعرفنا على أبرز المحطات في قصة نجاح شركة نايكي وتفوقها على العديد من الشركات الأخرى المنافسة، وكيف أن الإصرار على النجاح دائمًا ما يكون هو العامل الأول والأهم في تحقيق أكبر الإنجازات.