المستشار المهنيتنمية الذاتنصائح مهنية

كيف تتعامل مع الانتقادات في العمل

كيف تتعامل مع الانتقادات في العمل؟ هو أحد الأسئلة المهمة التي تقوم بتغطية موقف نتعرض له بصورة مستمرة في شتى مجالات العمل، ولا بد من معرفة الطريقة الصحيحة للتعامل مع هذا الموقف، لا سيما أن بيئة العمل دائمًا ما يتخللها العديد من توجيه الانتقادات السلبية إلى الموظف سواء من زملائه أو من مدير العمل لسبب أو لآخر، وقد يؤثر ذلك سلبيًا على الموظف ويجعله عرضه إلى ترك العمل إذا لم يعي ويفهم الكيفية الصحيحة لمواجهة تلك الانتقادات بذكاء، وعلى موقع KickCareer نوضح كيفية التعامل مع انتقادات العمل بنجاح.

كيف تتعامل مع الانتقادات في العمل

لقد أشار عديد من خبراء التنمية البشرية وكذلك خبراء التوظيف وريادة الأعمال أن أفضل الطرق والوسائل التي يمكن من خلالها معرفة كيف تتعامل مع الانتقادات في العمل بإيجابية خصوصًا مع الانتقادات السلبية – لكي لا يؤثر ذلك الأمر على حياة الموظف ويستنزفه فكريًا ونفسيًا – تتلخص فيما يلي:

الاستماع جيدًا إلى الانتقادات

سواء كانت تلك الانتقادات مهنية أو كيدية؛ فلا بد للموظف أن يستمع إليها جيدًا مهما أثار الأمر حفيظته وغضبه أثناء توجيهها إليه، حيث إن فهمه لماهية تلك الانتقادات وسببها جيدًا؛ سوف يساعده على أن يجد الرد المناسب عليها سواء في نفس الوقت أو لاحقًا.

كما أن الحفاظ على الهدوء والتواصل البصري بقوة مع موجه الانتقادات سوف يقوي من موقف الموظف ومن ثقته بذاته أمام المنتقد.

الأمر ليس شخصي

من أكبر الأخطاء التي يقع بها بعض الموظفين هو أن يظن أن الانتقاد الموجه إليه – من مدير العمل على سبيل المثال – إنما هو انتقاد موجه إلى شخصه، ويعد ذلك من أسوأ الظنون؛ لأنه يؤثر بشكل مباشر على نفسية وشخصية الموظف ويجعله شاعرًا بأن شخصيته وأدائه بوجهٍ عام محور انتقاد وتساؤل، لذلك فإنه لأمر هام ألا يأخذ الفرد هذا الانتقاد على محمل شخصي وأن يربط الانتقاد ببيئة ومسيرة العمل فحسب.

تحليل الموقف وطرح الأسئلة

قد تكون طريقة توجيه الانتقادات إلى الموظف سلبية ولكنها نابعة من وجود خلل ما أو إهمال حدث من طرفه في نظر المنتقد، لذلك فلا بد للموظف بعد أن يهدأ أن يقوم بتحليل الموقف جيدًا وأن يسأل المدير أو المنتقد عن بعض الأسئلة لاستيضاح الأمر بطريقة أكثر فهمًا ووضوحًا.

وبناءً على ذلك؛ إذا كانت تلك الانتقادات مهنية ومحقة فيتم تدارك الخطأ، أما إذا كانت انتقادات غير مهنية؛ فعلي الموظف أن يقوم بإثبات الحقائق التي تدحض تلك الانتقادات ومن الأفضل دعم موقفه بالمستندات والأوراق إن وجدت.

لا تدافع عن نفسك!

من المؤكد أن أول فكرة أو حَل يتبادر إلى أذهان عدد كبير من الموظفين عندما يتم توجيه الانتقادات إليهم، هو أن يقوم الموظف بالدفاع عن نفسه باستماتة لنفي تلك الانتقادات، وهو رد فعل خاطئ تمامًا؛ لأن ذلك سوف يضعف من موقفه حتى وإن كانت انتقادات وهمية غير مهنية، ولكن الموظف الذكي هو الذي يستمع إلى أي انتقادات بهدوء تام ثم يقوم بتفنيدها أيضًا بهدوء ونفيها بالإثباتات القوية والمستندات، بدلًا من الدفاع غير المجدي عن النفس.

اقتراح الحلول عند الحاجة

في حالة قيام المدير بتوجيه انتقادات إلى الموظف وكانت بالفعل انتقادات محقة بعيدة تمامًا عن أي مشاعر كيدية تجاه هذا الموظف؛ فهنا سوف يقوم الموظف أيضًا بتوضيح موقفه بما يملك من إثباتات، وفي حالة وجد تقبل وتفهم من المدير؛ فهنا عليه أن يبدأ في وضع الاقتراحات الحلول التي من شأنها أن تصحح وجهة نظر المدير حول هذا الأمر مستقبلًا.

تحويل الانتقادات إلى محفزات

من أفضل النصائح التي يقدمها الخبراء إلى الموظفين أيضًا هو أن يحول الموظف تلك الانتقادات إلى تجارِب إيجابية يتعلم منها ويجعلها بمثابة الحافز الذي يدفعه إلى إتقان العمل أكثر والنجاح وإثبات نفسه وكفاءته داخل مؤسسة العمل، ونتيجة لذلك؛ فإن توجيه أي انتقاد إلى الموظف – حتى وإن كان بطريقة غير لائقة – لن يؤثر سلبيًا على مسيرته المهنية وعلى الحالة المزاجية له.

هل الانتقاد لا يصاحبه الإرشاد؟

الانتقاد الذي يهدف إلى تصحيح مسار العمل لا بد أن يصاحبه دائمًا النصح والإرشاد والتوجيه للتغلب على الخطأ الذي يراه المدير؛ أما إذا كان الانتقاد غير مهني على الإطلاق وغير مصحوب بإرشاد أو توجيه؛ فهنا قد يكون ذلك دلالة كبيرة على أن المدير يسعى إلى استبعاد الموظف ويتبع أسلوب الانتقاد الدائم له من أجل إقصاءه تدريجيًا من مؤسسة العمل.

وعند التيقن من هذا الأمر؛ فهنا يكون القرار النهائي للموظف إما بترك مؤسسة العمل من تلقاء نفسه قبل أن يستنزفه هذا الانتقاد الدائم والمستمر نفسيًا وذهنيًا، أو أن يبقى ويقبل التحدي ويحرص على أن يثبت نفسه في العمل بكل ما أوتي من قوة؛ لكي لا يجد هذا المدير فرصة لتوجيه أي انتقاد إليه، وأن يتحلى إلى جانب ذلك بالهدوء التام في مواجهة أي انتقاد.

ممارسة تمارين التأمل

تجدر الإشارة إلى أن ممارسة تمارين التأمل مثل اليوغا وغيرها من تمارين صفاء النفس والذهن وتفريغ الطاقة السلبية؛ تساعد بشكل كبير جدًا على التمتع بقوة النفس والتمكن على إثر ذلك من التحلي بالهدوء والتوازن الفكري والنفسي في ردَّات الفعل تجاه المواقف المختلفة التي يوضع بها الإنسان سواء عند توجيه الانتقاد إليه داخل أو خارج مؤسسة العمل أو عند التعرض إلى غيرها من المواقف والأحداث الحياتية بوجهٍ عام.

ياسمين السيد

كاتبة ومحررة بموقع كيك كارير، أحب القراءة وأعشق البحث العلمي، وأؤمن بأن التدوين وسيلة رائعة لتقديم محتوى مُميز يُثري درجة الوعي والمعرفة في الأوساط العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
);
error: هذا المحتوى محمي !!