المستشار المهنيمهارات وظيفية

أهم مهارات مهنة المحامي

أهم مهارات مهنة المحامي هي مجموعة المقومات الأساسية التي من شأنها أن تُساعد كل فرد يلتحق بمهنة المحاماة في أن يذيع صيته وأن يُصبح فعليًا محامي ناجح، ولا سيما أن مهنة المحاماة على وجه التحديد تتطلب مجموعة من المهارات الخاصة التي لا يُمكن لأي شخص المُضي قدمًا في العمل بالمحاماة إلا إذا توافرت فيه تلك السمات والمهارات.

وبالرغم أن الجامعات تُقدم عدد هائل سنويًا من خريجي كليات الحقوق يصل إلى الآلاف؛ إلَّا أنه قلَّما نجد حماسة أو رغبة لدى هؤلاء الخريجين في استكمال الحياة المهنية في تخصص المحاماة، ويرجع ذلك إلى أن المؤهل الدراسي بمفرده؛ ليس كافيًا على الإطلاق من أجل النجاح والتميز في هذه المهنة، وإنما يتطلب الأمر ان يمتلك الشخص مهارات رئيسة تؤهله للنجاح في هذه المهنة، ومن هذا المنطلق؛ سوف تتناول الأسطر التالية الحديث عن أهم المهارات الواجب توافرها في المحامي الناجح مع توضيحها بشكل دقيق.

أهم مهارات مهنة المحامي

عند اختيار مهنةً ما من أجل استكمال مسيرة الحياة العملية بها؛ فلا بُد من التسلُّح بأهم المهارات والسمات اللازمة من أجل تحقيق النجاح المنشود بها، وفيما يخص العمل في مهنة المحامي؛ فلقد أشار كبار رجال القانون الناجحين والذين يُشار إليهم بالبنان في عالم المحاماة والعديد من الخبراء المتخصصين أيضًا إلى مجموعة من المهارات الرئيسة التي ينبغي أن يتحلى بها المحامي الناجح، وهي تشمل ما يلي:

الدراسة العلمية والأكاديمية

بادئ ذي بَدْء؛ فإنه قبل البحث عن أي مهارة لازمة من أجل إتقان مهنة المحاماة؛ لا بُد من التسلح بالمادة العلمية أولًا التي لا يُمكن الحصول عليها إلا من خلال التخصص في دراسة المحاماة في كليات الحقوق والقانون الموجودة في مختلف جامعات العالم، وعلى هذا؛ فإنه من الجدير بالفرد أن يتخذ قراره بالعمل في مهنة المحاماة مبكرًا، لكي يتمكن من اختيار التخصص الأكاديمي المناسب له، ونظرًا إلى أن كليات الحقوق تضم العديد من الأقسام والفروع القانونية؛ فينبغي أيضًا تحديد التخصص القانوني الذي يروق بشكل أكبر إلى الفرد بدقة.

اقرأ عن: مقومات نجاح محامي بالرياض

العمل بروح الفريق

إن القدرة على العمل ضمن فريق تُعد من أهم المهارات التي لا بُد من أن تتوافر في المحامي الناجح؛ ولا سيما أن الاندماج في فريق عمل من شأنه أن يُكسب المحامي القدرة على التعامل مع المواقف والأحداث من حوله بشكل لائق، وإتقان المهارات الأساسية للتعامل مع الآخرين بطريقة إيجابية، وعلى هذا؛ فإن الأفراد غير القادرين على الاندماج بفريق العمل، من الصعب أن يجدوا ضالتهم أو نجاحهم في مهنة المحاماة.

ويُمكن تنمية مهارة العمل ضمن فريق عبر الاندماج دائمًا في الأنشطة الاجتماعية والجامعية والتطوعية القائمة على فكرة التعاون والعمل الجماعي، وبذلك؛ سوف يكتسب الفرد أسس ومبادئ العمل الجماعي والتعاون مع الآخرين ومع فريق العمل بشكل تلقائي.

المبادرة والاستقلالية في الرأي

إلى جانب أهمية العمل بروح الفريق والتعاون؛ فإن مهنة المحاماة سوف تطلب من صاحبها أن يكون حاسمًا وقادرًا على المبادرة واتخاذ القرارات الحاسمة في العديد من المواقف، حيث إن المحامي سوف يكون في موضع المسؤولية الكاملة عن المُوكل سواء كان موكلًا ذو شخصية فردية أو اعتبارية؛ وعلى هذا؛ فلا بُد أن يكون قادرًا على المبادرة والابتكار من أجل تقديم الحلول وليس الاعتماد على الآخرين أو انتظار الحصول على الحلول المقترحة حول قضية ما.

ولا يرغب الخبراء هنا إلى توصيل فكرة الكفاح الفردي إلى المحامي؛ ولكن المقصد الرئيسي هنا هو أن يكون المحامي ذو شخصية متزنة قادرة على معرفة الوقت المناسب لطلب المساعدة أو طرح الأسئلة في ضوء ما تقتضيه الظروف.

ويُمكن التحلي بتلك المهارة من خلال توطين النفس على ضرورة اتخاذ القرارات الحاسمة في الأوقات الصعبة والمواقف التي يتعرض لها الفرد في حياته – سواء فيما يخص الدراسة أو الحياة بوجهٍ عام – ومن ثم، سوف يكون ذو قدر ليس بالقليل من الثقة بالنفس تؤهله إلى تحمل مسؤولية موكله واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب دون تردد أو خوف.

حَلّ المشكلات بطُرق إبداعيّة

الكثير من الأشخاص يظنون خطأً أن مهنة المحاماة تتطلب فقط فهم مواد القانون وكيفية تطبيقها فحسب دون تفكير أو إبداع، في حين أن حقيقة الأمر تؤكد أن مهنة المحاماة تتطلب فعليًا أن يكون المحامي متقنًا لمهارة حل المشكلات وبطرق إبداعية أيضًا.

فتجد أن المحامي يكون في حاجة في كثير الأحيان إلى الذكاء والطرق غير التقليدية في تقديم حلول المشكلات القانونية إلى العملاء أو في أثناء المرافعة أمام القاضي.

وبالطبع يُمكن لأي شخص اكتساب هذه المهارة؛ ولكن لن يتأتَّى ذلك إلا من خلال التدريب لفترة كافية على العمل بمهنة المحاماة، إلى جانب توطين النفس دائمًا على محاولة إيجاد حلول للمشكلات المختلفة التي تعترض أي جانب من جوانب حياته، ومن ثّم؛ سوف يكون الفرد بمرور الوقت قادرًا على إتقان حل المشكلات بكيفية إبداعية.

تعرف على: أفضل محامي جدة

مهارات التواصل الكتابي

إتقان مهارة التواصل الكتابي هنا تنقسم إلى فرعين؛ الأول خاص بـِ الإلمام بأهم قواعد ومفردات اللغة والإتقان الإملائي لها أيضًا، والثاني خاص باللباقة وحسن الصياغة والتعبير واستخدام الأسلوب المناسب؛ ولا سيما أن العمل في مهنة المحاماة لا يخلو من الاعتماد على التواصل الكتابي بين المحامي والآخرين سواء صياغة المستندات القانونية أو العقود أو الرسائل الخاصة بالعملاء أو غيرها.

مما يُعني أن وجود أخطاء إملائية أو نَحْوِيّة في تلك المستندات سوف تقلل كثيرًا من قيمة عمل المحامي، في حين أن اللباقة وحسن الصياغة والاحتراف النحوي والإملائي؛ سوف يُعزز من ثقة العملاء في المحامي.

أما طريقة إتقان مهارة التواصل الكتابي؛ فهي تأتي من تعلم وإتقان اللغة أولًا، ثم كثرة القراءة والكتابة والتدوين أيضًا؛ حتى الوصول إلى مستوى الإتقان.

مهارات التواصل اللفظي

إتقان مهارة التواصل اللفظي أيضًا؛ تُعد من أهم مهارات المحامي الناجح التي لا يُمكن الاستغناء عنها؛ ولا سيما أن الاتصال اللفظي هو العنصر الأكثر أهمية وحيوية في مهنة المحاماة، حيث يتمثل دور المحامي في معظم الأحيان في إيصال الحِجَّة والدليل بطريقة مُقنعة للقاضي أو هيئة المحلفين باقتدار وثقة ولباقة فائقة دون رهبة.

غير إن اللباقة في الحديث أيضًا والتواصل اللفظي مع العملاء والرد على المكالمات الهاتفية وغيرها تشكل جزءًا رئيسًا ضمن مهام مهنة المحاماة لأنها تُعزز من ثقتهم به.

ويُمكن تعزيز هذه المهارة من خلال الحرص على التحدث أمام الآخرين دائمًا بقوة دون خوف أو خجل، وأن يبدأ الفرد بالحديث أمام المقربين منه أولًا وبأعداد صغيرة، ثم يقوم بتوسيع دائرة الأفراد الذين يتحدث أمامهم شيئًا فشيئًا، وبذلك؛ سوف يتمكن من التمتع بإتقان مهارة التواصل اللفظي مع مرور الوقت.

العمل تحت ضغط

إن العمل تحت ضغط من المهارات التي تحتاج إليها كافة المهن؛ ولكن تبقى القدرة على العمل تحت ضغط مع الحفاظ على مستوى اليقظة والانتباه هي أهم مميزات وسمات المحامي الناجح؛ ولا سيما أن التفكير في مهام العمل والإبداع في إيجاد حلول للمشكلات التي يتحمل المحامي مسؤوليتها عبر القضايا المختلفة تتطلب اليقظة لكيلا يكون هناك ثغرات أو أخطاء تؤدي إلى حدوث نتائج غير مرغوب بها تُسلب المحامي قدرته على حل تلك المشكلة أو مساعدة صاحبها.

ويُمكن ضبط تلك المهارة عبر وضع جدول زمني لكل مهمة أو قضية وتحديد أهم أولويات الفرد والمهام التي تحتاج إلى درجة أكبر من اليقظة، والبدء بها وذلك في كل نواحي الحياة، ومن ثَم؛ سوف يكون في مقدور الفرد إتقان مهارة العمل تحت ضغط مع الوقت.

إقرأ أيضاً: اختيار محامي بالرياض

فهم العملاء جيدًا

إن مهنة المحاماة هي أولًا وأخيرًا مهنة تُقدم خدمة إلى الأفراد أو المؤسسات؛ مما يُعني أهمية وضرورة أن يكون لدى المحامي الفراسة والقدرة على فهم الآخرين ومعرفة رغباتهم وتطلعاتهم التي قد قادتهم للجوء إليه.

وعلى هذا؛ لا بُد أن يحرص المحامي على إتقان مهارة الإصغاء إلى الآخرين وفهم كل ما يريدونه وما يُعانونه من مشكلات، وأخذ الوقت اللازم للإصغاء التام إليهم دون ملل.

غير إنه من النادر أن يكون هناك دراية بالقانون والمواد المتعلقة بشكواهم، ومن ثم؛ على المحامي أن يسعى إلى توضيح ماهية تلك القوانين وكيفية تطبيقها إليهم أيضًا بوضوح، ومن أجل اكتساب تلك المهارة؛ يجب على الفرد أن يُوطن نفسه دائمًا على الاستماع إلى الآخرين وإتاحة الفرصة لهم للتعبير عن آرائهم.

قوة الملاحظة والاهتمام بالتفاصيل

قوة الملاحظة والانتباه دائمًا إلى التفاصيل من أهم سمات المحامي الناجح؛ نظرًا إلى أنه سوف يتطلع على العديد من المستندات الكبيرة والتي ربما تكون في أحيان كثيرة غير واضحة، والعثور أيضًا على المعلومات الأساسية عبر كل قضية أمر ضروري، ولا سيما إذا كان المحامي يبحث عن دليل أو حُِجَّة تدعم قضيته؛ حيث ان فقدان احد التفاصيل هنا قد يُعرقل قدرته على إتمام مهمته.

ويُمكن اكتساب هذه المهارة من خلال التدرب على التركيز التام في أثناء قراءة أي مستند، مع كثرة القراءة سواء قراءة الكتب أو المقالات، سوف تزيد قدرة العقل على اكتشاف المعلومات من بين السطور بسهولة وسرعة.

مهارات البحث والإعداد والتحضير

لا بُد أن يكون المحامي متقنًا لعنصر البحث والاعتماد على مختلف الموارد التي تُدعم قضيته وعلى التحضير والتجهيز المسبق أيضًا لأي مهمة؛ ولا سيما مهمة المرافعة أمام القضاة وهيئة المحلفين.

فعدم التحضير الجيد سواء على المستوى الذهني أو الكتابي سوف يُضعف من وضع وقدر المحامي إلى حد كبير، كما إنه من الأفضل في هذا الشأن الاعتماد على العديد من المصادر فيما يخص التجهيز والإعداد من أجل توسيع نطاق المعرفة تارَة، والإلمام كليًا بموضوع القضية من كافة الجوانب تارَة أخرى.

ويُمكن لأي فرد إتقان هذه المهارة من خلال الحرص على التجهيز الجيد والبحث والاطّلاع المسبق لأي مهمة يقوم بها؛ سواء الإعداد لمقابلة عمل شخصية أو الإعداد لتقديم عرض تقديمي أمام أحد الأساتذة أو غيرها من الأنشطة التي تتطلب التجهيز والاستعداد.

المصدر: Important Lawyer Skills

ياسمين السيد

كاتبة ومحررة بموقع كيك كارير، أحب القراءة وأعشق البحث العلمي، وأؤمن بأن التدوين وسيلة رائعة لتقديم محتوى مُميز يُثري درجة الوعي والمعرفة في الأوساط العربية.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
);
error: هذا المحتوى محمي !!